* في خلوة مع النفس؛ استحضر وجوه الأطفال ضحايا الإغتصاب والتحرُّش بغبن يكاد يصرع القلب؛ غُبنٌ يدور في الصدر لأيام طويلة قبل أن تفجعنا الأيام بمصيبة جديدة.. ثم.. أعجبُ من عقوبة الإعدام التي أعتبرها (رحمة كبرى) للمغتصبين.. فكان الأولى أن تبتكر الدول ما هو أشد قسوة من الموت ليناسب هذه الشناعة التي تتضاءل كل المعاني الدّون أمامها. * وأمس حين قرأت خبراً؛ أصبت بإحباط وفرحة.. لا غرابة.. فالفرد السوداني تعوَّد كثيراً على حَمل (الإثنين) في جوف واحد..! الخبر نقلاً عن باكر نيوز؛ يقول باختصار: (قضت محكمة جنايات مروي بالولاية الشمالية برئاسة القاضي علي يونس الإثنين بالإعدام شنقاً على عوض آدم حسين المتهم بإغتصاب وقتل طفلة "القرير" أريج سمير ذات الأعوام الأربعة؛ تحت المواد 130 45 161 من القانون الجنائي). * ربنا يصبِّر أسرة هذه الطفلة صبراً جميلاً.. و.. أقول إن مصدر الفرحة والإحباط هو الحكم نفسه كانتصار للعدالة وتخفيف عن أحزان أهل الفاجعة (من ناحية)؛ لكن من نواحٍ أخرى وفي عموم القضايا المشابهة يخالجنا إستياء أحياناً عندما يكون الحكم (نطقاً) في الجرائم ذات الطابع الوحشي والتي لا تحتمل (التأجيلات) المُملة والمُحبِطة! رغم حتمية النطق كمرحلة في المحاكمات.. ونتذكر كم قضية تم النطق فيها وظل (المجرم) مستفزاً بوجوده؛ ولا تدري متى يرتاح منه الوجود..! هذا الهاجس باستدراك ما جرى للضحايا يجعلنا نعيش (الدور العاطفي الإنساني) وكأننا ذوي صلة قريبة بهؤلاء الضحايا؛ فنستعجل القصاص لهم.. وإن كان القصاص (شنقاً) في مسألة إغتصاب الأطفال أراه على الدوام (عقوبة مخففة) نظراً للجُرم الصاعِق..! * المُلاحظ في خبر طفلة "القرير" المغتصبة؛ هو إشهار اسم الجاني؛ وهذا ما طالبنا به في مقال عقب اغتصاب الطفلة "شهد" في 2016م.. فلو أن أسماء المجرمين الوحوش أُشِيعت بالفضح لانتبهت أسر كثيرة للمحافظة على أبنائها من الإنحرافات وخشية العار.. رغم أن جرم الفرد الواحد لا يعني التطاول على أسر المغتصبين..! لو أن الآباء والأمهات علموا بأن المصير سيكون سيئاً جداً في حال إنحراف أحد الأبناء؛ فإن ذلك سيجعلهم يعتنون بالتربية قبل وقوع الفأس في الرأس..! * التحرش في تقديري يمثل منتهى الإستعباد للمفعول به (طفل أو غيره) وتنامي حالات التحرش والإغتصاب في مجتمعنا السوداني مؤشر يدعو للكآبة؛ لم تسلم منه حتى خلاوى تحفيظ القرآن الكريم.. ولسنا ندري ماهي الإحصائية الدقيقة التي تحيط بهذه (الفِعلة الكارثية) وصولاً للعام 2020م.. لكن بعض المؤشرات في السابق تخبرنا أن النسبة لا يستهان بها في اللاحق؛ فقد إطلعت على جهدٍ مقدّر بقلم الصحافية علوية مختار (أبريل 2014م) يفيد بالآتي: (هنالك 3 حالات إعتداء على الأطفال يومياً بين تحرش واغتصاب بحسب رئيسة فرع البصمة الوراثية في الأدلة الجنائية ندى سر الختم.. وتقول الباحثة من جامعة الأحفاد تقوى أحمد أن 86.7% من الأطفال في العاصمة الخرطوم يتعرضون لمحاولات اغتصاب جنسي.. كذلك تشير بعض الإحصاءات غير الرسمية إلى أن 30% من الجناة هُم أقارب الضحية و60% هُم أصدقائه أو جيرانه و10% لا تربطهم به صلة). انتهى الموجز. * أرى أن المؤشرات الآنفة وإن تقدمت عليها السنوات تفيد الراهن (بالتنبيه) تجاه أطفالنا؛ الذين لن يحميهم القانون الرادع فقط.. ولنحذر الأقارب. * (اللهم أجعل أطفالنا ضحايا الإغتصاب شفعاء لآبائهم وأمهاتهم؛ ونسألك الإنتقام من كل مُعتدٍ أثيم). أعوذ بالله