فوجئنا بالخبر المفجع الذي أنتشر بسرعة فائقة معلنا رحيل رفيقنا حسن سنادة. الذى أنتقل من دنيانا الى دنيا الخلود. منضمآ الى كوكبة الشهداء الذين فقدناهم أثناء الفترة الماضية العصيبة التى يمر بها الشعب السودانى. خيمت علينا موجة من الحزن والآسي شملت كل بقاع المعمورة. أتقدم فى المقام الأول بالعزاء الحار باسمى وأسم زوجتى السيدة خديجة الرفاعى والأبنة رفيقة. لآبنته السيدة ليلي ولأبنه خالد، ولكل أفراد الأسرة الممتدة داخل السودان وخارجه شقيقاته أمنة وأديبة وأشقائه مهدى، فيصل، والطاهر. فى هذا السياق نتذكر شقيقه الراحل الدكتور عبد الوهاب سنادة. لايفوتنى أن أتقدم بالعزاء الحارلكل رفاقه فى الحزب الشيوعى السودانى. تعرفت لاول مرة على الرفيق حسن سنادة عندما كنت فى مدرسة حنتوب الثاوية والتقيت به عندما جاء ضمن مجموعة الطلاب من مدرسة خور طقت للمشاركة فى دورة المنافسات والالعاب الرياضية التى كانت تقام بين المدارس الثانوية الحكومية الكبري وادى سيدنا وخور طقت وحنتوب. تعرفت عن قرب على حسن وعلى رفيقنا على خليفة الذى أدعو له بالشفاء وداوم الصحة والعافية. والعودة لموقعه القيادى فى الحركة النقابية السودانية. أجرينا مع الرفيقين حسن وعلى خليفة مناقشة سياسية هامة حول قضايا الثورة السودانية والحركة السياسية والطلابية، ودور إتحاد ات الطلاب والجباه الديمقراطية فى النضال من أجل الحرية والديمقراطية والأستقلال. برز ولمع أسم حسن سنادة عندما أنضم للحركة الطلابية فى خور طقت وأصح احد قادتها الذين قادوا معارك الاستقلال والحقوق الطلابية ضد سياسة ناظر المدرسة النصي حمزة الذي نكل بقيادة اتحاد الطلاب أوقف وفصل عدد كبير من قيادة الأتحاد. واصل الرفيق حسن سنادة نشاطه بعد أن تم قبوله بحامعة الخرطوم واصبح أثناء المسيرة عضوا فى اللجنة التنفيذية ذات التاريخ النضالي العريق. لم يتراجع ولم تلن له قناة. إلى أن تم أختياره ممثلآ لأتحاد طلاب جامعة الخرطوم فى أتحاد الطلاب العالمى ومركزه العاصمة براغ عاصمة الجمهورية التشيكوسلوفاكية. خلفآ للرفيق الطيب أبو جديري المحامى والسياسي المحنك والقائد الطلابي المناضل الذي لا يشق له غبار، والذي أعتبره احد المثقفين البارزين فى الحزب الشيوعى، فى ذاك التاريخ. واصل حسن سنادة نهج وأسلوب الطيب أبوجديري وأستفاد من خبرته فى عمل قيادة أتحاد الطلاب العالمى كما مثل أتحاد الطلاب السودانى فى العديد من المؤتمرات العالمية. وأصبح نموذجا يحتذى به في إطار الحركة الطلابية وحركة الشباب العالمية والفضل فى ذلك يرجع لتاريخه النضالي والخبرة و التجربة التى أكتسبها خلال مسيرة ونضال الحركة الطلابية. التقيت به بعد الطواف الذى كلفت به فى مهمة للسفر للخارج لتنويرالأحزاب الشيوعية العربية والأروبية نقطة البداية كانت لبنان ومنها أنتقلت الى براغ و بلغاريا ورومانيا وبرلين حيث داهمتنى أخبار المجازر والأعدامات التى طالت السكرتير العام للحزب الشوعى الشهيد عبد الخالق محجوب ورفاقه. عدت مباشرة لبراغ التقيت بالرفيق حسن سنادة مرة أخري وأشتركنا في اللجنة السياسية المكلفة بالأشراف على حملة التضانت مع الحزب الشيوعى والحركة السياسية فى السودان، وكان حسن فى ذاك التاريخ يعمل فى قسم الترجمة بمجلة قضايا السلم والأشتراكية، بعدها إنتقل الى النمسا عمل فى مكتب منظمة الأممالمتحدة، عاد الى براغ للعلاج حتى رحل للرفيق الأعلى. من الأهمية بمكان الأشارة الى أنتمائه المبكرللحزب الشيوعى السودانى الذى تربي فى كنفه وإكتسب العلم و المعرفة والوعى. أننا نفتقده اليوم كرفيق وصديق حميم، ونفتقد زياراته المتكررة والمتواصلة لنا. كذلك أتصالاته اليومية عبر الهاتف وسؤاله عن أحوالنا الشخصية. و الشئون السياسية خاصة تطورات الأحداث المتسارعة فى السودان.ختامآ نترحم على روحه الطاهرة النقية. ونسال المولى أن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين. د/ محمد مراد براغ