جرت العادة في دول اوروبا واميريكا وكندا، ان تقوم المؤسسات الصحفية الكبري في كل عام خلال الفترة من شهر نوفمبر وحتي اعياد الميلاد بعمل استفتاء شعبي كبير وسط القراء في بلدها ، تسالهم هذه المؤسات الصحفية المشاركة في الاستفتاء لاختيار "الشخصية المناسبة التي تستحق الحصول علي "شخصية العام"، وما مر عام من الاعوام في هذه الدول الا وحظي الاستفتاء الصحفي بعناية فائقة واهتمام جماهيري واسع، هذه المؤسسات الصحفية ترصد اموال طائلة من اجل اتاحة اكبر عدد من المواطنين بالمشاركة، وما ان تهل احتفالات "عيد الكريسماس" حتي تقوم المؤسسات باعلان اسم "الشخصية المناسبة التي تستحق الحصول علي "شخصية العام". 2- اهم الشروط التي يجب ان تتوافر في الشخصية الوطنية المرشحة للقب، ان يكون قد ساهم بخدمات جليلة لبلده والشعب، اواغدق بماله علي المنظمات الخيرية وتبرع للملاجئ ودور العجزة والايتام، او ساهم بانشاء مؤسسات صحية وعلاجية للمعوقين والمرضي بامراض مستعصية العلاج، ومدارس واماكن سكن لاطفال الشوارع والمشردين، ان يكون قد ساهم بانجاز علمي رفيع، او في مجال التآليف والكتابة، او رفع اسم بلده في عالم الرياضة والفن. 3- في هذا الحالي نوفمبر 2020، بدأت بعض المؤسسات الصحفية في اوروبا وامريكا تستشير المواطنين حول اقتراحاتهم اختيار "شخصية العام 2020"،… وهاكم عينة من هذه الاختيارات: (أ)- اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب انه رفض ترشيحه لتسمية "شخصية العام" من جديد بحسب مجلة "تايم، وكتب ترامب في حسابه الشخصي علي موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، "لقد اتصلت مجلة "تايم" لتقول انها من المرجح ان بطلق علي اسم "رجل العام" كما فعلت في العام الماضي، ولكن ذلك تطلب موافقتي علي اجراء مقابلة وجولة تصوير كبيرة، وقلت ربما انها فكرة جيدة ولكن لن اشارك في ذلك، وشكرآ علي كل حال.". (ب) رشّحت لين كلايف، الطبيبة البريطانية من أصل سوري، للقب ملكة جمال العالم 2021، وهي تشغل حالياً منصب سفيرةٍ مساواة في بريطانيا، إضافة لتخصصها الأكاديمي في مال الطب، الطبيبة السورية صرّحت لسبوتنيك الروسية عن دواعي تنصيبها سفيرة لحملةٍ تدعو للمساواة في المجتمع، وذلك للوقوف والتضامن مع أي مجموعة في المجتمع تعرّضت لمعاملةٍ غير عادلة أو تعرضت للتميز في بريطانيا وخارجها. (ج)- فاز الطفل ميسرة محمود مقلد(من ابناء الصعيد) ، من أبناء المصريين بدولة النمساحالياً,بلقب شخصية العام للسنة الحالية 2020 في دولة النمسا، نتيجة جهوده المجتمعية واطلاقة مبادرة نجحت في دعم ومساعدة كبار السن في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد التي اجتاحت العالم مؤخرا. حيث سخر مجهودة لخدمة المسنين فى البيوت الذين لا يستطيعون الخروج اثناء كورونا ودشن تطبيق للاتصال به فى كل الأوقات لشراء احتياجاتهم وتوصيلها لهم فى المنازلأكثر من 400 مسن ثم انضم إليه فى المبادرة زملاؤه من نفس السن ، ونقل التليفزيون النمساوى وعدد من الصحف الكبرى بالنمسا تجربة ميسرة وملائه، حتى بدأ غيره يفعل مثله. 4- المؤسسات الصحفية في السودان منذ طويل لم تفكر اصلآ في عمل استفتاء شعبي لاختيار "شخصية العام"، – علي اعتبارعدم شخصية وطنية متفق عليها بالاجماع- ، او وجود انجاز حقيقي باهر حققه احد ما داخل السودان!!، او ربما لان هذه المؤسسات الصحفية خشيت من الاغلاق ومصادرة ماكينات الطباعة والاثاثات، ان قامت بترشيح شخص اخرغير…عمر البشير!! 5- قبل اسابيع قليلة مضت، قررت ان احذو حذو الصحف الاوروبية واقوم بعملية اختيار بعض اسماء لشخصيات وطنية تكون محل استفتاء عام بين القراء السودانيين لاختيار "شخصية العام 2020". 6- وصراحة، بعد جهد جهيد و(وقت طويل ضاع علي الفاضي!!) فشلت فشل ذريع في ايجاد ولو ثلاثة اشخاص يكونوا محل تنافس بينهم لاختيار اللقب!!، لم اعثر علي شخصية واحدة متفق عليها بالاجماع او حتي (50%) يستحق اللقب !!، لهذا قررت ان الجأ لاستنفار القراء لترشيح "شخصية العام 2020". 7- من اجل ان العثورعلي شخصية سودانية ، قمت خلال الاسابيع الماضية بتقليب كثير من المواقع الصحفية وارشيف المقالات والاخبار، وهالني الكم الهائل من اخبار وتصريحات وصور البرهان وحمدوك و"حميدتي"!!، كانوا هم الاكثر بروز وظهور سياسي واعلامي طوال الشهور الماضية!! 8- لو افترضنا انني رشحت الرئيس الجنرال/ عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان، ان يستحق لقب "رجل العام 2020"، عندها يبقي السؤال الصعب مطروح بشدة: "ماهي الانجازات التي حققها البرهان في هذا العام الحالي؟!!، وهل "التطبيع" الذي قام به من وراء ظهر مستشاريه، ولقاءه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يعتبر انجاز وطني يستحق عليه حصول اللقب؟!! 9- (أ)- لو افترضنا ايضآ انني رشحت رئيس الوزراء/ عبد الله آدم حمدوك الكناني، ليكون محل رأي المواطنين فيه صراحة ، وان كان يستحق لقب "رجل العام 2020"، فهل اكون وفقت في الاختيار ؟!!، عندها يجي السؤال الصعب: "ماهي الانجازات حمدوك التي حققها خلال الفترة من اول يناير الماضي 2020 وحتي نوفمبر الحالي؟!! (ب)- كلنا في السودان نعرف، ان حمدوك يواجه مصاعب ومشاكل لا تحصي ولا تعد، خصوصآ وان التركة المثقلة بفساد النظام السابق، وما يجري في سودان اليوم من اضطرابات ومظاهرات، ومكائد الاحزاب، بجانب النشاطات المريبة من بقايا الفلول حالت دون ظهور واضح لانجازات الحكومة!! (ج)- الفريق اول/ محمد حمدان دقلو"حميدتي"، نائب رئيس مجلس السيادة، ويشغل ايضآ منصب قائد قوات "الدعم السريع"، هو الشخصية السودانية "رقم واحد" في الظهور السياسي داخل البلاد وخارجها، ويحتل ايضآ قائمة الشخصيات في الظهور الاعلامي، يطلقون عليه وسط ضباطه وجنوده لقب "جوكر"!!، هو في كل مكان، ويتحرك في كل الاتجاهات حتي انه سحب البساط من تحت البرهان واعضاء المجلس. (د)- اختلفت الاراء السودانية حوله بصورة ما عادت تخفي عن العيون، ولا ينكر الكثيرون من اعداءه، انه قد حفظ السودان من مصائب بلاوي كثيرة وحقق انجازات لم يحققها احد في مجلس السيادة او الحكومة. (ه)- رغم ان "حميدتي" قد حقق الكثير من المواطنين ولبلده، الا انه بعيد كل البعد عن الترشيح للقب "رجل العام 2020" بسبب ماضيه الملئ بالسلبيات، واتهام المواطنين بانه ضالع في مجزرة "القيادة العامة"ب. 10- كل رؤساء الاحزاب – بلا استثناء- سقطوا في امتحان الولاء للوطن علي حساب المصالح الحزبية-!! 11- مع الاسف لا يوجد اي رياضي واحد مرشح للحصول علي اللقب!!، بل ويستحق الفريق القومي لكرة القدم لقب "افشل فريق كرة في افريقيا عام 2020"!! 12- ولا يوجد فنان غنائي واحد استحق اللقب، فكلهم "مقلدين"، وليسوا من أهل الفن والطرب الحقيقي!! 13- بعض الصحف المحلية فيها كوادر صحفية امينة ومخلصة تضع الوطن في حدقات العيون، ولكنها وبسبب الظروف السياسية المضطربة لم تنطلق بعد لعالم الانفتاح بقوة!! 14- … اخشي ان اقول صحيفة "الراكوبة" هي التي تستحق اللقب عن جدارة واستحقاق وباجماع منقطع النظير…فيتهموني بالنفاق ومسح الجوخ!!