منذ اليوم الاول كان لي رأيّ واضح في لجنة الفصل التعسفي الخاصة بالقوات المسلحة، و طريقة تكوينها، و الظرف الذي كوِّنت فيه، و طريقة إختيار اعضائها. كان بالإمكان نسف هذه اللجنة، و تعريتها تماماً في ذلك الوقت، و لكن برجاء، و تدخل ممن كنا نعتبرهم اصحاب المصلحة، لإعطاء اللجنة الفرصة للعمل لطالما هناك عشم، و إحساس بوجود رغبة، و إرادة لإنصاف المفصولين تعسفياً، ورد المظالم، اثبتت الايام عكسها. لا تنطلي عليّ المقولة الساذجة " والله البرهان زول تمام بس الناس الحوليهو بطالين". ذات المقولة رددها البسطاء، و العامة، و السُذَج في حق الماجن المخلوع ليتبين بعد سقوطه انه لص حقير يتبرأ من وضاعته اتفه نشال في ازقة السوق العربي. القائد هو من يحدد بطانته، و من من الناس في دائرته القريبة. القائد من يمتلك المبادرة، و لابد له من شجاعة، و ثقة بالنفس لإتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب، و الصدق في القول، و الفعل. للأسف برهان لا تتوفر فيه صفات القائد، فهو صورة مكررة للماجن المخلوع حيث الضعف، و التردد، و الإنقياد، و الكذب، و المداهنة، و يفتقر لموهبة القيادة، و فن الإدارة. كل القادة الذين تربوا في كنف اللص الراقص المجرم البشير لا يمكن ان يخرجوا من احد التصنيفين كما نذكر دائماً. * الولاء للحركة الإسلامية بنسبة مائة بالمائة، كما ذكرها رئيس الاركان السابق الفريق عبد المطلب بكل بلاهة، و غباء، و لا مبالاة حيث قادته و اولياء نعمته كرتي، و علي عثمات، و الفاشاشوية، و إعترافه بأداء قسم الولاء للحركة الإسلامية منذ ان كان ملازماً. * او رجل ضعيف لا تتوفر فيه صفات القائد، و يمكن قيادته، و توجيهه بشكل مُقرف لا يراعي المهنية، و التراتبية العسكرية، و يمكن لملازم ان يوجه لواء، و كنا شهود علي هذا الوضع الشاذ الذي دمر القوات المسلحة، و اقعد الدولة السودانية، و تلك الحقبة التعيسة التي لا نزال نعيش تفاصيلها من تاريخ السودان، و قواته المسلحة. بالامس عُقد إجتماع عاصف للجنة العليا للنظر في قضايا الفصل التعسفي من الضباط المتقاعدين، و تحدثت معهم جميعاً، و الطرف الآخر الذي يمثل النظام الهالك بإستماتة للدفاع عنه، ضباط بالخدمة برئاسة الفريق عباس محمود الداروتي، و اللواء طيار الكاشف عبد الوهاب، و اللواء حقوقي حاتم حيث إنسحب الضباط المتقاعدين، بكل شرف، و امانة، و رفضوا التوقيع علي توصيات لجنة الكيزان المعيبة التي لا تمثل العدالة، و الثورة، و مبادئها في شيئ. اكملت اللجنة اعمالها بعد عام من البحث في ملفات 5052 ضابط تقدموا بطلبات إلي ان خلصت الي عدد المفصولين تعسفياً حسب رؤيتها 1265 ضابط من مختلف الرتب. تفاجأ اعضاء اللجنة المتقاعدين انه تم تعديل الكشوفات ليكون عدد الضباط المحالين تعسفياً 191 ضابط بدل 1265، فيهم 19 فقط ستتم إعادتهم إلي الخدمة. لا احد يعلم ماذا جرى، و من هؤلاء ال 191، و بأيّ معايير تم إختيارهم كمفصولين تعسفياً، و بأيّ وجه حق تم إبعاد الآخرين. من المؤكد من يقف وراء هذه اللجنة هم الكيزان، و سيقاتلون بكل ما يملكون من قوة لكي لا يتم إختراق داخل القوات المسلحة لصالح التغيير بواسطة ضباط مهنيين يمكن ان يلعبوا دور في تغيير المشهد العبثي الذي تعيشه القوات المسلحة. للأسف تم تطبيق قانون 2007 سيئ الذكر، و الذي فُصل و صُمم خصيصاً لتجريف الجيش، و فرض التمكين، وذلك بإعتماد تقارير قادة اقزام إستغلهم النظام البائد لهذا الغرض، للتشريد، و التنكيل بالضباط الشرفاء. الآن لجنة الكيزان تكشر عن انيابها، و تمارس العادة السرية في التزوير، و لي عنق الحقيقة، في تغيير عمل اللجنة الذي إستمر لأكثر من عام. لجنة الداروتي لجنة كيزان وقحة، ما قامت به يُعتبر تحدي، و غرور، و صلف، و تزوير لا يمكن ان تقوم بما فعلت حتي في ظل النظام البائد إن لم يكن قد سقط بعد. شئنا ام ابينا برهان و قادة الجيش الذين صُنعوا علي يد السفاح المخلوع، قلوبهم مع النظام الهالك، المُباد بأمر الشعب، و اياديهم في غموسه و إن تعلقوا بأستار الكعبة الشريفة. الواضح الذي لا لبس فيه يُدير جهاز الإستخبارات كيزاني الهوى، و الهوية امر اللجنة في كل تفاصيلها، و لا يمكنها الخروج علي ما يمليه عليها من اوامر، و تعليمات. يجب ان يعي الجميع لألاعيب الكيزان فكل الكيزان الذين تمت إحالتهم للتقاعد كانت لأغراض التمكين، حيث دفعوا بهم في كل مفاصل الدولة المدنية، و نعرفهم جيّداً، و عند النظر إلي ملفاتهم ستجد اللجنة لا يوجد سبب للتقاعد فتعتبرهم مفصولين تعسفياً حسب ما تم تفصيلة في قانون 2007 بهذا فعلاً تأكدنا ان ثورة ديسمبر المجيدة قد ولدت يتيمة، تولى امرها عواطلية، و عملاء، فرطوا في جيش مُحترف قوامه آلاف الضباط، و ضباط الصف، و الجنود، كان بالإمكان ان يكون لهم دور فاعل في التغيير، و خلق معادلة تعيد للجيش، و الوطن توازنه في ظل هذه الظروف الإستثنائية المعقدة. الآن يمكن ان نقول بالصوت العالي.. "الجيش جيش الكيزان ما جيش السودان" لطالما إرادتهم هي الاقوى، و يفعلون ما يريدون، و لجنة الداروتي، و اخوانه الكيزان خير دليل علي ذلك. في هذه اللجنة لواء كوز لا يزال بالخدمة، عملت معه في الدمازين منذ ان كان نقيب قائداً لإحدى وحدات الدعم الفنية بالفرقة الرابعة، و كان ضمن الضباط الكيزان الذين رصدناهم يجتمعون كل يوم اربعاء بعد صلاة المغرب في منزل ضابط الامن الكوز المعروف عبدالله جابر المتوفي في احداث جوبا منتصف التسعينيات من القرن الماضي. الحقيقة المؤسفة إلتقط الكيزان الانجاس انفاسهم، و هاهم يعودون بأوجه كثيييييرة!!! ولكن دماء الشهداء، و تضحيات ثورة ديسمبر المجيدة لهم بالمرصاد، و لن تذهب ابداً هباء الريح. للحديث بقية.. خليل محمد سليمان