أعيدوا إلينا كل المناهج التي غرست في النفوس حب الوطن فتبا" للعنصرية والمناطقية. فهما مرضان فتاكان اذا لم يتدارك العقلاء خطورتهما و الحد من انتشارهم بين افراد الشعب السوداني فستكون الكارثة. فانتشار العنصرية والمناطقية في ازدياد مضطرد وخاصة وقد وجدتا أرضيه خصبة وجوار محرض يدعم البعض بالسلاح. لذا فدعوتنا قائمة للقضاء علي كل مسببات هذا الداء العضال و التخلص منه وعلاجه.. فأعراض هذا المرض قد بدأت تظهر حتى في الميديا فتنا قبيحة وسب ولعن . والغريب ان الشخص المصاب بداء العنصرية تلاحظ عليه ظهور علامات وملامح سلوكية غريبة. فهو يقدس كثيرا مناطقه ويتناسى الوطن الكبير. جاهدا" على نشر سموم الفرقه وتمزيق أواصر النسيج الاجتماعي لوطنه. ولا يستطيع ابدا العيش الا في وطن محتل وممزق ومشتت. وكثيرا ما تجده يصاب بالجنون إن رأى أبناء شعبه متحدين . ويموت كمدا" ان رأى راية الحرية ترفرف فوق سماء هذا الوطن الشامخ. لذا فواجب علينا علاج هؤلاء المصابين بمرض العنصرية والمناطقية بتعليمهم تعليما حديثا ومتطورا .. وتحريرهم من الأميه والجهل. وفتح الكثير من المدارس لتحرير عقولهم من هذا التخلف.. وحثهم على أهمية التعايش و حب الوطن والدفاع عنه وتلقينهم مسؤوليات اخلاقية تجاه الشعب وغرس كل القيم الجميلة في قلوبهم من صدق وحب واخاء واخلاق و ذود عن حياض الوطن وحفاظ علي الكرامة والشرف والهوية والأرض. وحينها سنقولها جازمين إننا حقا قد تخلصنا من هذا الوباء وآفاته التي كانت وستكون سببا" في تمزيق هذا الوطن.. فما حدث في الشرق والغرب مؤسف وقد كانت نارا" اشتعلت بين مختلف القبائل. فكانت بين الهدندوة والبنى عامر وبين الحلفاويين والزغاوة وبين النوبة والبنى عامر وفي الغرب كانت كذلك بين الكثير من القبائل العربيه والقبائل الأخرى. ولم ينتصر في كل هذه الفتنة اي من هذه القبائل. فقط ازدادت الهوة بينها وقد تعايشت طويلا منذ الاستقلال وحتي يومنا هذا. الآن نحمد الله كثيرا وكأن الأمر قد هدا قليلا وقد تصافت القلوب شرقا وغربا وعاد الوئام يرفرف في كل الانحاء. لذا ندعو الجميع ان يبقوا السودان قويا بتنوعه جامعا لكل هذه السحنات موحدا لكل قبائله في الشرق والغرب. بشرط ان يكون شعارنا الرئيس " السودان لكل السودانيين " وليتنا نعيد لمناهجنا التي كانت بعد الاستقلال و القها و كل تلك الأشياء الجميلة التي جمعت كل أهل السودان من قبل. ولتعود إلينا كل تلك الاناشيد الجميلة في حب الوطن يحفظها أبنائنا بدلا من تلك الأناشيد الإرهابية والداعشية التي حولت أبنائنا إلى مجرمون وقتلة وحاقدون وامريكا دنا عذابها . وكمثال لابد من إعادة قصيدة المربي الكبير عبد الرحمن على طه أول وزير للمعارف بعد الاستعمار فى القولد إلتقيت بالصديق .. !! ********** فى القولد التقيت بالصديق أنعم به من فاضل ، صديقى خرجت أمشى معه للساقية ويا لها من ذكريات باقية فكم أكلت معه الكابيدا وكم سمعت اورو والودا *** ودعته والأهل والعشيرة ثم قصدت من هناك ريره نزلتها والقرشى مضيفى وكان ذاك فى أوان الصيف وجدته يسقى جموع الإبل من ماء بئر جره بالعجل *** ومن هناك قمت للجفيل ذات الهشاب النضر الجميل وكان سفري وقت الحصاد فسرت مع رفيقى للبلاد ومر بي فيها سليمان على مختلف المحصول بالحب إمتلا ومرةً بارحت دار اهلى لكي أزور صاحبى ابن الفضل ألفيته وأهله قد رحلوا من كيلك وفى الفضاء نزلوا فى بقعة تسمى بابنوسة حيث اتقوا ذبابة تعيسة *** ما زلت فى رحلاتى السعيدة حتى وصلت يامبيو البعيدة منطقة غزيرة الاشجار لما بها من كثرة الأمطار قدم لى منقو طعم البفره وهو لذيذ كطعام الكسره *** وبعدها استمر بى رحيلى حتى نزلت فى محمد قول وجدت فيها صاحبي حاج طاهر وهو فتى بفن الصيد ماهر ذهبت معه مرةً للبحر وذقت ماء لا كماء النهر **** رحلت من قول لود سلفاب لألتقى بسابع الأصحاب وصلته والقطن فى الحقل نضر يروى من الخزان لا من المطر أعجبنى من أحمد التفكير فى كل ما يقوله الخبيرُ *** ولست أنسى بلدة أم درمان وما بها من كثرة السكان إذا مرّ بي إدريس فى المدينة ويا لها من فرصة ثمينة شاهدت أكداساً من البضائع وزمراً من مشتر وبائعْ *** وآخر الرحلات كانت أتبره حيث ركبت من هناك القاطره سرت بها فى سفر سعيد وكان سائقى عبد الحميد أُعجبت من تنفيذه الأوامر بدقة ليسلم المسافر *** اللهم احفظ بلادنا من شرور العنصرية والمناطقية.