عندما تستمع اليه يذكرك بطينة ابداع جيل المبدعين الذهبي، يمتلك كل مقومات السير على دربهم بشهادة كبار الفنانين من صوت جميل واداء متفرد رائع وقدرة عالية على التطريب بالاضافة لذكاء فى حسن اختيار اعماله المقدمة ، انه الفنان سيد عوض جلسنا اليه وتحدث ل(فنون المواكب) من خلال هذا الحوار الشيق : فى البدء نريد ان يتعر ف الناس عليك من قريب ؟ سيد عوض فى الاصل من ولاية نهر النيل درست مراحلى الدراسية المختلفة بالولاية ثم انتقلت للخرطوم بحكم ان العاصمة فرصها اوسع وارحب للحياة فيها واكملت الدراسة بمدرسة (العروبة الثانوية) ، واعمل موظف فى احدى الشركات مديراً لادارة . كيف كانت بداياتك مع الغناء ؟ مارست الغناء فى سن مبكر والتحقت بفرقة الموسيقاروالشاعر عبدالله الكاظم وكانت تضم ملحنيين وعازفين وهناك تعرفت على الملحن محمد عبدالدائم أول من تعاملت معه ثم التحقت بمركز شباب السجانة ومنه انطلقت فنياً وقمت باجازة صوتى فى الاذاعة السودانية . يلاحظ ترديدك لاغلب اغنيات الفنان الراحل المقيم العاقب محمد حسن ؟ اعشق الفنان العاقب محمد حسن وغنيت له كثيراً لمحبتى لفنه واغنياته ، واعتبره واحد من علماء الموسيقى المجددين ومثقف من الطراز الرفيع قدم دراسات وبحوث عن الموسيقى الشرقية وقدم بصمة واضحة للاغنية السودانية . هل التقيت بالعاقب شخصياً فى حياته ؟ نعم وهذا كان شرف عظيم بالنسبة لى التقيت به فى الاذاعة السودانية وكان عضو فى لجنة اجازة الاصوات واذكر اننى شاركت باثنين من الاغنيات اشرف عليهما شخصياً الاولى (نور عيونا) كلمات السر محمد عوض والحان فتح الله جابو والثانية |(دياركم خالية) للشاعر اسماعيل حسن والحان حسن بابكر وقال لى العاقب :( يا سيد هذه الجلابية كبيرة عليك انشاء الله تقدر عليها ) والحمد لله بعد انتهائى من تسجيل الاغنية دخل للاستديو واحتضننى مهنئاً ومباركاً وكان فرحان فرح شديد ، والحمد لله صارت علاقتى به علاقة صداقة ولازالت تجمعنى بابنائه من بعده منهم كمال العاقب ، وترديدى لاغنياته من باب المحبة والوفاء . اغنيات الحقيبة تطغى على تجربتك حتى اشتهرت بتقديمها ماذا اضافت لك ؟ الجمهور والنقاد والفنانين عدونى من (المجيدين) لاغانى الحقيبة وسبحان الله لم اقدم منها فى بداياتى غير اثنين أو ثلاثة منها (غزال الروض) و(حليف الصون) والناس افتكروا اننى قدمتها بطريقة رائعة لامست وجدانهم ، واصلاً انا زول تراث قدمت فى اذاعة امدرمان من اعدادى برفقة الراحل حمزة مصطفة برنامج (ملامح شعبية) فى التسعينات وحالياً عبر اذاعة الدانقا برنامج سهرة (سمر ونغم) من اعدادى وتقديمى . البعض يقول ان ترديد الحقيبة واغانى كبار الفنانين جاء خصماً على تجربتك الفنية ؟ الموضوع ليس امتحان (الما عنده قديم يشترى قديم) كل فنان مر بهذه التجربة ولابد من سماع هذا الغناء القديم وتجويده حتى يكون مفيد للناس ولم يكن خصماً على تجربتى بل مثل اضافة كبيرة . بعد هذه الاعوام الطويلة فى الساحة منذ التسعينات لماذا لا يعرف الناس لك اغنيات راسخة ؟ اغنياتى تبث فى جميع اذاعات ال(اف، ام) على مدار الاربع وعشرين ساعة ، وبصراحة انا ما (بسك) الاعلام والقنوات الفضائية عندها (ناس) بتعرفهم ، ودور الاعلام يفترض يبحث عن الفنانين الجيدين لا العكس ، يعنى مثلاً لايعقل فنان يظهر للناس لمدة ثلاثون يوم فى رمضان ثم يأتى العيد فيشاهدون نفس الفنان ، وحقيقة عندى رأى فى برنامج (اغانى واغانى) للسر قدور وقناة النيل الازرق وسارفض لو اختارونى لهذا البرنامج تقديم غناء الاخرين لاننى حينها لن اكون فنان . تريد ان تقول ان (اغانى واغانى) لم يشكل اى اضافة لحركة الغناء فى السودان ؟ البرنامج عبارة عن (مقلد ومقلد) ولا يفعل شيئاً غير اضافة مقلدين فى الساحة الفنية وهولاء لماذا لايسئلون انفسهم عن الفنانين الرواد امثال احمد المصطفى وابوداوؤد وحسن عطية لماذا كان عندهم اغانيهم الخاصة ولم يرددوا للاخرين من جيلهم ؟ نحن نتحدث عن الفنان الرسالى ويفترض (اغانى واغانى) يتيح الفرصة للفنانين لتقديم اعمالهم الخاصة حتى يرفدوا حركة الغناء فى البلاد ، فى الماضى الاعلام والاذاعة والتلفزيون كان يديرها اشخاص اكفاء يبحثون عن المبدعين وليس العكس ، مغنى اتم ستة شهور لم يقدم خلالها عمل جديد لابد من ان يجيز صوته من جديد ، لذلك رفدوا الساحة باغنيات خالدة وكانت البرامج تصنع النجوم مثل (اشكال والوان) بالتلفزيون و(صالة عرض) بالاذاعة ، و اليوم جميع البرامج فى القنوات الفضائية مستنسخة من (أغانىوأغانى). وبرأيك هل يمكن ان تعود مثل هذ البرامج الهادفة فى اجهزة الاعلام مجدداً ؟ يفترض بعد الثورة يحصل تغيير لابد ان يكون للدولة دور حقيقى وملموس وتلعب وزارة الثقافة والاعلام دورها مثلما كان يحدث فى السابق تصرف على لجان الالحان واجازة الاصوات بالاذاعة السودانية (امدرمان) باعتبارها اذاعة الدولة ، والفن رسالة سامية يلعبها فى المجتمع لانه يهذب الروح والوجدان ، وكل التراجع والتدهور الذى طال الابداع والفن بالبلاد كان خلفه حكومة (الانقاذ) ولازلنا نذكر كيف اوقفوا الاغانى العاطفية واستبدلوها بالاناشيد الجهادية وقال الطيب مصطفى بصريح العبارة (الغناء الموجود هذا كفاية) . اول اغنية خاصة قدمتها في الساحة ؟ اغنية (الزول بارد النسمة) للملحن محمد عبدالدائم وقبلها امتلكت عمل (بين ضلوعي كتمت آهة) من كلمات والحان عبدالله الكاظم . اغلب من يعزفون على آلة العود يميلون الى التلحين فهل لك تجربة في هذا المجال ؟ تعلمت العزف عالى العود فى عشرين يوماً متواصلة وكنت لااكل ولا انام حتى صرت من اميز العازفين بشهادة الكثيرين وبعدها درست النوتة والاصوات والمقامات والفن مبنى على التجريب ولحنت لنفسى عدد من الاعمال الوطنية منها (سودان الشموخ) و(الثورة جات عشانى وعشانك) و(لسودانا وين تلقى) بالاضافة للاغنية العاطفية (حقك علي) . اغلب جيل المطربين الشباب بعيد تماماً عن آلة العود ولايحبذ تعلم العزف عليها الى ماذا تعزى ذلك ، وما اهمية العود بالنسبة للمغني؟ الموسيقار الراحل حسن بابكر كان عندما يحضر اليه مطرب شاب يوجه اليه هذا السؤال (انت بتعرف تعزف عود ؟) لان العود الالة الوحيدة المناسبة للفنان وعبركم اناشد الشباب بضرورة تعلم عزف العود . لماذا لم تحاول تقديم تجربتك الفنية عبر ليالى مفتوحة للناس ؟ انا اكثر فنان طرح وقدم تجربته للناس عبر عدة ليال مختلفة ، نظمت (بارد النسمة) وشرفها الوزير السمؤال خلف الله وحضرها الراحلين الفنان عثمان حسين الذى لحن لى اغنية وحسن بابكر عبدالقادر سالم والتجانى حاج موسى وعبدالفتاح الله جابو وغيرهم من المبدعين وكلهم اشادوا بصوتى وتجربتى ، ثم ليلة (على خطى الرواد) برعاية سيد هارون وكذلك ليلة فى مركز الخرطومجنوب . تم اختيارك مؤخراً فى مجلس المهن الموسيقية كمسؤول عن شوؤن العضوية ، إلا تخشى ان يسرقك من فنك ؟ سعيد وفخور أخدم زملائى وقبيلة المبدعين عموماً واتمنى ان اكون على قدر الثقة والمسئولية وانشاء الله الناس موعودة عقب انتهاء (الكورونا) انشاء الله بنشاط ثقافى كبير فى الدار وخارج الدار . كلمة اخيرة ؟ أشكر (فنون المواكب) التي تبحث عن الفنانين وهم يحتاجون للوقوف بجانبهم.