تداولت وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف بل ومواقع عربية ما قيل إنه مقال للمستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، العميد الطاهر أبوهاجة والذي حذر فيه من مغبة ما اعتبره استفزازاً للقيادة العسكرية والتشكيك في الجيش السوداني. رداً على الانتقادات الموجهة للمكون العسكري في الحكومة الانتقالية وعلى مشروع القانون الأمريكي الذي أجيز مؤخراً والخاص بدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، ويلزم المكون العسكري بإخضاع الشركات الاقتصادية الأمنية لإشراف الحكومة المدنية. كما هاجم مسئولين في الحكومة بحجة أنهم أخفوا دور المكون العسكري، وخاصة جهود البرهان في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مثل دوره في التطبيع مع إسرائيل ولقاءاته مع مسؤولين أمريكيين في أبوظبي. حقيقة من المآسي التي يعاني منها السودان هو وجود من يفكرون بطريقة (الطاهر ابو هجانة ) في صفوفه، فهو بلا شك لن يقدم لبرهان مشورة تفيد الجيش، وحقيقة تحذيره في غير محله لأن أي كلام يقوله أي سوداني يدعو الجيش او يشجعه على الخروج من ورطة السياسة والاستثمار في المجالات المدنية هو شخص يريد له الخير ووطني جدا، ومن يعتبره استفزازا فعليه ان يراجع وطنيته، وحديث هجانة لا يعدو كونه إثارة للفتنة والوقيعة بين الشعب وجيشه، فالشعب يدرك كيف يصبح الجيش عظيما. يجب أن يعرف السيد ابو هجانة ومن يفكرون مثله انه ليس هناك دور قام به الجيش يمكن ذكره فيما يتعلق برفع السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب ولا حتى الحكومة المدنية، كل ما في الأمر هو ان الولاياتالمتحدةالامريكية خجلت من ان تترك السودان في هذه القائمة بعد أن اقتلع الشعب ذلك النظام الإرهابي الذي أدخله القائمة عن طريق ثورة فريدة بشهادة العالم، وهو الآن مندفع بكل قواه نحو التغيير الكامل وتحقيق التحول الديمقراطي. خجلت من ان تتركه في هذه القائمة وهي التي تدعي أنها تؤمن بقيم الديمقراطية وتشجع أي دولة تريد الوصول اليها. خجلت من ان يسجل التاريخ انها وقفت عائقا اما الشعب السوداني وهو يسطر الملاحم والمعجزات من اجل ادراك الديمقراطية، وعليه رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب هو انجاز شعبي خالص. اما فيما يتعلق بمشروع القانون الذي أقرته الولاياتالمتحدة بخصوص إلزام المكون العسكري بإخضاع الشركات الاقتصادية الأمنية لإشراف الحكومة المدنية، فهذه رغبة الشعب السوداني وأمنيته قبل الولاياتالمتحدة، فالجيوش العظيمة تستثمر في الأنظمة الدفاعية وكل ما يتعلق بالحرب والدفاع والحماية وليس في الدقيق والوقود والدهب والأدوية والسيارات والبناء والتشييد وغيرها من استثمارات مدنية، وعلى السيد هجانة ان يكون وفيا للجيش بوعي. عموما نقول للسيد مستشار البرهان؛ الشعب السوداني ليس غبيا فهو على وعي تام بأن ثورته هذه يجب ان تعيد له جيشه الحقيقي الذي سرقته السياسية، وتعيد له حكمه المدني الذي لم يولد منذ ان استقل السودان، هو ويعمل الآن على الاتجاهين ولن يؤثر عليه حديث الذين لا يفرقون بين الحق والباطل وعلى الجيش ان يدرك ويؤمن بأن رغبة الشعب في أن يصبح الجيش عظيما؛ هي التي تدفعه لنقده وليس استفزازه كما يتخيل المتخيلون.