إن السلوك الحضاري للإنسان هو ثمرة أخلاقه الراقية المتمثلة في الأقوال والتصرفات المثاليةالتي تصدر عن حميد القيم، ونبيل الشيم، وتتوافق مع عادات المجتمع وتقاليده، وقوانينه، وتكون منضبطة وفق المعايير التي تحقق مصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة، ومن أبرزها القول الحسن، والتعامل بلطف مع الجميع، وهذه من مبادئ ديننا الحنيف، لقوله تعالى: ( وقولوا للناس حسنا و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خالق الناس بخلق حسن بعد ان غيرنا نظام كامل حكم ثلاثين عاما حان الوقت لنغير انفسنا واولى خطوات تغيير النفس هي السلوك الحضاري الذي يضاحي هذه الثورة العظيمة فهل هناك خطوات عملية لموائمة هذا التغير؟سؤال طرحته المواكب علي عدد من أصحاب الإختصاص فكانت إجاباتهم عبر الإفادات التالية محمد عثمان الشامي أفاد خلال إجابته علي السؤال بقوله : ان القيم والمبادئ التى اظهرها الشعب السوداني خلال إعتصام القيادة العامة للجيش تعتبر درسا يجب ان يتعلم منه بقية الشعوب وانموذج ان يحتذى به في كل المجتمعات الراقية حتى على المستوى الرسمي وان تصبح بعض العبارات القيمة التي كان يرددها الشباب أيام الإعتصام واجهة لأي مؤسسة حكومية بعد الثورة وأضاف إذا ردد الشرطي في أي نقطة تفتيش عبارة (أرفع يدك فوق والتفتيش بالذوق )كيف ستكون ردة فعل المواطن ؟مؤكد أن يتجاوب مع الشرطي بسبب ذلكم السلوك الحضاري وتحسر على عدم اهتمام الجهات الرسمية بالسلوك الحضاري الذي يعتبر اولى ادوات التغيير فيما قالت مناهل احمد الخير أن تغيير السلوك ليضاحي ثورة ديسمبر العظيمة يجب أن يكون عهد على كل سوداني ووفاء لدماء الشهداء الذين ضحوا بارواحهم من أجل التغيير الشامل لافتة إلي أن ما زالت هناك سلوكيات غير حضارية يجب ان تختفى مع ذهاب النظام البائد وان يتحد الجميع في الرقي بسلوك حضاري كما توحدنا في إزاحة النظام البائد وعلى الحكومة ان تضع برنامج توعوى عبر وزارة الثقافة او اي مؤسسة حكومية ليكون هناك برنامج خاص للرقي بسلوك الانسان السوداني وعكس الشخصيه السودانية للعالم بالشكل الذي يرضينا. بينما اوضح الدكتور اسامة عوض بشارة الخبير بشؤون البرتكولات والمراسم والاستاذ في عدد من الجامعات السودانية بأن السلوك الحضاري يمكن أن يتطور بمرور الزمن ، لافتاً بأن الثقافة والحضارة لها أثر كبير على سلوكيات الانسان وهي تختلف من شخص إلى آخر ومن مجتمع لمجتمع ، وأكد الدكتور أسامة على أن الثقافة تمثل المدخل الأساسي لكل شيء مرتبط بهذه الحياة ، وأعرب أن سلوكيات الانسان السوداني فيها الكثير من الأخطاء حان تغييرها و أرجعها إلى تربية الانسان السوداني منذ الطفولة ، ويرى أن السلوك الحضاري مستمد من الاسلام وبالتالي هو متجزر في الثقافة الاسلامية والدينية ، وكشف أن فرنسا استفادت كثيراً من الحضارة الاسلامية وطبقتها على أرض الواقع ، وقال أن الاسلام هو المرجعية المركزية لكل ما يحتاجه الانسان في حياته. الأستاذة رانيا عمران الفنانة التشكيلية والناشطة في مجال السوشال ميديا قالت أن الدراما في كل المجتمعات تلعب دوراً بارزاً في نقل الظواهر الجميلة والترسيخ إلى الاقتداء بها في هذه الحياة ونقد الظواهر السالبة في المجتمع بصورة راقية ، وناشدت رانيا وزارة الثقافة بأن تلعب دوراً مركزياً أكبراً يتعلق بوجود رؤية حضارية ، ودعت إلى ضرورة تكاتف الناس وذلك من أجل خلق سلوك حضاري متزن. وإلقاء الضوء على كيفية التعامل مع السوشل ميديا والاستفادة منها في التسويق إلى الظواهر الجميلة ، وقالت أن التعليقات التي تقوم بكتابتها تكشف عن شخصيتك وبالتالي تمثل خلفيتك الثقافية والحضارية. وفي ذات السياق أكد الدكتور راشد دياب الفنان التشكيلي المعروف أن الاشتغال والتحلي بالسلوك الحضاري هو واحد من الأهداف الأساسية في التغيير ، وكشف أن مركز راشد دياب للثقافة والفنون عقد في هذا الجانب العديد من الندوات والورش ، وقال أن أزمة السودان تكمن في السلوك الحضاري ، وأضاف بأن الثقافة والفنون يمثلان المظهر المادي للحضارة ، وأشار إلى أن الشخصية السودانية لها نفور من الوعي وعدم الوعي. مؤكدأ ان السلوك الحضاري مرتبط بشخصية الانسان ومدى قدرته على احترام الآخرين ، وشدد على أن الدين الاسلامي يمثل أحد الموجهات المركزية الداعمة لفكرة السلوك الحضاري وذلك من حيث التبسيط وكذلك من حيث الدعوة إلى احترام الآخر وثقافته وجنسه ولونه ، وأوضح أن الشعب السوداني حصل له خلل كبير وتغيرات كثيرة أرجعها الدكتور راشد إلى فشل واخفاق النخب السياسية ، وناشد الفنانين التشكيليين لتصحيح المسار الحضاري والالتزام بالمنهج السليم ، وضرب الدكتور راشد دياب مجموعة من الأمثلة التي تتعلق بالمظاهر السالبة في المجتمع السوداني. المواكب