كشفت مصادر عسكرية سودانية ل"الشرق"، مساء الأربعاء، أن الجماعات الإثيوبية المسلحة والمدعومة من الجيش الإثيوبي، شنت هجوماً بالمدفعية الثقيلة على الجيش السوداني في منطقة أبو طيور بالفشقة الصغرى في المنطقة الحدودية بين البلدين. وتشهد المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان مواجهات بين الجيش السوداني، وجماعات مسلحة إثيوبية، استولت على مناطق تتمسك الخرطوم بسيادتها عليها. وثارت الخلافات العسكرية بين الطرفين بعد تعرّض عناصر من الجيش السوداني ل"كمين من القوات والميليشيات الإثيوبية"، أثناء عودتها من "تمشيط المنطقة حول جبل أبوطيور داخل الأراضي السودانية"، ما أسفر عن "خسائر في الأرواح والمعدات". الاستعداد لجميع الاحتمالات وكشف وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح، الثلاثاء الماضي، أن الجيش استعاد أجزاء عديدة من الأراضي السودانية، مشيراً إلى أن بلاده "جاهزة لكل الاحتمالات بشأن الاشتباكات على الحدود مع إثيوبيا". وقال صالح في مقابلة مع "الشرق" إن المناطق الحدودية المتاخمة لإقليم أمهرة الإثيوبي، "هي على المستوى النظري والقانوني محسومة تماماً وهناك اتفاقات دولية موقعة بين السودان وإثيوبيا تحسم الحدود، ولكن لفترة طويلة جداً كانت هناك تعديات إثيوبية داخل الحدود السودانية". وحول تحميل الحكومة الإثيوبية مسؤولية الهجوم الحدودي على الجيش السوداني لميليشيات محلية، أكد صالح أن "تقارير المخابرات العسكرية السودانية حددت نوع الأسلحة التي استخدمت، وهي أسلحة لا يمكن أن تكون لميليشيات فردية أو قبلية". وأضاف: "هذه قوات نظامية، صحيح أنه يمكن أن يقال إنها قوات لإقليم أمهرة، ولكنها جزء من قوات الدولة الإثيوبية". وكشف صالح أن "الاشتباكات الأخيرة أدت إلى تقدم القوات السودانية، واستعادة أجزاء كثيرة من الأراضي السودانية وفرض سيطرتها عليها". اشتباكات جبل حلاوة وكانت مصادر عسكرية سودانية أكدت ل"الشرق"، نشوب اشتباكات "مكثفة"، الاثنين الماضي، بين الجيش السوداني وجماعات مسلحة إثيوبية على الحدود بين البلدين، لافتة إلى أن "الجيش السوداني يواصل تقدمه، ويتجه للسيطرة على منطقة جبل حلاوة آخر نقطة حدودية مع إثيوبيا". وأكدت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا"، السبت الماضي، أن الجيش السوداني يتقدم داخل المنطقة الحدودية مع إثيوبيا، لاستعادة "الأراضي المغتصبة"، و"التمركز في الخطوط الدولية وفقاً لاتفاقات عام 1902". وبحسب الوكالة، أرسل الجيش السوداني "تعزيزات عسكرية كبيرة" إلى المناطق الأمامية عند الشريط الحدودي مع إثيوبيا الذي يشهد نزاعاً.