يومها والبلاد تبحث لها عن طريق يقودها للخلاص خرجت الأصوات بموسيقاها وهتافاتها لا للديكتاتورية ) ( كلام الشارع ) ( جنجويد رباطة ) (صفرجت) ( سودان بدون كيزان)(تسقط بس) (متهم) ( خليك صاحي) وغيرها من الأغاني التي ألهمت الثوار قبل وبعد دخول المعتصمين إلى ساحة القيادة العامة بالخرطوم حيث كانت أول ما تبث روح الانتصار والاستمرارية لذلك باستخدام المكبرات الصوت لسماع (الراب سوداني) الذي كان له دور في إنجاح ثورة ديسمبر المجيدة. 1 كان الحفل الذي أقامه أيمن ماو الراب السوداني المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية في ساحة اعتصام القيادة العامة وهستيريا القبول الذي وجده الشاب تأكيد على اتساع حدة تأثير الراب في إنجاح وإنجاز الثورة المفارقة بدأت فإن ماو وصل القيادة بصوته قبل أن يصلها بأقدامه بل إن أغنياته كانت قوة الدفع التي قادت الثوار إلى محطة السادس من أبريل التي لم تكن سدرة منتهى الثورة حيث احتاج الثوار إلى الراب سلاحهم القديم في المواجهة مرة أخرى عقب أحداث فض الاعتصام لإشعال فتيل غضبتهم الجديدة التي أعادت الامور لنصابها كل ذلك يؤكد على فرضية رئيسية تتعلق بالتأثير الكبير للراب في الثورة بل إمكانية توظيفه لاحقاً من أجل إنجاز مشاريعها في تحقيق أهدافها عبر نجوم آخرين . 2 حسب المهتمين بأغاني الراب في العالم العربي فإن الراب السوداني حاز المراتب الأولى في عالم (2020) بوصفه أن الراب اخترع الواقع واستخدم ألوانا جديدة كما تم اختيار خمس رابز من الساحة الراب السوداني ( جي صالح ، علي جي اكس ، سولجا ، تو دي بي ، سيدو سيمبا ) متفوقين على الساحة السعودية والمصرية التي فازت في عالم ال(2019) وتعد أغاني الراب التي تقوم على الأداء السريع لجمل ذات قافية دون الالتزام بلحن معين جديدة وصعود الراب السوداني ارتبط بشكل كبير بصعود السودان نفسه عقب تجسيد واقع ما بعد الثورة التي سلبت أنظار وألباب الجميع عبر الطرق التي أدارها بها الشباب السوداني كما أن تجذر فكرة الحرية نفسها ساهمت في صعود الفن الذي لم يكن جديداً في البلاد وإنما أزال عنه غبار سنوات التغييب لكل ما هو جميل وهو أمر قد يطرح السؤال هل أشعل الراب الثورة أم أن الثورة هي التي أعادت للراب روحه المفقودة ؟ . 3 يقول منذر أحمد شاب في العقد الثاني من عمره واحد من لجان مقاومة أم درمان إنه لم تكن له أي نشاطات سياسية ،إلا أنه بعد سماع أغنية (لا للديكتاريورية ) بالتحديد عام ال(2015) وذلك عن طريق صديقه ،بدأ يفكر في طريقة معاملة النظام للشباب خاصة وأنهم في سبتمبر (2013) تم قتلهم بطريقة مباشر من قبل أفراد جهاز الأمن حيث كانت الأغنية الراب مصاحبة للفيديوهات التي تثبت تورط المباشر لجهاز الأمن في قتل المتظاهرين استبداد وظلم الناس باسم الدين وبعد ذلك توالت الأغاني وأقربهم لي (رصاصة حية) لم يكن منذر استثناء في هذا السياق وإنما كان يتحدث بلسان جيل وجد في الراب ما ظن أنه فردوسه المفقود فيما اعتبرت ماريل محمد طالبة جامعية أن الراب السوداني لعب دورا مهما جدا في تشجيع ال" الجيل الراكب راس" كسر حاجز الخوف ومواجهة قمع النظام الذي لا يفرق بين أحد في فرض سيطرته على المواطن الذي رضخ لكل أنواع الاستبداد الذي يستخدمها النظام في قمع أي رفض سياسي أو اجتماعي موضحة أنها كانت تكره تك الفجوة التي خلقها النظام بين مكونات المجتمع وتعامل على حسب الون والانتماء الإقليمي لذلك عندما سمعت أغنية الراب (سودان بدون كيزان ) التي به (عواليق نخليها) فورا تفاعلت مع الهاشتاق الذي سيطر على مواقع التواصل الاجتماعي في نبذ أي عادة كان النظام السابق يشجع لها. 4 يقول الناقد أيمن عبدالله كمون إن أغاني الراب في السودان كانت بديلا لوقفة المغنين في الساحة حيث كان موقفهم ضعيف جدا بمقارنة عن القائمة التي تزيد عن (4)ألف مغني ويضيف كمون أن عدد الفنانين الذين أثبتوا موقفهم منذ بداية الثورة ويذكروا بأسماء لقلتهم مبينا أن الشباب اليوم سبقوا النخبة السياسية كما فعل مغنيِ الراب في إنتاج أغاني ساهمت في بث روح الحماس لدى الثوار بالإضافة إلى أن وجود بعضهم خارج البلاد ساهم في تغذية الساحة بأغاني الراب لأنه تستخدم فيها اللغة رافضة ومتمردة وقريبة إلى فهم الشباب وكيفية إيصال وتعاملها مع الشارع العام. فيما أفاد أيمن كمون أن الراب السوداني الموجود في أمريكا وهولندا وفرنسا كان من الداعمين لحراك منذ بدايته سواء كان ماديا أو معنويا حيث كان جزءا فعالا موضحا أن إنتاج أغاني الراب لا تحتاج إلى زمن ولا إلى استوديو في إنتاجها كما أنها سريعة في نشرها بين الشباب بالإضافة إلى أن أجهزة الأمن السوداني لا تعرف كيفية التعامل مع تلك نوع من أغاني التي كانت تساهم في تشجيع الرفض للنظام القائم وخلعه من جذوره وهي خطوة لا تعني أن ينتهي دور الراب ونجومه بإنهاء حقبة الظلام السابق وإنما يحتاجون لمواصلة الطريق من أجل الوصول إلى سودان الحرية السلام والعدالة. اليوم التالي