المانشيت الذي تصدر الصفحة الاولى من صفيحة الجريدة العدد 2345 بتاريخ 28 ديسمبر 2020 والذي يفيد اعتذار الكباشي عن المثول أمام لجنة مجزرة فض الاعتصام يثير الرعب ففيه نذر مواجهة وأجراس خطر تقرع بشدة للتيه الذي يندفع اليه السودان والذي لايستطيع أحد التنبؤ بمآلاته . (2) وهو ان دل على شيء فانما يدل على عمق العلاقة المأزومة أصلا بين المكونين العسكري والمدني والتي بدأت كما يعلم الجميع منذ بواكير تقاسم السلطة بين الطرفين عقب انهيار النظام البائد حينما أصرالعسكرعلى أن يكون لهم النصيب الأوفى في الكعكة . (3) ولكن ستر الله بتوافق الفرقاء على التعايش سويا بعد ولادة متعسرة تحت الخيمة التي تهتزبعنف الأنواء والأعاصير التي تحتشد في سمائها .. آخرها فاجعة الشاب بهاء الدين نوري الذي تم اختطافه من قبل قوة تابعة للدعم السريع (المكون الثاني العسكري في مجلس السيادة) كما تقول التقارير وهو المكون الذي وجهت الي بعض عناصره أصابع الاتهام في دموية فض الاعتصام كما ألمح الى ذلك حميدتي نفسه ووعد بملاحقة المتورطين قبل أن تتبخر الوعود ويتحول اعراب القضية برمتها خبرا لكان . (4) الدروس والعبرالمستفادة هو تواجد منفلتين في حوش الدعم السريع اخذتهم الحمية بالاثم يدوسون على الأعراف ويرتكبون أكبر المنكرات بدم بارد ولا أحد يدري أن كانت انفلاتاتهم التي تمت في ميدان الاعتصام وهم يصرخون في وجه الشباب العزل بتحدي واستفزاز ماورائه استفزاز ..مدنية ولا عسكرية ؟ لازالت مادة دسمة لمواقع التواصل الاجتماعي حتى حار بنا السبيل رغم انها أدلة ادانة كاملة الدسم فلم نعد نعرف عما اذا تمت هذه الفظاعات تحت بصر وموافقة القيادات العليا لهذا التنظيم أم لا ولكن في كل الأحوال يبقى القول الشائع حاضرا اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة … وان كنت تدري فالمصيبة أعظم . (5) مسألة اسندعاء المكون العسكري للتحقيق معه لانتزاع معلومات الادانة وتضييق الخناق على الدعم السريع وصولا للاقتصاص لدم الشهداء والضحايا لن يتم بأخوي وأخوك فلن يقبل هذا المكون بجيشه ودعمه السريع تسليم رقبته لأي خصم مهما كانت النتائج . (6) لعل هذا يفسر تقدم النائب العام خطوة وتراجعه خطوتين في طريق تحقيقاته .. كما أن العسكرالذين ذاكروا وحفظوا (صم) وعن ظهر قلب درس عدم قبول المجتمع الدولي ممثلا في الولاياتالمتحدة بحكم العسكر لجأوا الى الكرت الأخير الرابح وهو (الجوكر) بفتح نافذة تواصل مع دولة الكيان الصهيوني حيث لا توجد أخلاق ولا مباديء ولا حقوق انسان في السياسة الدولية . (7) انما تتحكم مصالح اقتصادية بحتة .فما الاجتماع السري الذي قاده البرهان مع نتنياهو في عنتبي لتطبيع العلاقات متجاهلا ومحرجا وزير خارجيته في القاهرة الذي كان يتحدث عن التضامن العربي ولاءات الخرطوم تحت سقف مقرالجامعة العربية الا تأكيدا لهذه الفرضية . (8) الصورة الآن تتضح أكثر باللقاءات التي تمت بين الوفد الاسرائيلي والسوداني في الخرطوم والتي كان فيها العسكر رأس الرمح . (9) الآن فرغم رماد التعقيدات التي تحيط بالموقف السياسي والتي جعلت السودان وكأنه في طائرة مختطفة فاقدة للبوصلة وتسير بسرعة الصوت فان الذي يجعل الامور أكثر تعقيدا أن كل هذا يأتي في زمن رفع العقوبات عن السودان مع بصيص أمل يلتمع في نهاية النفق المظلم بأن الأمور لن تكون أكثر سوءا من قبل . (10) كما تأتي في ظل مستجدات تعكس الاصطفاف الوطني حول الجيش وهو يخوض معارك ضارية دفاعا عن العرض والارض في الجبهة الشرقية فهل يعود صقور العسكرالى رشدهم ويتحملوا مسئولياتهم تجاه الانفلاتات التي لن يكسبوا منها شيئا والتي ليس فيها سوى خاسر واحد هوالوطن بالمعنى الواسع للكلمة اذا تواصلت سياسات ركوب الراس ؟