أفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات وإطلاق نار في مطار عدن الدولي، بعد وقت قصير من وصول طائرة تقل الحكومة اليمنية المشكلة حديثا من السعودية، الأربعاء، بينما تتحدث مصادر طبية يمنية عن وقوع 10 قتلى على الأقل وإصابة العشرات جراء هذه الانفجارات. وقال مراسل قناة "الحرة" إن أعضاء مجلس الوزراء، بما فيهم رئيس الوزراء معين عبدالملك، نُقلوا بأمان إلى قصر "معاشيق" دون أن يصابوا بأذى، مشيرا إلى أنهم كانوا في الطائرة عندما وقعت الانفجارات. وأشار إلى أن سيارات الإسعاف والاطقم الطبية هرعت إلى صالة المطار لإنقاذ عدد كبير من الجرحى الذين سقطوا جراء هذه التفجيرات المتتابعة، مؤكدا إصابة عدد من المسؤولين المحليين وسط صالة مبنى المطار، بما فيهم نائب وزير النقل اليمني الذي كان ينتظر وصول الطائرة التي تقل الحكومة. وأضاف: "تعرض أحد وكلاء محافظة عدن وعدد من الصحافيين إلى جانب عشرات المدنيين لإصابات جراء الانفجارات التي يعتقد أنها جاءت عبر طائرات مسيرة وقذائف هاون"، مردفا: "الحرس الخاص لقصر معاشيق وقوات سعودية موجودة كانت داخل المطار وقت الانفجارات التي وقت على بعد أمتار من الطائرة التي تقل أعضاء الحكومة، بينما شوهد عسكريين يمنيين يطلقون النار في الهواء بعد الحادثة". وقال مراسل "الحرة" إن التعزيزات الأمنية رافقت موكب الحكومة إلى قصر معاشيق، فيما يشهد محيط القصر انتشارا أمنيا كثيفا تحسبا لأي هجمات أخرى تستهدف الحكومة الجديدة، كما أحاطت قوات الأمن مطار عدن أيضا. كان مصدر أمني أكد وقوع 5 قتلى وعشرات الجرحى في حصيلة أولية جراء التفجير الذي استهدف مطار المدينة الواقعة جنوب اليمن، قبل أن تتضاعف الحصيلة إلى 10 قتلى، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا. وقال رئيس الوزراء اليمني الجديد، معين عبدالملك، إن هذا "العمل الإرهابي لن يزيدنا إلا إصرار على القيام بواجباتنا حتى استعادة الدولة، إذ كتب في تغريدة على توتير: "نحن واعضاء الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن والجميع بخير، العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى شعبنا العظيم ولن يزيدنا إلا إصرارا على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار، الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.". من جانبه، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، جماعة الحوثي بتنفيذ هذا الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن. وكتب الإرياني في تغريدة عبر تويتر: "طمئن ابناء شعبنا العظيم ان جميع اعضاء الحكومة بخير، ونؤكد ان الهجوم الارهابي الجبان الذي نفذته مليشيا الحوثي المدعومة من ايران لمطار عدن لن يثنينا على القيام بواجبنا الوطني وان دمائنا وارواحنا لن تكون اغلى من دم اليمنيين. نترحم على أرواح الشهداء، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل". وشُكلت الحكومة اليمنية وفق قرار جمهوري صدر، الجمعة، من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث يأتي تشكيل الحكومة الجديدة في إطار اتفاق تقاسم السلطة الذي تم توقيعه برعاية السعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطرة الحوثيون على مناطق واسعة قبل نحو 6 سنوات. لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب حيث تتمرّكز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وتتهم الحكومة بالفساد.