بضع ساعات تبقت على نهاية العام 2020 ورغم ان العالم كله ينتظر نهاية تطابق عقارب الساعة رأسيا عند الرقم 12 ليودع العام الا ان بداية العام الجديد ترتبط في السودان هذا العام بثلاث مناسبات، فعلاوة على كونه بداية لعام جديد فهو كذلك زكرى لاستقلال من الاستعمار الانجليزي واستعادة البلاد لسيادتها، لكن الحدث الأبرز هذا العام هو ان نهاية العام تدق ايضا تأشيرة الخروج لبعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي للسلام في دارفور "يوناميد" وجلائها عن السودان. ومن المقرر ان ينتهي تفويض بعثة يوناميد مع آخر ثانية من العام 2020م لتصبح غير مؤهلة للعمل في السودان أو دارفور خلال العام المقبل. وبعثة اليوناميد بعثة مشتركة بين الأممالمتحدة والإتحاد الأفريقي بدأت انتشارها بعد جهود دبلوماسية حثيثة بذلها الأمين العام، بان كي مون، وزعماء دوليون آخرون للضغط على السودان الذي وافق على استقبال هذه القوة في يونيو 2007. وأنشئت البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة لعمليات السلام في دارفور رسمياً من قبل مجلس الأمن في 31 يوليو 2007 بعد تبنيه القرار 1769 تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وتعرف البعثة اختصاراً ب "يوناميد". تسلمت "اليوناميد" مقاليد الأمور من "أميس" رسمياً في 31 ديسمبر 2007. وأصبح مجلس الأمن يجدد التفويض (الولاية) سنوياً، وقد تمّ تجديده حتى 30 يونيو 2016 بعد تبني مجلس الأمن القرار 2228 (2015) في 29 يونيو. وتضمنت مسؤوليات بعثة اليوناميد خلال فترة عملها توفير الأمن والحماية للمدنيين في دارفور وفتح مسارات لايصال المساعدات الانسانية بجانب التوسط بين حكومة السودان والحركات المسلحة غير الموقعة على أساس وثيقة الدوحة للسلام في دارفور؛ ودعم الوساطة في النزاع المجتمعي، بما في ذلك من خلال تدابير لمعالجة أسبابه الجذرية. خروج يوناميد تم الاتقاق عليه منذ العهد البائد لكن لم ينفذ حيث كان الاتفاق ان يتم تنفيذه تدريجيا. ونهار اليوم أعلن وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين إسماعيل إنتهاء مهمة البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقى فى دارفور (اليونيميد) بنهاية اليوم واكد انها ستبدا في سحب قواتها غدا الأول من يناير من العام الجديد. وأضاف"بنهاية اليوم تكون صفحة تواجد اليونيميد في السودان قد طويت ووضعت حدا لتواجدها الذي دام 13 عاما"، وقال وزير الخارجية إن مجلس الأمن الدولي سيشرع في إتخاذ تدابير جديدة بشأن تواجد قوات رمزية قوامها 270 من الجنود وفقا للبند السادس. بالمقابل دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "موسى فكي محمد"، الأطراف السودانية إلى ضمان الانسحاب الآمن والمنظم للعملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في دارفور (يوناميد) على مدى الأشهر الستة المقبلة. وأكدا في الوقت نفسه التزامهما بمواصلة دعم السودان لتوطيد السلام في آخر يوم لعمليات بعثة (يوناميد) في السودان. ووصف بيان مشترك من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي بعثة (يوناميد) بالمهمة التاريخية التي شاركت من خلالها المنظمات وعدد من الدول المساهمة والجهات المانحة في جهود جماعية لحماية المدنيين والمساعدة في بناء السلام في دارفور. وأكد "غوتيريش" و"فكي" ، التزامهما بمواصلة مساعدة حكومة السودان وشعبه في تعزيز المكاسب التي تحققت في عملية السلام وتنفيذ خطة العمل الوطنية لحماية المدنيين.