Aug 27, 2016 الخرطوم«القدس العربي»: تعتبر بوركينا فاسو ثاني دولة أفريقية تعلن سحب جنودها من البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة لعمليات السلام في دارفور(يوناميد) بعد جنوب أفريقيا التي سحبت قواتها منذ نيسان/ابريل الماضي. وأُبلغت السلطات السودانية هذا القرار، بواسطة سولانجي ريتا، وزيرة الدولة والتعاون الإقليمي في بوركينا فاسو، والتي قادت وفد بلادها في اجتماعات الدورة الثالثة للجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، التي اختتمت أعمالها في الخرطوم في الأسبوع الماضي، وأشارت ريتا إلى أن بلادها سوف تقوم بسحب جنودها من قوات «اليوناميد» في دارفور اتساقاً مع سياسة السودان في هذا الصدد. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية، السفير خضر قريب الله، في تصريحات صحافية أن وزيرة الدولة والتعاون الإقليمي في بوركينا فاسو، التقت وزير الدولة بالخارجية السودانية، الدكتور عبيد الله محمد عبيدالله، يوم الخميس، مشيرا إلى الترتيبات التي تمت بشأن فتح سفارة بوركينا فاسو بالخرطوم. وفي نهاية شهر شباط / فبراير الماضي، أصدر الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما قرارا بإنهاء عمل قوات بلاده في دارفور اعتبارا من نيسان/ أبريل 2016، وقدم زوما الشكر لكل أعضاء قواته الذين شاركوا في العملية المختلطة لإحلال السلام في دارفور والمعروفة باليوناميد ويزيد عدد هؤلاء الجنود عن (800) جندي من المشاة، وكانت جنوب أفريقيا فقدت اثنين من جنودها في عمليات حفظ السلام بدارفور. وتصر الحكومة السودانية على خروج اليوناميد من أراضيها، وتتحدث دائما عن الاتفاق على استراتيجية الخروج المنصوص عليها في اتفاق أبرم عام 2008، لكن الأممالمتحدة ترى ضرورة بقاء هذه القوات في إقليم دارفور، ولهذا تقوم بتجديد التفويض لها في كل عام. واتسمت العلاقة بين الحكومة السودانية واليوناميد بالتوتر الشديد في عام 2014 عندما طالب السودان برحيل هذه القوات على خلفية تحقيق بشأن مزاعم حول اغتصاب نساء في قرية (تابت) بشمال دارفور، ورفضت الحكومة السودانية إجراء تحقيق من اليوناميد حول هذه الواقعة. وعاد التوتر مرة أخرى في نيسان/ أبريل 2015 بعد نشر أنباء عن مماطلة الحكومة السودانية في منح تأشيرة الدخول لبعثة دولية تضم دبلوماسيين أمريكيين وبريطانيين لتقصي الحقائق في دارفور. واستمر التوتر طوال العام الماضي، حيث طالبت الحكومة برحيل اليوناميد أكثر من مرة، لكن محاولات الحكومة السودانية لطرد اليوناميد باءت بالفشل حيث تم التمديد لليوناميد لعام آخر. وبدأ مارتن إيهوجيان اوهومويمبي، الرئيس الجديد للبعثة المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة (يوناميد)، مهامه رسميا في الخرطوم في شهر حزيران يونيو الماضي بعد أن تم تعيينه رئيساً للعملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في السودان. وأنشئت البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة لعمليات السلام في دارفور رسمياً من قبل مجلس الأمن في 31 تموز/ يوليو 2007 بعد تبنيه القرار 1769 تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وتعرف البعثة اختصاراً ب «يوناميد». وتسلمت «اليوناميد» مقاليد الأمور رسمياً في 31 كانون الأول/ ديسمبر2007. وتوجد رئاسة البعثة في الفاشر في شمال دارفور وهنالك بعثات في كلّ من الجنينة (غرب دارفور)، ونيالا (جنوب دارفور) إلى جانب قطاع فرعي توجد رئاسته في زالنجي (وسط دارفور) و تنتشر البعثة في 35 موقعاً موزعة عبر سائر أنحاء ولايات دارفور الخمس. ووفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1769 وتقوم اليوناميد بحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية وتعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون ومراقبة الحدود، لكن هذه القوات نفسها تعرضت لهجمات عديدة واتهمت بالعديد من الانتهاكات وترى حكومة السودان أنها أصبحت عبئا أمنيا داخل الإقليم الملتهب. عن "القدس العربى"