في كل عهد تجدنا نشكو من تغول بطانات السوء في تفاصيل حياتنا. وحتي في العهد الثوري طالت الأقاويل جماعة المزرعة وبطانة حمدوك وبعض أخطائهم . و في عهد الكيزان كانت اخطر البطانات في تاريخ السودان. فكانت البطانات و مجموعات التلميع التي كانت توصف المخلوع بإلانسان المتواضع طاهر اليدين ويرمون اللوم كله على بطانته اللعينه. وهنا تستحضرني قصة الأعرابي الفصيح وسليمان بن عبدالملك أن أمير المؤمنين سليمان بن عبدالملك كان له وزراء قد عاثوا في الأرض فساداً وكان سليمان بن عبدالملك رجل مهاب فلا يجرأ أحداً أن يكلمه بذلك إلى أن بلغت معاناة الرعية حداً لا يطاق فذهب إلى سليمان رجل يقال له الأعرابي الفصيح فطلب مقابلته فإذن له بالدخول إليه فسلم عليه وجلس أمامه ثم قال يا أمير المؤمنين إن لك وزراء قد باعوا دينهم بدنياهم يخافونك في الله ولا يخافون الله فيك فلا تشتري دنياك بدينك وحياتك بالآخرة فقال له سليمان أما أنت فقد قلت ولكنك قد جردت لسانك فهو سيفك، قال نعم يا أمير المؤمنين فهو لك لا عليك قيل ثم قام سليمان بن عبدالملك. فأقال كافة وزراءه والبطانة التي من حوله. و البطانة هي من تجالس الحاكم في كل كبيرة وصغيرة. وهي من تدخل على الرئيس مكان خلوته ليفضي لها بسره وهي من تؤثر عليه في جميع قراراته. فهي عين الحاكم التي يرى بها. وهي إذن الحاكم التي يسمع بها. وهي يد الحاكم التي يبطش بها. فكم من برىء قتل أو عذب يايعاز من هذه البطانات الفاسدة. وكم من شريف ساقوه ظلما لبيوت الأشباح تعذيبا. وكم من مسكين ظل في عداد المخفيين. وفي التاريخ البعيد حيدت بطانة السوء ماري انطوانيت الملكة عن شعبها. وماري أنطوانيت هي ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر ووالدة الأمير الصغير لويس السابع عشر والأميرة ماريا تيريزا تنسب لها المقولة الشهيرة "إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء دعهم يأكلون البسكويت". بدأت القصة بحفل ملكي راقص ووليمة فاخرة أعدّتها الملكة ماري أنطوانيت، في الوقت الذي كان فيه الشعب الفرنسي يتضور جوعاً. وفي الصباح التالي توجّه أكثر من 7000 امرأة تجاه قصر "فرساي" وهن يصرخن: "لأجل الخبز"، وفي هذا الوقت أوضح رجال الحاشية المقربين للملكة ماري أنطوانيت، مدى المعاناة التي يعيشها الفقراء في دولتهم، والتي وصلت بهم إلى حد عدم امتلاك الخبز، لتجيب الملكة والعهدة على الراوي، قائلة: "إذا لم يجدوا الخبر، فليأكلوا البسكويت"! وهل يملك الشعب سعر شراء البسكويت وقد فشل في الحصول علي الخبز. فلقد غيبوا الملكة عن شعبها. فالبطانة الفاسدة تعزل الحاكم عن شعبه. والكثير من الحكام يعتمدون على ما ترفعه إليه تلك البطانات في تقاريرها اليومية والشهرية. وفي السودان كانت بطانة الانقاذ تصور أهل دارفور كمجرمين وقتله وخارجين عن القانون وأنهم قد حملوا السلاح على الدولة لذا يجب ابادتهم. وهذه كلها اكاذيب من صنع البطانات كان نتاجها مقتل أكثر من 300 الف مسلم برىء بطائرات الانتينوف. وكأنت بعض البطانات تخرج على المخلوع لتخدعه أن دخل الفرد في السودان 1800 دولار ( ربيع عبد العاطي) الناشط في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والذي خرج يوما للجزيرة ليقول زورا أن متوسط دخل الفرد في السودان 1800 دولار أمريكي. والزبير أحمد الحسن هو من اسر للمخلوع أن الأنقاذ حوّلت الشعب السوداني لمجموعة كبيرة من الأثرياء وان الشعب السوداني لم يسمع من قبل بحاجة اسمها كرسي ولم يسمع بأنبوبة غاز لم يسمع بالكهرباء والآن الفقير لديه هذه الحاجات، ولكن فقير أيضاً. وهكذا كان تضليل بطانات السوء للطاغية. ولعل أخطر البطانات هي البطانات الدينيه التي افتي بعضها للمخلوع بفتاوي شنيعة بقتل 50% من شعب السودان وقد أكد الأمر حميدتي في مقطع فيديو حيث قال : إنهم قد طرحوا الأزمة السياسية أمام المخلوع في ساعاته الأخيرة. فسألناه: »ما الحل؟ فرد َّ عليهم بالقول: نحنا مالكية ولنا فتوى تبيح قتل ثلث المواطنين ليعيش البقية بعزة والمتشددين من المالكية يفتون بقتل 50% من المواطنين وختم حديثه معهم بلهجة آمرة وغاضبة إن لم تفعلوا فسوف أفعل ذلك بنفسي، ولكنهم؛ يقول حميدتي لم يرفضوا تنفيذ أمره فحسب بل أقدموا على عزله، وقد قالوا ان الفتوى هي للشيخ عبد الحي والذي دعى فيها البشير للمحاولة مع المتظاهرين بالحسنى، وإلا طبق عليهم حكم الشرع ويقصد (الفتوي) . انها والله بطانات الشر التي ابتلانا بها الله. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه». اللهم ولي علينا خيارنا ⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛ محمد حسن شوربجي [email protected]