أطل علينا عام جديد لنزداد يقيناً ببؤس أعداء شعبنا وإضمحلالهم وعجزهم وتناقصهم وتناقضهم وفي نفس الوقت تتزايد حيرتنا على صبرنا ثلاثين عام عجاف، كانت دهر بغيض قميء، تحت سطوة تلك الفئة الكئيبة الضالة الساذجة والتي تعيش في غيبوبة دائمة بعد أن غسل أدمغتها شيوخ الهوس والضلال فأصبحوا لا يعرفون ما يجري في هذه الدنيا ناهيك عن سوداننا وليأكدوا أن قصة سقطت تب ثبتت تب .. كل ذلك تجدونه واضحاً في ممارساتهم في الواقع المعاش ونقاشاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي حيث تحدثهم عن التغيير والتحول والنصر التاريخي بإنعتاق شعبنا ووطنا فتجدهم يتهمونك بالإلحاد والخيانة والعمالة والإرتزاق وأنك شخص زنديق متزندق وفندقي متفندق .. تحدثهم عن قيم الحرية والعدالة والشفافية والديمقراطية وسلطة القانون فيشبون لك في حلقك ليكون ردهم الجمعي هو حكم مطلق بأنك قحاتي وقحت وما ادراك ما قحت وأنها فشلت في توفير الرغيف الدواء والبنزين وأباحت الرذيلة وقتلت الفضية وكأن الإنقاذ خلقت المدينة الفاضلة .. حقيقة هم في وادي غير ذي نور والدنيا في وادٍ آخر.. فهم لا يكتفون بعداء شعبنا، فحسب، بل يؤمنون بأن الدنيا كلها كافرة وفاجرة وفارغة ومتفرغة وليس لها شغلة ولا مشغلة غير مسخ مسلمي سوداننا وإخراجهم من دينهم تتحدث عن فرحة شعبنا بما كسب من أمل في مستقبل باهر وحقيقة عودته لمكانته المرموقة في منظومة الأمم والانطلاق للتعاون الدولي والتنمية فتجدهم يقذفونك بسياط ألسنة مهترئة خائرة هازئة ويؤكدون مسئوليتك عن بنت تزوجت عرفياً وأخرى هربت من أهلها وأحدهم داقي سيستم ومسطول يغني في شارع النيل وعن بغلة عجزت عن الصهلة وسهرات في مزرعة خضراء ولياليها حمراء وعن ويسكي وبيرة ورسومات في فنيلة وحمارة وحلت في طين الدميرة وبنات يلعبن الكورة بالشورتات وحكايات وهيافات تقنعك بأن العيب ليس فيهم بل في صبرنا وإذعاننا لخداعهم لنا بشعاراتهم الدينية الزائفة .. هاهم يؤكدون أن قصة سقطت تب ثبتت تب حين تتحدث عن عزيمة شعبنا وإصراره على المضي في مسيرة الثورة وبناء وطن معافى فيأتونك بفرية أن الدين قد مُسح بإستيكة وأن شعبنا قطيع مغفل وقد أذعن للكفر والإلحاد وأن المساجد ستغلق وأن مادة التربية الإسلامية ستحذف من المناهج وأن صوم رمضان سيصبح محرماً وستقوم وزارة التربية والتعليم بإصدار أمر لنظار المدارس، كما يحدث في الصين، يقضي بأن يشرب كل تلميذ كوب ماء في طابور الصباح حتى يتأكد عدم صومهم في رمضان وسيتم إلغاء الزواج على الطريقة الإسلامية وأن المحكمة العليا ستصدر قانوناً لاعتقال المأذون وتمزيق دفتره وأن وأن وأن .. يقزمون ثورتنا المجيدة ويختزلونها في حكومة الثورة وحاضنتها السياسية وهم لا يعرفون أن هناك مساحة شاسعة ما بين طرفي المعارك السياسية تشغلها نسبة لا تقل عن 99٪ من هذا الشعب الذي لا ناقة له ولا جمل في السياسة فقط يريد أن يعيش كما بقية شعوب العالم الحر التي خرجت من الظلمات للنور هؤلاء المغيّبين لا حيلة لهن غير التهجم على كل إنسان بسيط عادي فرح بالإنعتاق فيسارعون بتنصيبه مسئولاً رفيعاً في قوة الحرية والتغيير ويسبونه ويشتمونه ويحاسبونه وكأنه عضو أصيل في مجلسي السيادة والوزراء، بل يتهمونه بأنه السند الأكبر وصاحب الفضل في قوة وجبروت الإمبريالية والصهيونية طالما لم يردعهم بأهزوجة أمريكاروسيا قد دنا عذابهما .. هؤلاء المغيّبين لا يعرفون أن فشل ونجاح الحكومات الديمقراطية هو أمر طبيعي في كل الدنيا حيث تجد في كل العالم الديموقراطي الحُر، والدول العظمى، حكومة فازت بغالبية مذهلة ولكن بعد إنتهاء فترتها يركلها شعبها ويذيقها مرارة الهزيمة وينتخب غيرها، ليس لضآلة إنجزاتها، ولكنه طمعاً في الأفضل وتلك هي سنة الحياة وسبب تطور البشرية وتغلبها على معوقات البقاء فوق الأرض وهي طبيعة الأشياء حيث نجد ڤايرس الكورونا يصارع البشرية بكل ما أوتيت من علم وتكنولوجيا ويقاوم لقاحاتها بالتطور والتمحور حتى يعيش ولا يفنى .. قصة سقطت تب ثبتت تب والأشد نكاءةً أن هؤلاء المغيّبين لا يلتفتون لنداءات قادة منهم فتح الله عليهم بالرشد فأصبحوا مذعنين لثورة الشعب نادمين على ضلالهم، بين بينهم من هو داعم لها .. قصة سقطت ثبتت تب فهؤلاء التائهين المغيّبين لا خوف منهم فلن يفيقوا مطلقاً وسيبقون بيننا لا حيلة لهم غير الشتيمة والتخريب ما تسير لهم ولا تسير .. حتى أن سلمناهم السلطة طواعية فسيردعهم المجتمع الدولي بجبروته وهم لا حيلة لهم ولا قوة لترهب أعدائهم [email protected] 1 يناير 2021