كلما تأملت واقعنا بعد الثورة وما وصل اليه حال البلاد والعباد اتأكد أن الذين يحكمون لا يمثلون الشعب.. هل نحن الذين صنعنا من الأقزام عمالقة؟ هل نحن بدون وعي ابعدنا الكفاءات؟ وجعلنا من لا يستحق يسيطر علي مراكز القرار…. لذلك جاءت السياسات ضعيفة بلا عمق ولا وعي….سيطرة سياسة المصالح والتمكين و المحاصصات… الخ وتفرعن البعض… هل بعد حكومة الثورة نحن من اعدنا صناعة الطغاة… اخشي أن نكون شعب لا يجيد سوي صناعة الطغاة.. نعم صفقنا وهتفنا و مجدنا من لا يستحقون… فبدلا من نحاكم من أخطأ أصبحنا نجد لهم المبررات…. نحن ليس مطالبين بأن نقول (نعم) لكن قلناها بدون وعي …..حصدنا ثمار ما زرعنا.. تفلتات أمنية. .. غلاء.. انعدام دواء… إقصاء.. إثارة قضايا جدلية… شلت حركة العمل… وزراء فشلوا حتي في وضع خطط لموسم زراعي أو إنتاج صناعي…الخ انهم لا يملكون حتي فن إدارة الأزمات… فنحن نصنع الطغاة عبر حب بدون وعي أو خوف من سياسة حكم العسكر الباطشة… عبر التهاون وفرحة النصر بسقوط النظام.. جعلنا ايدولوجيه وشلة تتحكم في امور البلاد…. حتي نتمكن من بناء دولة علينا أن نتحرر من الخوف والولاء الأعمى والتهاون… اسقطنا الطاغية وصنعنا طغاة جدد… … علينا أن نعمل بجد وأن ننتج و قبل ذلك نسقط أصحاب المصالح الشخصية والمنافقين…. إذا أردنا البناء علينا بهدم كافة المفاهيم التي تقود نحو الولاء بدون وعي و رهن نهضة الوطن بأشخاص …. أن لايرهبنا من يملك سلاح او جيش… الطريق المستقيم هو أقصر الطرق للوصول….السياسات الملتوية لن تجعلنا نعبر… . بعد الثورة فشل من حكم في محاكمة رموز النظام البائد و من فض الاعتصام… فشلوا حتي في إيقاف التدهور الاقتصادي…. لا يشبهون ثورة قابل فيها الثوار وابل الرصاص وتحدوا الترسانة العسكرية بكلمة (سلمية)…. يقع علينا ألوم لأننا لم نطالب بشفافية الحكم ولم نقف ضد التعيينات الفوقية و لم نحرس ثورتنا بذات الوعي الذي أسقط حكم الطاغية……. لم نحاكم من فشل و لم نطالب بابعاد من أتوا عبر الباب الخلفي…. وزراء بلا برامج و مستشارين بلا خبرة…… اين دولة القانون التي كنا نحلم بها؟…. نجح الشعب وفشلت الحكومة بشقيها المدني والعسكري في خلق واقع حلم به كل ثائر ضد الظلم والقمع واقع تسوده العدالة والتنمية… &سئل أرسطو من يصنع الطغاة؟ فرد قائلا ضعف المظلومين .. أرسطو حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
