عندما بدت المصادقة على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، حتمية على نحو متزايد، فعل نائب الرئيس بنس وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، شيئًا استعصى عليهما طوال فترة ولاية الرئيس ترامب، هو مخالفة ترامب وعدم الموافقة على أوامره بعدم التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز. في حديثه أمام مجلس الشيوخ يوم الأربعاء، حذر مكونيل، من أن "ديمقراطيتنا ستدخل في دوامة الموت" إذا تمكن الجانب الخاسر في الانتخابات من قلب نتيجة عادلة بمزاعم لا أساس لها. وقال مكونيل: "لقد تحدث كل من الناخبين والمحاكم والولايات، لقد تحدثوا جميعًا. إذا نقضناها، فسيضر بجمهوريتنا إلى الأبد". وأوضح بنس في رسالة مؤلفة من صفحتين أُرسلت إلى المشرعين بعد ظهر الأربعاء، أنه يعتزم أداء واجباته الدستورية، وهي التصديق على انتخاب بايدن ونائبته كامالا هاريس. وخلال الأربع سنوات الماضية، قام الزعيمان الجمهوريان بطرق مختلفة بدعم وتمكين ترامب طوال فترة رئاسته، فقد تجنب بنس معارضة ترامب خاصة في الأماكن العامة وأمام الشاشات. وفي رسالته التي شرح فيها انفصاله النادر عن ترامب، حث بنس زملائه السياسيين على تنحية "السياسة والمصالح الشخصية جانبًا والقيام بدورهم في أداء واجباتهم بأمانة بموجب الدستور". وعندما تأكد ترامب أن بنس لن يفي بوعده وسيصدق على نتائج الانتخابات، نقل ترامب غضبه إلى تويتر وكتب: "لم يكن لدى مايك بنس الشجاعة لفعل ما كان ينبغي القيام به لحماية بلدنا ودستورنا، مما يمنح الدولة فرصة للتصديق على النتائج الصحيحة، وليس النتائج المزورة أو غير الدقيقة التي طُلب منهم التصديق عليها مسبقًا"، وأضاف "الولاياتالمتحدة الأميركية تطلب الحقيقة!". وكان مئات المحتجين المؤيدين للرئيس ترامب قد تمكنوا، الأربعاء، من اقتحام مبنى الكابيتول وسط العاصمة واشنطن، لمنع مصادقة الكونغرس على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن. وقد اضطرت قوات الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وسط تقارير عن إطلاق نار، ووفاة امرأة بعد إصابتها بالرصاص خارج مبنى الكونغرس، حسب سي إن إن. وطالب جمهوريان وديمقراطيون بتفعيل إلى استخدام التعديل الخامس والعشرين، الذي ينص على أن لنائب الرئيس وأغلبية أمناء مجلس الوزراء إعلان ترامب "غير قادر على الاضطلاع بصلاحيات وواجبات مكتبه"، وإقالته من منصبه، حسب وسائل إعلام أميركية.