عادة ما ينصح الناس بعضهم البعض بكلمات أمثال ما تتحرك شوية وشغل مخك . تبعا لذلك ، ينزع الناس دوما في الخيار بين مسارين ، أحدهما من يفهم ان هذا الكلام معناه الاتجاه نحو التفكير الردئ ، الخاطئ والاجرامي . وكل ما يمكن فعله من اعمال منافية للقيم والاخلاق وتعارض مع القوانين ، المهم انه شغل مخه وامشى حاله. المسار الآخر يحتوي على نهج تفكير مختلف ، يقود بإتجاه الممكن والمسموح ، والسعي الى لقمة العيش باعمال حلال ، مع كد وجد ومناضلة ، فرغم كل شئ تغلب مبادئهم الفاضلة وإستقامتهم على مجاراة تيارات الفساد بضروبها المختلفة ، و الرضخ لمطالب ضعوط الحياة التي تجبر الكثيرون أحيانا لتقديم التنازلات والإنقياد لغياهب المتاهات . هي هكذا الحياة ، بالرغم من ان كل واحد في الدنيا يأمل يعيش رغدا ، ووفرة وإستيفاء لحاجياته ، ألا أنه نجد احيانا وأزمانا ان الاوضاع لا تسير كما يبدو في إتجاه لتحقيق تلك الآمال على الاقل في القريب … لقد سئمنا أؤلئك المتشائمين والحاقدين على الشعب ، فلربما تنقلب كل الامور والموازين ، وتسير الامور في احسن ما يكون ، بفكرنا وعزمنا وسواعدنا ، كلنا بمن فينا القادة والمسئولين والنخب الفاعلة وبقية الشعب . كل أؤلئك يأبوا إلا ان يثبتوا أنهم جديرين بالثقة ، لتلبية مطامح الشرفاء دعاة العدل والسلام والتنمية والرخاء . وإستجابة لأهداف الثورة ، والتي هي ليست باهداف الثوار فحسب ، وإنما هي ركيزة تصميم دولة نموذجية يعيش فيها ابناءنا واجيال قادمة في أمن وتطور وإذدهار . كل الأبنية لها أساس ، كذلك الاوطان ، يضع أسسها أشاوس أفذاذ ذوي عزم وقوة ، ليضعوا بصماتهم ، وليتم تداول تاريخهم في الغد المشرق بسيرة تخلد مع الأزمان ، وإستمرارا في مسار حضارة إختص بها سكان ارض السودان سوف لن ينجوا المجرمين من العذاب والعقاب ، هذه من سنن الخالق عز وجل ، فالهلاك هو المصير . بالتالي من يحملون الافكار الاجرامية لا بد ولهم من حسابات ما بعد إرتكاب الجرم . هؤلاء وأمثالهم لايصلحون للعيش مع البشر العاديين ، فالقضاء عليهم يعد إنتصارا للقيم وتحقيقا العدل وردا للحقوق مما يمهد لأحياء حياة بمنظور جديد أما يئس المخربون والمجرمون ان الغالبية هم الغالبون ، بشعاراتهم وتوجهاتهم وسعيهم الدؤوب ، وعزمهم الذي من المأمول والمرجح سوف يكتسح كل هذه الفئات القلة المتآمرة والفاسدة . ألا يفهم اؤلئك المتحزبين المتخندقين ، أننا لا نسعى لتتويج جماعة او حزب محظور عالميا فكرا ونهجا ، وإنما سعينا لسياده الفكر والنهج الديمقراطي الناجع والفعال . الذي عن طريقه يتم ترضية الجميع . فهو القاسم المشترك بين الناس جميعا ، وهو الامل المرجو. إن مساعي الخير والإصلاح هي الغالبة دائما ، ولكن في حالة إيمان الناس بمضامينها ومعرفتهم بمزاياها ، والحرص على مواصلتها ، مع ضرورة التحلي كذلك بروح التفاؤل لا بد من وجود فئة تتحرر من قيود الفكر الأناني ، وكذلك التحرر ممن يضربون بعرض الحائط كل المعايير القانونية والأخلاقية ، اولئك الذين يمعنون في الإجرام ، فاصبحوا مهددين بالعقاب الأليم ، وملاحقين وعارا ملازما يلطخ حياتهم فيعيشون متوارين ومرعوبين . شغل مخك لا بد وان تكون في الإتجاه الصحيح ، ذاك الذي يجلب المنفعة للفرد وللمجتمع وللوطن . هؤلاء لابد ان يغلبوا وينتصروا في نهاية المطاف على تلك الفئات الضالة والمنحرفة. ولتتحقق مقولة الخير يغلب الشر . هذا التحدي يحتاج للعزم والأصرار . ولن نناله بالسهولة والإنسيابية ، في ظل وجود أدمغة تتخذ الطرق المعاكسة والمضادة لتوجهات النمو والتقدم منهجا فنرى فساد ، وإنحراف وتعصب فئوي أو حزبي ، ففي في مخيلتهم ان ذلك مثمرا وبناءا فتبا لهم..!! كلَّ يَومٍ لَكَ اِحتِمالٌ جَديدُ وَمَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقامُ وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِبارا تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ (شعر المتنبي)