بقاء حمدوك علي رأس اية حكومة انتقالية هزيمة لكل ما قامت من اجله ثورة ديسمبر المجيدة وكل ما استشهد شبابنا من اجله. فالرجل هو حصان طروادة للعسكر وللكيزان وهو من اضاع وقتا هاما منذ توليه قيادة الفترة الانتقالية في التسويف والمراوغة والتهرب من الشارع. لا تهم الشارع السوداني النوايا ولا رفع علامة النصر، ولا الحديث عن الملفات التي انجزها ولا المكالمات الخارجية، بل يهمنا ما انجز وينجز علي ارض الواقع. فواقع اهلنا اشد بؤسا واكثر معاناة في ابسط احتياجاتهم. فالرجل ليس اقل قامة من ثورة ديسمبر، بل هو ضدها وهو ما يثبته حصاده طيلة الفترة السابقة والذي هو ضد كل ما قامت الثورة من اجله وهو ما يثبته لنا غيابه المشين ومساوماته المخزية. نعلم ان تنابلة حمدوك سيشيرون الي رفع الحظر ورفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب، ولكن نقول لهم وبلا تردد ان هذا امر فرضه شعبنا بثورته وبدماء شبابه الذين اطاحوا بالمجرم البشير وبنظامه الذي يساوم حمدوك ويصر علي عدم تفكيكه. هذا امر مستحق كان سيتم تحت اية قيادة وليس لحمدوك في ذلك ادني فضل. بل نخشي علي بلادنا من الاتفاقيات التي توقع نيابة عنه في السر دون ان ينطق حمدوك بكلمة واحدة عنها. الرجل يساوم علي المبادئ التي قامت من اجلها ثورتنا. اعلم ان بعض الانتهازيين في قحت يتمسكون به ولكن نقول للشرفاء منهم ان الوقت قد حان للتحلي بالشجاعة والتخلي عن هذا الخازوق واثبات ان بوصلتكم لا زالت تؤشر صوب الشعب وصوب الوطن. نحتاج الي قيادة من الثورة وتعمل للثورة وتعيش وتتمثل روح الثورة. لقد أخطأ الكثيرون في التهليل له والفرح بقدومه. وليس هناك مشكلة في ذلك، فالمشكلة ليست ان تخطيء ولكن المشكلة ان تصر علي الخطأ وان تتمادي فيه وتغمض عينيك عن الواقع وتنكره. يجب ذهاب الخازوق ومكتبه وتامره وانعدام شفافيته اليوم قبل الغد. واذا اصرت قحت علي هذا الهوان فلا بد من خطوة عملية وتحالف جديد اكثر التصاقا بثورتنا وبميثاقها. ليس لقحت حق مطلق وان لم تلتزم بالشارع وبمطالبه فيجب التوحد لخلق البديل الذي يتمسك بثورتنا وبالديمقراطية المدنية.