مديحة عبدالله جاء في أخبار موقع صوت الهامش أمس أن الحكومة الإنتقالية أبلغت رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت راعي مفاوضات السلام في السُودان، عن نيتها استئناف المفاوضات مع الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور، وهو خبر يخاطب تطلعات الشعب في أن يشهد خطوات عملية لاستكمال عملية السلام في البلاد، خاصة في مناطق النزاعات المتطاولة.. إن عملية السلام عقب ثورة ديسمبر المجيدة لم تعد مجرد (مفاوضات بين الحكومة وحركات مسلحة) لأسباب تتصل بالمرحلة الانتقالية وطبيعة السلطة، والوعي المجتمعي وسط النازحين واللاجئين، والقيادات الأهلية، وكل الفاعلين/ت في المجتمع المدني، سأستعير من دكتور عطا البطحاني ما طرحه حول أهمية تأسيس (حاضنة اجتماعية) للسلام في ورشة عقدت في الخرطوم أكتوبر 2020 حيث شّرح طبيعة اتفاقيات السلام السابقة، وفهم سلطة الانقاذ للسلام وسعيها الدائم لاستيعاب الحركات المسلحة ضمن السلطة دون تنازل حقيقي يفضي إلى تحقيق سلام يعالج جذور الحرب. عملية السلام الجارية الأن أفضت إلى تحول في تركيبة الحكومة في الفترة الانتقالية فجزء من الحركات المسلحة سيكون شريكاً في السلطة الانتقالية على المستوى التنفيذي والسيادي وفى التشريعي في مقبل الأيام، وسنشهد مزيداً من التغيير إذا نجحت المساعي الأن في استئناف المفاوضات مع القائدين عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور، مما يدل أن التفاوض حول السلام سيكون هو الدينامو المحرك للمشهد السياسي، هنا لا بد من فعل اجتماعي مساند يضمن أن تصب نتائج التفاوض في مجرى تحقيق أهداف الثورة وترسيخ الديمقراطية والتغيير الاجتماعي.. طرح دكتور عطا أن عملية صناعة واستدامة السلام تستوجب تحول كلي في المفاهيم والسلوك والممارسة السياسية وسط كل الأطراف، وفقاً لمشروع وطني متوافق عليه بين السودانيين، وتأسيس حاضنة اجتماعية سياسية اقتصادية تتبنى هذا المشروع لإدارة تحديات وإشكاليات الانتقال ويضمن تحقيق الديمقراطية والمطالب الاجتماعية لشعب السودان، إلا أن هذه الحاضنة لا تنشأ بالرغبات بل بعمل مؤسسي مجتمعي سياسي وإعلامي واجتماعي، فما هو المطلوب القيام به ومِنْ مَنْ؟ _____ الميدان