انطلقت الأربعاء محاكمة أكثر من 350 شخصا يُشتبه بصلتهم بمافيا "ندرانغيتا" في مقاطعة كالابريا (جنوبإيطاليا)، في أكبر مسار قضائي من نوعه بحق هذه الشبكات منذ عام 1986 ومحاكمة أعضاء "كوزا نوسترا" في باليرمو. انطلقت الأربعاء في مقاطعة كالابريا (جنوبإيطاليا) محاكمة أكثر من 350 شخصا يُشتبه بصلتهم ب "ندرانغيتا" أكثر المافيات الإيطالية نفوذا، في أكبر مسار قضائي من نوعه بحق هذه الشبكات منذ ثلاثة عقود. وبين المتهمين أعضاء مفترضون في مافيا "ندرانغيتا"، إضافة إلى قادة سياسيين وعناصر في الشرطة ورجال أعمال، داخل قاعة استُصلحت خصيصا لاستضافة هذه المحاكمة غير الاعتيادية في منطقة لاميزيا تيرميه في قلب كالابريا. وسيمثل أكثرية هؤلاء عبر الفيديو بسبب قيود جائحة كوفيد-19. "الذئب"، "الضخم"، "الأشقر"، "الماعز الصغير"… ومن أبرزهم، الزعيم المافيوي لويجي مانكوزو الذي أمضى حوالي عشرين عاما في السجن، إضافة إلى عشرات القادة المافيويين الآخرين من أصحاب الألقاب الشبيهة بعالم العصابات في أفلام هوليوود، من أمثال "الذئب" و"الضخم" و"الأشقر" و"الماعز الصغير". وأشار المدعي العام نيكولا غراتيري قبيل انطلاق الجلسة إلى أن هذه المحاكمة "تسعى لإعطاء فكرة دقيقة عن مافيا كالابريا اليوم، إذ لم تعد مجرد مافيا لرعاة مواش ينفذون عمليات خطف بل باتت منظمة إجرامية". وسيستمع القضاة إلى 900 شاهد و400 محام في هذه المحاكمة، في أفقر المناطق الإيطالية حيث تنشط بقوة مافيا "ندرانغيتا" التي تتحكم بخطوط التموين بالكوكايين في سائر أنحاء أوروبا. المافيا تسللت إلى البلديات ومستشفيات والمدافن وحتى المحاكم ووافق 58 شاهد ادعاء على كسر قاعدة الصمت (أوميرتا) لكشف أسرار عصابة مانكوزو وشركائها، في خطوة نادرة بمواجهة هذه المافيا التي بنيت على رابط الدم وعُرفت بانتقامها الدامي من أعضائها "التائبين". وتسللت المافيا إلى كل دوائر الحياة العامة في كالابريا، وكذلك البلديات والمستشفيات والمدافن وحتى المحاكم، وفق الخبراء. وتشير تقديرات السلطات إلى أن مافيا "ندرانغيتا" تضم في عدادها 150 عائلة وما لا يقل عن ستة آلاف عنصر وشريك في المنطقة، إضافة إلى آلاف العناصر في العالم خصوصا في أمريكاالجنوبية ونيويورك، مع إيرادات سنوية تبلغ 50 مليار يورو وفق المدعي العام غراتيري. توقيف متهمين في إيطاليا وألمانيا وسويسرا وبلغاريا وأوقف أكثرية المتهمين خلال مداهمات أجرتها الشرطة في كانون الأول/ديسمبر 2019 في إيطاليا وألمانيا وسويسرا وبلغاريا. ويُتهم هؤلاء بالضلوع في مروحة واسعة من الجرائم تشمل تأسيس عصابات مافيوية والقتل ومحاولة القتل والاتجار بالمخدرات واستغلال النفوذ والإخفاء القسري وغسيل الأموال. هذه المحاكمة الضخمة لا يتخطاها حجما سوى المحاكمة الموسعة الأولى عامي 1986 و1987 في باليرمو ضد شبكات مافيا "كوزا نوسترا" في صقلية، والتي أفضت إلى إدانة 338 متهما. وقد اغتيل لاحقا القاضيان جوفاني فالكونه وباولو بورسيلينو على يد المافيا.