إعلان دخول الإمارات على خط أزمة سد النهضة للوساطة بين الدول الثلاث بعد سنوات من مفاوضات دارت في حلقة مفرغة، قد يحرك المياه الراكدة، نظرا لما تمتلكه أبو ظبي من علاقات قوية مع كل من إثيوبيا ومصر والسودان، فهل تنجح المساعي الإماراتية وما هي أوراق الضغط التي تحملها؟. أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سونا)، أمس الأربعاء، بأن وفدا من وزارة الخارجية الإماراتية اختتم زيارة للخرطوم استغرقت يوما واحدا، التقى خلالها مسؤولين في وزارتي الخارجية والري والموارد المائية السودانية. وأوضحت أن الزيارة جاءت "في إطار الجهود الإماراتية لتقريب وجهات النظر بين السودان ومصر وإثيوبيا لكسر جمود مفاوضات سد النهضة الإثيوبي". ونقلت "سونا" عن مصدر مطلع لم تسمه، أن الوفد الإماراتي استمع من المسؤولين السودانيين إلى شرح مفصل حول موقف الخرطوم في ملف سد النهضة. وعود آبي أحمد يقول وكيل المخابرات المصرية الأسبق اللواء محمد رشاد ل "سبوتنيك" إن كل التشدد الإثيوبي فيما يتعلق بموضوع سد النهضة ناتج عن الأوضاع الداخلية لدى أديس أبابا. وبحسب رشاد، قدم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لشعبه وعودا كبيرة جدا، في الحقيقة هو غير قادر على تنفيذها، ولذلك هو يحاول بكل الطرق الوفاء بما قطعه على نفسه أمام الإثيوبيين، بما في ذلك توليد الكهرباء من السد الذي خلق آمالا كبيرة جدا لدى الشعب بأنهم سيكونون في رغد من العيش بمجرد توليد الكهرباء. واعتبر أن "هناك ضغوطا داخلية كبيرة جدا على الحكومة الإثيوبية، ما دفعها للتشدد الكبير في المفاوضات لأن آبي أحمد يريد السير في البرنامج الذي رسمه أمام الشارع من أجل تحقيق الأهداف التي وعد بها"، مضيفا "كل تلك الأمور الضاغطة لن تجعل حكومة آبي أحمد تهدأ، علاوة على التوتر الحادث الآن مع السودان بشأن الحدود بين البلدين". "ثمن" إماراتي لإثيوبيا وأشار وكيل المخابرات المصرية الأسبق إلى أن إثيوبيا تهدف من وراء كل "المراوغات" التي تقوم بها في المفاوضات وإفشالها مرة بعد أخرى إلى معرفة ما المقابل الذي ستقدمه مصر لها. وأضاف في هذا الصدد: "حتى الآن لم تلوح القاهرة للإثيوبيين بتقديم بأي شىء، بل إن مصر تسير في اتجاه وهم يسيرون في اتجاه آخر، حيث ترى الحكومة المصرية أن مياه النيل هي حقوق تاريخية وقانونية". من جانبه، قال أمين عام حزب المؤتمر الشعبي السوداني الدكتور بشير آدم رحمة، إنه يمكن للمبادرة الإماراتية للوساطة أن تكون مدعاة للتفاؤل، كون أبوظبي تمتلك علاقات قوية مع الدول الثلاث وعلاقتها مع مصر أقوى، ثم تأتي إثيوبيا في المرحلة الثانية، يليها السودان. وأضاف ل"سبوتنيك"، علاقة الإمارات مع الدول الثلاث هى علاقة مالية، موضحا "تلك الميزة تمثل مصدر القوة التي يمكن أن تعمل الإمارات من خلالها، وبالنسبة لمصر فإن مسألة المياه تمثل الحياة أو الموت فلا يهمها أحد حتى ولو قطعت الإمارات الدعم المالي فلا يمكنها لي يد مصر".