إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النزاع السوداني الاثيوبي: سد النهضة الخطر الوجودي على السودان .. الخيارات الاستراتيجية المتاحة للسودان .. لماذا علي السودان ومصر تدمير سد النهضة قبل نهاية أبريل القادم .. بقلم: حيدر التوم خليفة
نشر في سودانيل يوم 23 - 02 - 2021


10/ فبراير 2021
القرارات المصيرية مثل تناول الدواء المر ، فعل لا بد منه ...
اذكر وتحديداً قبل ما يقرب من اربع سنوات كنت في زيارة لإثيوبيا ضمن وفد تجاري رفيع لاحدي الشركات الكبري نتلمس أفق وفرص الاستثمار الاقتصادي في هذا البلد ، وبحكم وظيفتي كمستشار اقتصادي للشركة ، كنت مهموما بطبيعة البيئة التي سوف نعمل فيها خاصة الوضع الأمني العام ، وقد هالني حجم المخاطر الأمنية التي تحيط بأثيوبيا ، تلك الناتجة عن صراع العرقيات المكتوم ..
وقد ترافقت زيارتنا مع ثورة عرقية الارومو المناهضة والرافضة لسياسة الحكومة الفدرالية الرامية الي توسيع العاصمة أديس الواقعة في قلب إقليم شعب الارومو ، وذلك بمساحة جديدة يصل قطرها الي سبعة وخمسين كيلومترا ، وقد صاحب ذلك مظاهرات واحتجاجات دامية راح ضحيتها المئات من أبناء الارومو ، وكالعادة تم التكتم على الأحداث من قبل حكومة أديس الباطشة في ذلك الوقت ، وهي آخر أيام حكم التقراي وسيطرتهم علي مفاصل الدولة فعلياً، رغما عن أن رئيس الوزراء في ذلك الوقت كان هايلي مريام ديسالين المنحدر من قومية صغيرة في الجنوب تدعي الواليتي وليس من الامهرا أو التقراي كما يعتقد البعض ، وهو أول رئيس من الجنوب في تاريخ إثيوبيا على حسب علمي ، كما أن ابي احمد علي ، الرئيس الحالي هو أول رئيس من عرقية الارومو يحكم إثيوبيا ، وهو مسيحي بروتستانتي من اتباع المذهب الخمسيني ، وهو مذهب والدته ..
هذه الاحتجاجات التي قام بها الارومو ، مضافا إليها ما رشح من فضائح فساد شركة الصناعات العسكرية (ميتيك) ، المسؤولة عن تنفيذ سد النهضة ، وتفاقم صراع الأمنيين والعسكريين ذو الأصل العرقي ، واعتقال العشرات من جنرالات الجيش الفاسدين ، أدي ذلك إلي أضعاف موقف ديسالين وإبعاده من رئاسة الوزارة وإستبداله بشخص من عرقية الارومو وهو ابي احمد علي ، وهذا الأمر من ضمن نتائجه أنه قاد الي إنهاء سيطرة أقلية التقراي (سكان الهضاب ،او أبناء الحكام التاريخيين) وتفكيك مراكز قوتهم بعد أن تم إبعادهم من قيادة الجيش والاستخبارات والأجهزة الأمنية .. وبدأت قوتهم تتضعضع بصعود وازدياد قوة القوميات الأخري والتي تبلغ حوالي ثمانين عرقية متفرقة ..
يمثل الارومو (شعوب السهول) المضطهدون تاريخياً أغلبية السكان بنسبة تقترب تتراوح بين 37/35 % والامهرا بنسبة تتراوح بين 25 و27% والتقراي بحوالي 6 و7% .
كان برنامج زيارتنا حافلا ، إذا شمل لقاءات متعددة مع خمسة وزراء إضافة إلى رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان وهو نائب رئيس وزراء سابق إن لم تخني الذاكرة ..
وخلال نقاش جانبي لي معه أفادني بأنه ثالث ثلاثة نفذوا التقسيم الذي ادي إلي ولادة دولتي إثيوبيا وإريتريا الحاليتين، والأخران هما ميلس زيناوي واسياس الورقي ، وأنهم كانوا يقيمون في ذلك الوقت في منطقة الخرطوم ثلاثة بالعاصمة السودانية ، وان ضابط الارتباط الذي كان مسئولا عنهم هو المقدم عوض ابن عوف ..
وقد سألته عن قضيتين مهمتين وهما قضية سد النهضة وقضية أراضي الفشقة ، وقد ذكر كلاما كثيرا محاولا التبرير للموقف الإثيوبي تجاههما ، ولكن ولأن الإنسان عندما يتحدث كثيرا سوف يزيد حجم المعلومات التي تتسرب من كلامه ، فقد زل لسانه وذكر لي معلومة ما زلت اتذكرها نسبة لأهميتها ، وأوردها هنا بالكامل .. إذ قال ..
(نحن الاثيوبيون شعب محدود الأراضي الزراعية، ولدينا انفجار سكاني كبير ، ويتوقع أن يتجاوز عدد سكان اثيوبيا في العام 2030 ال 125 مليون نسمة ، وكل الأراضي المتاحة لدينا الآن هي 14 مليون هكتار ، وهي لا تكفي لإطعام هذه الأفواه الجائعة ، لهذا لا حل أمامنا إلي أن نتجه الي *أرض الأجداد في السودان لتأمين غذائنا .. )
وعندما سألته عن ماذا يقصد بأرض الأجداد،؟ أجابني بأن سهول السودان الشرقية هي اراضي اكسوم التاريخية وان المستعمر الانجليزي هو من جاد بها للسودانيين ..
وهذا ينبئ بأن النيات مبيته لدي حكام إثيوبيا لضم اراضي السودان والممتدة حتى سهول البطانة ، وأنها ما زالت في مخيلتهم وفي عقلهم الجمعي هي أرض الأجداد ...
والتبرير الآخر الذي ذكره لي عن كثافة الوجود الإثيوبي في منطقة الفشقه،اورده تماما كما ذكره لي ...
قال ( تاريخيا تداخل المزارعون السودانيون في هذه المنطقة مع قبائل الامهرا وتزوجوا منهم واستولدوهم ، وعندما كبر هؤلاء الأبناء ذهبوا للبحث عن ميراث أبائهم ، لهذا فالقضية لا تعدوا أن تكون صراع إخوة علي ميراث الأرض لا اكثر ) ..
وهذا تبرير فطير ورأي لا يسنده واقع أو منطق ، وانما إحدي المحاولات الحثيثة الخبيثة للجانب الحبشي لتكريس وتقنين وجودهم الطارئ في منطقة الفشقة السودانية ، واجمالا هو سبب لا يُعتد به أو يصمد أمام أي مناقشة قانونية ..
أوردت المقدمة أعلاه لأوضح هشاشة الوضع الداخلي في إثيوبيا ، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وكيف يمسك صراع القوميات بخناق هذا الدولة ويجعلها واحدة من أكثر الدول المرشحة للتفتت مستقبلا ، ويمهد ساحتها لحروب أهلية عرقية طويلة ، وان النمو الاقتصادي الذي تشهده اليوم هو نمو تحفه الكثير جدا من المخاطر ، وان *الاستثمار الاقتصادي المتعاظم قد تعصف به وتبتلعه رمال صراع القوميات المتحركة علي السلطة ، وهو الصراع الذي انفجر للعلن بحرب التقراي الأخيرة والتي مرشح لها أن تتحول إلي حرب عصابات منهكة جدا للجيش الفدرالي الإثيوبي ، خاصة وأن التقراي مقاتلون اشاوس خبروا الحروب طويلا ، وان تاريخهم هو تاريخ حربي بإمتياز .. وهو صراع سوف يقود حتماً إلى ولادة دولة التقراي ..
وهذا الصراع يمثل الحلقة الأضعف في الدولة الحبشية والتي يجب أن يعمل السودان عبره على تفكيكها تماماً وإلي الابد للتخلص من التهديد الحبشي المتعاظم .. هذا من جانب ..
ومن جانب آخر لتوضيح أن الحبشة كخيار استثماري ليس خياراً مستقبليا جيدا ، وإنما هو خيار مرتفع المخاطر ، وهو الأمر الذي يفسر غياب الشركات الأمريكية والغربية عن الاستثمار فيها ، وان معظم الاستثمارات الحالية هي استثمارات آسيوية ، وتحديدا صينية وعربية وسودانية ، وتقريبا يأتي المستثمرون السودانيون في المرتبة الثانية في حجم الاستثمارات الأجنبية الكلية بعد الصين بمبلغ يتراوح بين أربعة ونصف مليار وبين ستة مليار دولار ..
وهذا بمثابة اعلان للمستثمرين السودانيين وتحذير واقعي مبني علي تحليلات علمية تستند الي مخرجات علم التحليل التنبؤي المستقبلي ، هذا إضافة إلي أن سير الأحداث اليوم والمنبئ بحتمية المواجهة العسكرية بين السودان والحبشة تجعل من الاستثمار فيها مثل الرقص مع الذئاب أو الصلاة تحت ظلال السيوف .. لهذا علي كل سوداني يريد أن يستثمر في الحبشة التفكير الف مرة في ذلك ، وليعلم أن مخاطر الاستثمار تفوق نسب العائد المتوقع ...
ولنرجع الي موضوع سد النهضة ، وهو ملف تم تناوله والتعامل معه بسطحية مريبة في عهد الإنقاذ ، وقد تُرك في أيدي السياسيين والامنيين وأُقصي عنه تماما الخبراء والمختصون ، لهذا نجد أن التعامل معه كان سياسيا وأمنيا وليس فنيا ومهنيا علميا ..
وقد حكم قراره وبُنيت مواقفه علي نقطتين مهمتين ..
الاولي هي تداعيات محاولة اغتيال حسني مبارك في أديس ابابا ، واستقواء المسؤولين الأحباش بها كنتيجة لهذا التصرف الطائش ومن ثم بداية مسلسل الابتزاز الحبشي والذي ابتدأ بفرض شروطهم السرية علي حكومة الخرطوم بالتخلي عن منطقة الفشقة الخصبة لصالح المزارعين الامهرة ، وتلويحهم بهذا الملف وما يحويه من معلومات خطيرة تدين مسؤولين كبار في الدولة .. وهذا اثمر تنازلات متوالية ..
الثانية هي ربط حكومة الإنقاذ موقفها من سد النهضة بملف حلايب ، ومحاولة تحقيق مكاسب سياسية منه وذلك نتيجة لقراءات خاطئة لمجمل ملف السد ، ومن غير استبيان للمخاطر الحقيقية له علي السودان قبل مصر ، وأنه إذا كان يمثل لمصر تقليلا لحصتهم من المياه خلال فترة الملء فهو يمثل خطرا وجوديا حقيقيا علي السودان ، خاصة سكان السودان النيلي وهو ما يعني مخاطرا ماثلة لحوالي 60% من سكان السودان و70% من بنيته الاقتصادية ومثلها من بنيته الحضريه ..
لهذا كان ربط ملف حلايب بموقفنا من السد هو أحد أكبر الكوارث والأخطاء التاريخية في تاريخنا الحديث ، وهو ناتج عن قراءة زائفة لمعلومات مُضللة مُسبقة التكوين ،خدمة لأغراض سياسية لحماية مجموعة قادت تصرفاتها الفردانية الصبيانية الغير مدروسة الي هذا المأزق الذي نعاني منه حتى اليوم ..
وقد ترافق ذلك مع سيل متدفق من لمعلومات الزائفة المضللة عن فوائد السد للسودان من غير أي سند علمي قائم على دراسات فنية موثوق بها ، وانما معلومات هتافية أعمت الجميع عن الحقيقة ، بل عملت على تكوين رأي جمعي خاطئ حول السد وفوائده ، وقدمته كأنه المنقذ للسودان من مشاكل اختناقات الري والكهرباء ، وترافق ذلك مع اخفاء كامل للمخاطر المتوقعة للسد ، وهي مخاطر أقرتها الدراسات العلمية والفنية المعتبرة الصادرة من العديد من دول العالم ..
وكمثال على هذا التضليل هو الكهرباء التي سوف يتلقاها السودان من السد .. وهذا كلام هتافي وبلا بُعد علمي ، فليس هناك دراسة علمية أفادت بكمية هذه الكهرباء وسعرها بالدولار وفترات امدادها ، وهو أمر تقدح فيه الوقائع اذا عرفنا أن كمية الكهرباء المخطط لانتاجها من السد هي 6000 ميقاوات ساعة ، ولكن ولأسباب فنية وتعقيدات التوليد فليس من المتوقع أن تزيد طاقة التوليد عن 4500/4000 ميقاوات ساعة .. وهذه كمية من قلتها تجعلنا نجيل الفكر ونعيد النظر في الأسباب الحقيقية لبناء السد !!!
فماذا تفعل هذه الكمية من الطاقة الكهربائية لدولة تنشد النمو الاقتصادي ولبلد تعداد سكانه اليوم 110 مليون نسمة ومتوقع أن يصل الي حوالي 118 مليون عند اكتمال السد عام 2023 ، هذا إذا علمنا أن مدينة واحدة مثل مدينة جده السعودية تستهلك أكثر من 9000 ميقاوات ساعة اي ضعف إنتاج سد النهضة ، وان استهلاك السعودية من الكهرباء وهي دولة نامية يصل الي حوالي 67 الف ميقاوات ساعة ،وان استهلاكها السنوي يفوق 300 الف جيجاوات ساعة
لهذا فإن الحديث عن فائض انتاج السد من الكهرباء هو حديث تضليلي وتخديري في آن واحد .. وحتي اذا تحقق وقام السودان بشراء مئات الميقاوات من كهرباء السد فهو أمر غير محمود ولا نشجعه وكله سوالب ..
فهو اولا .. يجعلنا تحت رحمة الأحباش خاصة إذا كانت الكمية المباعة تدخل تخطيطيا في قطاعات إنتاجية مهمة لدينا ، وذلك لعدم ضمان انتظامها .. فسوف تكون رهنا للتوليد الاثيوبي وكميات الفائض لديهم ، وهي أن كانت متوفرة اليوم فقد لا تكون متوفرة غدا ، فهذا الفائض يقل يوميا مع التطور الاقتصادي والمشاريع المتسارعة التي تشهدها الدولة الحبشية حاليا ، وبالتالي ازدياد حاجتها من الكهرباء ..
ثانيا .. إن الكهرباء سلعة ضرورية واستراتيجية ، لهذا من الخطأ جعل القرار فيها بأيدي دولة أخري لها معك عداوات تاريخية ولديها أطماع لا تخفيها ..
ثالثا .. أن شراء الكهرباء مُكلف جدا ومرهق لميزانية دولة تعاني خزينتها من الإفلاس ومن إنعدام العملة الأجنبية ، ولا عبرة بنظام الإنقاذ الذي كان يقايض الكهرباء بالبنزين في صفقة خاسرة لنا ..
لهذا من الأفضل أن نتجه الي انتاج الكهرباء محليا من المصادر المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية ، وهي أقل تكلفة وأكثر ديمومة لتوفر مصادرها وتنوعها ، إضافة إلي السيادة الوطنية عليها ..
إن التطور الذي يشهده قطاع الطاقات البديلة والخضراء ، خاصة الطاقة الشمسية ، وتسارع الاختراعات الحديثة والمتطورة جداً التي قدمتها شركة تسلا الأمريكية في مجال تطوير بطاريات الليثيوم المضاف ، فتحت الأبواب واسعة أمام العالم لإنتاج طاقات نظيفة زهيدة الثمن ، وهو مجال حديث ما زالت الانتصارات العلمية فيه تتوالي ، ويشمل ذلك كفاءة المنتج وتقليل التكلفة .. فمثلا في قطاع انتاج الكهرباء من الرياح والشمس انخفضت تكلفة إنتاج الميقاوات ساعه بحوالي 80% وذلك في خلال السنوات الخمس الماضية مع زيادة كفاءة التوليد بثلاثة أضعاف والتخزين باكثر من خمسة أضعاف .. واذا كنت تحتاج لإنفاق مليار دولار لإنشاء محطة توليد كهربائي حراري بطاقة 1,000 ميقاوات، فأنت اليوم تحتاج إلي ثلث هذا المبلغ لإنشاء محطة طاقة شمسية أو ابراج رياحية مماثلة ، مع حذف كامل لمصروفات الوقود الاحفوري وتوابعه ، ومع ضمان عطاء انتاجي لمدة ثلاثين عاما متواصلة .. لهذا يجب أن نُسقط تماماً موضوع الاستفادة المزعومة من كهرباء السد ..
أما عن موضوع تنظيم الامداد المائي وانتظامه بالنسبة للسودان فهو أمر أيضا يحتاج الي تحقيق دقيق ، وهو ما بكذبه الواقع ..
إن وجود السد علي بعد كيلومترات قليلة من خزان الروصيرص سوف يزيد من المخاطر عليه من جهة وسيقلل فاعليته من جهة أخرى ، ومعروف أن سد النهضة يقع في منطقة تعلو خزان الروصيرص بحوالي 150مترا ، اي أن احتمالية غمره خلال التصريف الكبير لمياه سد النهضة واردة ، خاصة وأن إثيوبيا لم تشاور الجانب السوداني فنيا في جميع مراحل بناء السد ،ابتداءا من الدراسات الأولية وحتي مرحلة تشغيل السد ، متجاوزة لأمر تقره المواثيق الدولية ، ولكن كما ذكرت أن تعامل الجانب السوداني مع موضوع السد كان تعاملا سياسيا وأمنيا وهتافيا وهو ما أضاع علينا فرصة المتابعة والتحقق العلمي والفني لمجمل اعمال السد وتقييم آثاره السالبة وإدراك مخاطره من قبل البدء في تشييده .
وها نحن اليوم نحصد نتائج التوظيف السياسي لموضوع السد
إن تحكم الجانب الإثيوبي بعمليات تشغيل السد ينسف فرضية انتظام الامداد ، وإنما بالأصح يعقده ويجعله رهينة لإحتياجات الجانب الإثيوبي ومطلوبات التشغيل ، وعرضة للتذبذب ، ويزيد من مخاطر التصريف العالي في غير الأوقات المطلوبة ، أو التصريف المتجاوز لطاقات السدود والخزانات السودانية مما يمثل تهديدا جحقيقيا لها ، إضافة إلي مخاطر الغمر والفيضان المفاجئ للأراضي والمدن حول النيلين ونهر النيل ...
وأستطيع أن أؤكد أنه لا الجانب الإثيوبي انجز دراسات حول هذا الموضوع ،، (لانه غير معني بها ولا يضع لهذه المخاطر اعتبارا ،،) ولا الجانب السوداني قدم دراسات حقيقية حول فرية انتظام الري علي طول المجري من الدمازين حتي حلفا ، للأسباب أعلاه ، ولإخفاء الأحباش لكل المعلومات حول السد ورفضهم مشاركتها مع الآخرين ..
هذا إضافة إلي حقيقة أخري حاول الإعلام الموجه تلطيفها بل وقلبها ، الا وهي أن هذا السد سوف يعمل علي افقار التربة الزراعية حول النيل وذلك بحجب حبيبات الطمي وحجزها في بحيرة السد ..
أيضا هناك مخاطر حقيقيه أخري مستمرة سوف تعاني منها دولنا مصر والسودان ، الا وهي مخاطر التخزين المستقبلية الاتية بعد ملء السد الاول ، إذ أنها سوف تخضع فقط لهوي الجانب الإثيوبي ومتطلبات تشغيل السد .. لأنه عند هبوط مستوى التخزين في فترات شح الامطار لن تنال الدولتان حصتهما المقررة ، وانما الفتات من مخلفات تشغيل السد .. وهذه أحدي نقاط الخلاف بين الدول الثلاث ..
ولكن كل هذا كان من الممكن قبوله وتجاوز العديد منه بجولات الحوار (الذي ترفضه وتتعنت فيه اثيوبيا) ،، ولكن هناك ما لا يمكن السكوت عليه ، لأنه ببساطة لا يمكن للسودان التعايش مع السد بسلام .. لهذا صدٌرت مقالي هذا بأن علي السودان أن يدمر السد قبل نهاية أبريل كحد أقصى ، وان لا يتفاوض حوله ، لأن التفاوض لم يعد خيارا ولأنه لا يفيد حول خطر حقيقي ماثل يهدد وجود الدولة السودانية ذاتها ..
لهذا فالسودن يملك خيارا وحيدا لا بديل آخر له وهو تدمير السد .. اي إما السد أو السودان
وقد حددت نهاية أبريل كتاريخ اقصي لتدمير السد لأنها الفترة التي يكون النيل في ادني مستوياته ، وان التخزين خلف الخزانات كمياته قليلة المياه ، ولو حدث أن رد الجانب الإثيوبي بقصف اي من هذه السدود والخزانات السودانية سوف يكون مجري النيل قادرا على استيعاب اي كميات متدفقة نتيجة لهذا الأمر ... أي انتفاء فرضية الغرق في فترة التحاريق هذه .. لأن كميات المياه المحجوزة وراء الخزانات لا تمثل خطرا إذا تدفقت شمالا ، فمجري السد الفارغ وبحيرة ناصر المنخفضة المستوي في هذا الوقت من العام يمكنها استيعاب اضعاف هذه الكميات من المياه ..
لهذا فإن أي تحرك ضد السد تدميرا يجب أن يكون في فترة لا تتجاوز الستين يوما أو بالكثير التسعين يوما من الان ...
وقد يتساءل أحد ولكن ما هو دليلك علي ذلك ، خاصة وأن الإعلام طيلة سنوات اثقلنا بفوائد السد ، وقدمه لنا كأنه جنة الأرض التي سوف نحصدها ..!!؟
اولا اقول بأن الإعلام كان عاملا مُضللا طيلة الفترة السابقة ، لأنه كان إفرازا طبيعيا للمعالجة السياسية والأمنية لموضوع السد وليس اعلاما نزيها عاكسا لحقيقة السد ، فهو قد ضخ معلومات كاذبة عن فوائده ( المفتراة) التي سوف يجنيها السودان منه ، وعمد الي حجب حقيقة أن السد ما هو إلا قنبلة هائلة التدمير قادرة علي تدمير السودان من الدمازين حتي حلفا بما فيها مدن النيل الابيض غربا ، وذلك من جبل اولياء مرورا بالدويم وكوستي حتي الجبلين وملكال جنوبا ..
وهناك عدة دراسات حول هذا الأمر ، وقد أنجزت وزارة الري المصرية دراسة نمذجة ومحاكاة شاملة لانهيار السد ونتائجه ضمن بحوثها عن مخاطر إنهيار السد علي مصر والسودان ، وقد كانت النتائج مرعبة وكارثية ، والتدمير لا يصدق ، علي الإنسان والحيوان والعمران والبيئة ..
ويمكن إجمال مخاطره على السودان في كلمة واحدة (الفناء) ...
إن انهيار السد أمر حتمي كما أثبتته العديد من الدراسات العلمية المحايدة ، وهو شئ استبانت بعض سوالبه ووضحت عيوبه ، بعد إنجاز حوالي خمسين في المائة من عمليات انشائه .. والعديد من مخاطر انهياره ظهرت ، وبدأ الحديثة عنها بعد ان تناولتها الأوساط السياسية والعلمية الإثيوبية والعالمية إما علنا أو علي استحياء ..
وهذا الانهيار المتوقع تدعمه وتقود اليه عدة عوامل أهمها ...
اولا ... الفساد الذي لازم بناء قواعده الأساسية خاصة سوء الاسمنت المستعمل في الصب القاعدي وخطأ الحسابات الكمية للمواد التي اجراها المهندسون الاثيوبيون فاقدوا الخبرة في هذا المجال .. ( وهي الصفة التي أطلقها عليهم العديد من الخبراء الغربيين ) ..
وأمر الفساد هذا تناولته الصحافة الإثيوبية بكثافة ، بعد أن اتضح تورط العديد من جنرالات الجيش الفيدرالي الإثيوبي ، وهو الفساد الذي أحدث هزات سياسية عميقة داخل إثيوبيا أدت إلي إغتيال مدير مشروع السد المهندس سيمجنو بيقلي في يوليو 2018 ... والترويج لفرية انتحاره ، وذلك قبل ساعات من مشاركته في مؤتمر صحفي إعتزم فيه كشف هذا الفساد ...
وتطور الأمر إلي توقيف العشرات من الجنرالات وفض الشراكة مع الشركة العسكرية المنفذة للمشروع (يسيطر عليها التقراي) والمسماة ميتيك ... وقد ساعدت فضائح الشركة المنفذة والتلاعب الذي حدث فيها بتعجيل ذهاب الرئيس ديسالين ، الواليتي العرقية ، وإعادة ترتيب المشهد وتبوء ابي احمد الارومي العرقية للرئاسة كما ذكرت سابقاً ، والذي صرح في أولي أيامه بأن إثيوبيا لن تستطيع إكمال السد ولو لعقد قادم من السنوات ..
وهنا سوف استعرض جانبا من هذه المعلومات وفقا لتناول الصحافة الإثيوبية ، وأجهزة الإعلام العالمية الاخري ..
أوردت قناة اسكاي نيوز علي موقعها الإلكتروني يوم 18 نوفمبر 2018 ما يلي ..
" الشرطة ألقت القبض على المدير التنفيذي لشركة ميتيك المنفذة لمشروع سد النهضة ..
اعتقلت الشرطة في إثيوبيا المدير التنفيذي للشركة التي كانت مكلفة بالإشراف على أعمال سد النهضة، وضابطا آخر تلاحقه السلطات القضائية، بتهم الفساد.
وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية إن الشرطة الفدرالية أعلنت أنها ألقت القبض على "المدير التنفيذي لشركة ميتيك اللواء كينف دانيو في منطقة الحمرا، قرب حدود السودان..
وشركة المعادن والهندسة "ميتيك" كانت تقود مشروع سد النهضة البالغة كلفته 4 مليارات دولار على نهر النيل الأزرق، قبل أن تزيحها الحكومة بسبب فساد وتأخيرات عدة في استكمال المشروع.
وكانت لجنة برلمانية توصلت إلى أن شركة "ميتيك" أهدرت مئات الملايين من الدولارات، في إنتاج الأجهزة دون دراسة شاملة عن السوق لمنتجاتها.
وشركة "ميتك" المجمع الصناعي العسكري في البلاد، تأسست عام 2010، وكان رئيسها كينف دانيو، الذي استقال في شهر أبريل الماضي، عندما تولى رئيس الوزراء أبي أحمد السلطة.
وكشفت الوكالة أن الشرطة نقلت دانيو إلى العاصمة أديس أبابا،"بعد اعتقاله أثناء محاولته الفرار إلى السودان المجاور عبر الحمرا في ولاية تجراي".
واعتقلت الشرطة أيضا الرئيس السابق لوكالة أمن شبكات المعلومات العميد تكل برحان ولد أرجاي، الذي يواجه تهما بالفساد هو الآخر .." انتهي.
كما أوردت وكالة سبوتنيك الروسيه في يوم 12 نوفمبر 2018 ما يلي ..
"إعتقلت السلطات الإثيوبية العديد من جنرالات الجيش، لتورطهم في قضايا فساد طالت مشروع "سد النهضة" وانتهاكات لحقوق الإنسان.
أعلن النائب العام الإثيوبي، بيرهانو تسيجاي بمؤتمر صحفي في العاصمة أديس أبابا، نقلته وكالة الأنباء الأثيوبية، أن التحقيق استغرق خمسة أشهر وأن المسؤولين اعتقلوا مطلع الأسبوع.
وقال تسيجاي إن التحقيقات في عمليات شراء قامت بها مجموعة "ميتيك" التي يديرها الجيش، كشفت عن فساد ضخم، مضيفا "على مدى ست سنوات قامت ميتيك بعمليات شراء قيمتها أكثر من ملياري دولار، دون طرح أي عطاءات".
وشهد شهر أغسطس/ آب الماضي، إطاحة الحكومة الإثيوبية بشركة المعادن والهندسة "ميتيك" التي يديرها الجيش وابعدتها من مشروع سد النهضة الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، بسبب تأخيرات عدة وفساد في استكمال المشروع.
وأوضح النائب العام، أن السلطات اعتقلت كذلك 27 آخرين من موظفي المجموعة، وضباط الشرطة ليبلغ العدد الإجمالي للمعتقلين 63 شخص."
كما أوردت صحيفة الوطن المصرية في عددها يوم 13 سبتمبر 2018 ما يلي..
"«آبى أحمد» تولى رئاسة الحكومة الإثيوبية أبريل 2018، كان يطمع فى قطف ثمار «سد النهضة»، بانتهاء إنشاءاته قبل نهاية العام، وبدء عملية الملء 2019، وفقاً للبرنامج الزمنى، شركة «ميتيك» الشريك الإثيوبى ل«سيللينى» الإيطالية فى التنفيذ، تابعة للجيش والمخابرات، قياداتها من أقلية التقراي التى حكمت البلاد لعقود طويلة، حتى استقالة «ديسالين» في فبراير الماضى، عطلت عمليات الإنشاء، لقصور الكفاءة، وإحراج «آبى» ممثل أغلبية الأورومو « 40%»، وإشاعة الإحباط الوطنى، سعياً لإسقاطه.. محاولات عرقلة المشروع لم تقتصر على التعطيل، بل امتدت إلى اغتيال «ديب كمارا» المورّد الأول للأسمنت الخاص بالمشروع مايو 2018، فى كمين بمنطقة أوروميا، لإلصاق التهمة بالطائفة!! أعقبها محاولة اغتيال «آبى احمد » يونيو 2018، بإلقاء قنبلة يدوية على المنصة، أثناء خطابه بتجمع جماهيرى بالعاصمة، *ثم اغتيال «سيمجنيو بيكلى» مدير المشروع يوليو 2018، قبل مؤتمره الصحفى بالعاصمة، لتوضيح أسباب تأخر المشروع، وتأثير فساد بعض المسئولين ب«الدولة العميقة»..
السلطات أوقفت الشرطى الذى ألقى القنبلة، و9 من عناصر الشرطة الفيدرالية المتورطين، بينهم نائب مفوض شرطة العاصمة."
ونشرت صحيفة الدستور نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عددها يوم 23 يونيو 2020 عن مخاطر انهيار السد ما يلي ..
مراقبون دوليون: عيوب تصميم سد النهضة تهدد إثيوبيا والسودان ..
خرجت العديد من الدراسات والتقارير مؤخرًا التي تحذر من إمكانية انهيار سد النهضة الإثيوبي ما يترتب عليه آثار مدمرة على كل من إثيوبيا والسودان، لوجود عيوب في تصميمه لم تتم معالجتها.
وأكدت صحيفة "الشرق الأوسط" البريطانية، أن هناك مخاوف من انهيار سد النهضة الإثيوبي بسبب عيوب في التصميم ، ما يتسبب في أضرار جسيمة لكل من إثيوبيا والسودان، وقد يتطور الأمر لغرق البلدين ..
وقال المراقبون إن المشاكل التقنية في السد عُرِفت منذ فترة بعيدة، وهي السبب الرئيسي وراء تعطيل العمل في السد لفترات طويلة.
وأضافت الصحيفة أن السد قيد الإنشاء منذ عام 2011، أي منذ أكثر من 9 سنوات، ويتم بناؤه على ضفاف النيل الأزرق، وهو أحد الروافد الرئيسية لمياه نهر النيل.
وأشارت إلى أن تقرير الخبراء الدوليين حول السد سلط الضوء على الرواسب الصخرية ومدى نظافة المنطقة المحيطة بالسد، بالإضافة إلى وجود كهوف متعددة في أعماق مجهولة، لم يتم أخذها في الاعتبار عند تصميم السد، ما قد يعرضه لخطر الانهيار، وبالتالي تدمير وغرق أجزاء كبيرة من إثيوبيا والسودان ..
وأوضحت أن بعض الخبراء الإثيوبيين نفوا وجود أي أخطاء في التصميم أو كهوف في موقع السد، ولكن الأكيد أن هناك أخطاء كبيرة في البحيرة التي تقع على بعد 100 كيلومتر.
وأشارت إلى أن أي تشققات في جدار السد بعد ملء الخزان ، ستمثل خطرا كبيرا لا يمكن تجاهله خصوصًا مع ضغط مياه البحيرة، وبالتالي أي خطأ في التصميم أو حركة قوية في مياه البحيرة، مثل تسونامي، ستخلق موجات عالية تؤدي لانهيار السد، وحدوث كارثة كبرى ..
مما سبق يتضح أن مخاطر انهيار السد كبيرة كما قررها معظم الخبراء ، وذلك ناتج عن الفساد الذي صاحب كل خطوات إنشائه ، إذ حملت التقارير أن ضعف الخبرة لدي الاثيوبيين ، إضافة الي الأخطاء المصاحبة للتصميم ومواصفات المواد الأساسية والتلاعب الذي طالها خاصة الاسمنت ، والذي تم اغتيال المورد الرئيسي له لدفن كل عمليات الفساد والتلاعب وإسكاته للابد ، كل ذلك جعل من إنهيار السد أمرا حتميا عاجلا ام آجلا ، خاصة وأن الأوساط الإعلامية تناولت في السنة الماضية خبر انهيار ثلاث بوابات للسد ( البوابات بالارقام 3,2,1).وقد ذكرت قناة صدي البلد الإخبارية الآتي ..
أكد الدكتور أحمد الشناوي، الخبير الدولي في الموارد المائية وتصميمات السدود، أن 3 من بوابات سد النهضة انهارت العام الماضي وهو ما يشير إلي أن السد مُعرض لخطر الانهيار خلال الفترات القادمة؛ نظرا لبنائه علي فوالق وليس أرض ثابتة، مشددًا علي ضرورة تكاتف الجميع لمواجهة هذا الخطر القادم..
وقال د.أحمد الشناوي، خبير المياه والسدود الدولي والذي كان يعمل بالأمم المتحدة، إن كارثة فيضانات السودان؛ تعود إلى أن جزءا من سد النهضة، انهار؛ مما تسبب في حدوث موجات كبيرة للمياه منه، دمرت أحد السدود في السودان .. ( سد بوط)
وان إنهيار هذه البوابات تسبب بشكل رئيسي في فيضانات السودان.
وأعلنت السلطات في السودان حالة الطوارئ لمدة شهور ثلاثة بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد،
وانا رغما عن عدم تأكدي من صحة هذه المعلومات ( كما لا انفيها أو استبعدها ) إلا أن هذا الأمر يزيد من قناعاتي في أن مخاطر انهيار السد مؤكدة 100% ..
ثانيا ... المخاطر الجيولوجية وتركيب التربة ، وهنا احيل القارئ الي دراسات علمية قدمها خبراء مرموقين في مجال انشاء وتشغيل السدود.. وارجع الي التقرير فائق الأهمية الذي نشرته وكالة سبوتنيك الروسيه حول حتمية انهيار السد .. وقد حمل كالاتي ..
فجر خبير السدود الدولي والموارد المائية بمشروعات الأمم المتحدة والسوق الأوروبية سابقا الدكتور أحمد عبد الخالق، مفاجأة مدوية، قائلا إن سد النهضة معرض للانهيار من تلقاء نفسه..
وأضاف عبد الخالق، في مداخلة تلفزيونية، اليوم السبت، أن "الفوالق التي بها نشاط للزلازل والبراكين يمنع منعا باتا إقامة السدود عليها".
وأوضح أن "القرن الأفريقي به فالقين أرضيين، أحدهما يأخذ الهضبة الإثيوبية والثاني يصل حتى أوغندا وبحيرة فيكتوريا والنيل الأبيض بالكامل".
وتابع "ثبت علميا أن هذه الفوالق في حالة نشاط جامد جدا للزلازل والبراكين، بحيث أن القرن الأفريقي بالدول ال 9 الموجودة عليه سينفصلون عن أفريقيا بالكامل".
وأشار إلى أن "سد النهضة الإثيوبي معرض للانهيار".
كما كشف أن الشركة المصممة لسد النهضة الإثيوبي، هي نفس الشركة التي شيدت سد على نهر أومو على فالق أرضي مجاور للنيل الأرزق وينزل على كينيا وانهار هذا السد بعد 15 يوم من ملئه مرتين، مرة عام 2016، ومرة عام 2018.
وجاء في موقع البوابة نيوز قبل عدة سنوات ما يلي ...
قالت مصادر أفريقية إن هناك مؤشرات على انهيار سد النهضة الاثيوبي بعد أن حدث انحدار لقاعدة السد نتيجة تحرك التربة من تحته، وهو ما وضع الشركة المنفذة للمشروع في مأزق وحاولت حقن التربة كحل لتفادي حدوث انهيار جزئي للسد.
يذكر أن هناك مخاوف مؤكدة متعلقة بإمكانية انهيار السد نتيجة إسناد إنشائه بالأمر المباشر إلى شركة إيطالية مغمورة هي "ساليني" والتي سبق وأخفقت في تنفيذ بعض المشروعات الأخرى مثل سد تيكيزي، إضافة إلى طبيعة التربة البازلتية التي يقام عليها المشروع، وانخفاض معامل الأمان في تنفيذ السد؛ الأمر الذي ينذر بانهياره كليًّا.
و هو ما حذرت منه منظمة الانهار الدولية المتخصصة في حماية الانهار ودراسات السدود ومقرها أمريكا ، حيث أكدت أن الدراسات التي اجريت حول سد النهضة غير كافية ولا تتناسب مع حجم السد.
كما نشر موقع النبأ الاخباري في 18 مايو 2018 الآتي عن احتمالات انهيار سد النهضة في 2022
"وسط تعثر المفاوضات بين مصر وإثيوبيا في الشأن الخاص ب«سد النهضة»، ظهرت مخاوف لدى إثيوبيا من انهيار «السد»، عقب انهيار أحد سدود المياه في مدينة «ناكورو» بكينيا.
وربط الخبراء بين سد «باتيل» الكيني، ونظيره الإثيوبي؛ إذ إن السدين مبنيان على أرض وتربة من نوعية واحدة، ما يعني أن انهيار سد النهضة بات متوقعا عند زيادة معدل المياه خلفه كما حدث مع السد الكيني.
وأسفر انهيار السد، عن سقوط 48 قتيلًا، كما أفاد تقدير للصليب الأحمر الكيني أن حوالي 500 عائلة تضررت من جراء الأمطار الغزيرة بعد جفاف استمر 3 فصول متتالية، كما أغرقت الفيضانات نحو 8500 هكتار من الأراضي الزراعية ونفوق 20 ألف رأس ماشية."
والحديث عن انهيار سد النهضة بحلول 2022 على غرار سد كينيا رجحه بقوه الدكتور أحمد الشناوي، الخبير في شؤون الموارد المائية وتصميمات السدود في مصر.
وأضاف «الشناوي» أن السد الكيني انهار بسبب عاصفة مطرية، وهو مبني على نفس نوعية وطبقة الفالق الأرضي التي يتم بناء سد النهضة عليها.
وأوضح أن انهيار «سد النهضة» سيسبب «تسونامي» بارتفاع أمواج يصل إلى 145 مترًا، ما يعني تدمير مصر والسودان وإبادة أكثر من 80 مليون نسمة هم سكان محافظات نهر النيل.
وأضاف «الشناوي» أن طبيعة الأرض المقام عليها السد تجعله «هشًا»، فالأرض مليئة بالفوالق، مبينا أن الجيولوجيين كشفوا عن أن الأرض بها زلازل وبراكين وفوالق أرضية نشطة يطلق عليها محمية طبيعية، ويوصي بعدم بناء أبنية عالية عليها.
وتابع الخبير الدولي، أن هذا يجعل من الخطورة بناء سدود عليها، وسد النهضة سد ركامي "رملي" بالإضافة إلى جزء يقدر بنحو 150 مترًا خرساني، وإذا امتلأ السد لأعلى نقطة فيه، فهذه النهاية السريعة، لأن الجزء الركامي"الرملي" سينهار سريعًا.
وأشار الخبير الدولي إلى أن هذه الفوالق عبارة عن صفائح أفقية فوق بعض، وبعضها يكون ضعيفًا فيحدث لها خسوف أرضي فتهبط لأسفل، وعندما يمتلئ السد ومع ضغط الماء يؤثر على الفوالق ويملؤها بالماء فتتفتح، فتؤثر على حجم الهدر من الماء، بجانب تأثيرها على انهيار السد.
كما تحدثت تقارير فنية، مؤخرًا، عن وجود نشع «تسريب» في جدار السد، محذّرة من وقوع "كارثة"، وأوضحت بالأرقام والإحداثيات والصور الأخطاء الإنشائية في بناء السد، الذي قالت إنه مع مرور الوقت واكتمال بنائه سيكون معرّضًا للانهيار.
وتناولت تقارير صحفية ما قالت إنها صور ملتقطة ل«سد النهضة» عبر تطبيق «جوجل ماب»، وتظهر هذه الصور وجود تسريب في أساسات السد ناتج عن شروخ بسبب الخلطات الخرسانية المستخدمة.
ويؤكد الخبراء "احتمالية حدوث تشققات نتيجة الأحمال الرئيسية والأفقية الكبيرة جدًا، وإذا حدثت فإن علاجها سيكون غاية في الصعوبة، خاصة إذا كان ارتفاع السد عاليًا".
وحتى لو تمت معالجة المشكلة، فسيكون العلاج مؤقتًا، ويحتاج للمزيد كل عام، تمامًا مثلما هو حادث اليوم مع سد الموصل بالعراق.
ومنذ يوليو 2016، تبيّن أن عرض أساسات سد النهضة لا يتناسب تمامًا مع الارتفاع المنتظر للسد (175 مترًا)، وما يزيد من صحة هذا الافتراض أن المقاول الإيطالي قد أكمل بناء نصف المقطع الأوسط، منذ شهر فبراير 2016، وهناك صور على موقع شركة "ساليني" الإيطالية تؤكد صحة هذا الأمر.
وذكر أحد الخبراء الألمان في 2014، أن التصميم الإنشائي لسد النهضة "لا يرقى لأن يكون تصميمًا لبناء عمارة"، مؤكدًا "أنه سينهار ويدمّر مصر والسودان".
وقال الدكتور محيى الدين عبد العزيز، أستاذ هندسة السدود ب«جامعة الأزهر»، إن هناك ترابطًا وتشابهًا كبيرًا بين سد النهضة والسد الكيني؛ فالأرضية المقامة عليها السدين على نفس نوعية وطبقة الفالق الأرضي التي يتم بناء سد النهضة عليها.
وكشف خبير هندسة السدود، عن أن هناك سدودا كثيرة شهدت انهيارًا مفاجئًا كما حدث ل«سد كينيا»، نتيجة وجود أزمات في الإنشاءات وهو المنتظر تكراره مع سد النهضة؛ فقد تم بناء «سد أومو» في إثيوبيا، وانهار بعد 15 يومًا من البناء، وسد «سشوان» فى الصين 2004، تم ملء فالق خامل على بعد 25 مترًا، وبعد مرور سنتيْن، إثر امتلاء الفالق على السد، وأدى إلى انهياره وأودى بحياة 85 ألف شخص.
في السياق ذاته كشف الدكتور محمد بلال، خبير الموارد الطبيعية والجيولوجية، أن انهيار «سد كينيا» جاء نتيجة السيول والفيضانات ، والتي كانت تحمل معها كتلا صخرية، وهذا ما سيحدث في إثيوبيا، حال حدوث فيضانات، لكن الآثار المترتبة على «سد النهضة» خطيرة جدًا.
وأشار «بلال» إلى أن إثيوبيا بها فوارق عديدة عن كينيا، وهناك العديد من البراكين والصخور المتحللة، لافتًا إلى أن انهيار سد النهضة سيؤدى لكوارث إنسانية وبيئية، ومنها تشريد الكثيرين وفناء مدن، وخاصة في السودان حيث ينتظر تدمير وغرق مدينة الخرطوم؛ نظرا لقرب تدفق المياه إلى السودان، مشيرا إلى أن مياه «السد الإثيوبي» في حالة انهياره سوف تصل مصر خلال مدة تصل ما بين 7 إلى 10 أيام، وفي حالة عدم قيام الحكومة باتخاذ إجراءاتها لتفادي المخاطر، فإنه ينتظر حدوث تأثير كبير على جسم السد العالى، وغرق بعض المدن في الصعيد.
وأضاف: إثيوبيا بها أكبر فالق في العالم، واسمه الأخدود العظيم، وهو ما سيؤدي إلى حدوث انشقاقات وتصدعات في قاعدة وجسم السد، وهناك تقارير دولية صدرت في 2013 أكدت ذلك، ما كان سببا في استدعاء البرلمان الإثيوبي للشركة مصممة السد،
وقد نشرت قناة الغد الإخبارية تقرير مفصلا حمل عنوان ..
تحذيرات دولية تكشف:
كيف ولماذا ومتى ينهار سد النهضة ، جاء فيه ..
مع تصعيد إثيوبيا لأزمة ملء سد النهضة، ولجوء مصر لمجلس الأمن الدولي، ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته كاملة تجاه تداعيات قضية السد الإثيوبي، ومع إعلاء مصر لمبدأ الحوار والمفاوضات في مواجهة تعنت وتهديدات أديس أبابا والتلويح بالمواجهة العسكرية، ارتفع صوت خبراء ومؤسسات دولية محذرين من الاحتمال القائم بنسبة تزيد عن 50% لانهيار سد النهضة.
تحذيرات الخبراء في مجموعة الأزمات الدولية،
وتحذيرات خبراء الجيولوجيا في المعاهد الدولية، تناولت الإجابة على تساؤلات:
كيف ولماذا ومتى ينهار سد النهضة الإثيوبي ؟
مواصفات السد تهدد بانهياره عند ملء الخزانات ..
الخبير في مجموعة الأزمات الدولية (ICG)، ويليام دافيسون، حذر من الآثار الجانبية لسد النهضة الإثيوبى على أديس أبابا نفسها، مشيرا إلى أن مواصفات السد بوضعها الحالي تهدد بانهياره عند ملء الخزانات..
وقال دافيسون، بحسب ما نشرته وكالة «آفي» الإسبانية، إن إثيوبيا عليها أولاً ملء الخزانات بشكل احترازي واختبار قدرات السد عملياً، مشيراً إلى أن كفاءة التوربينات لم يتم اختبارها ما يهدد بانهيار السد والتسبب في كارثة كبيرة تطال إثيوبيا قبل أي بلد آخر مطل على النهر.
انهيار سد النهضة متوقع بسبب «الفيضان الأقصى المحتمل»
وفي دراسة متكاملة سلمت لمراكز بحوث، حملت اسم «مخاطر انهيار سد النهضة، بين حالة الإنكار والحقائق والبراهين العلمية الهايدرولوكية والهايدرو جيو موفولوجية، الثابت والجلي».. قدم الخبير السوداني في شؤون السدود والمياه، د.محمد الرشيد قريش، *نتائج دراسة معدلات الأمان الخاص بسد النهضة.
وقال: إن تصميم سد النهضة ليس لديه علاقة بحماية السودان من الفيضانات الحاملة للطمي، لتموضع مخارج المياه غير الآمن ويمكن أن يؤدي لانهيار السد، مؤكدا أن التخزين الميت، يعادل سعة خزان مروي وهو 14.6 متر مكعب ومساحة مسطح الخزان يعادل 1680 كيلو متر، وهذا يعني معدل تبخر عال. وقال إن الحد التشغيلي الأدنى لضمان تشغيل التوربينات، يحتاج دراسة.
وحول السد السروجى، أوضح بروفيسور قريش، أن بنية السد تراكمي صخري، ارتفاع 46 متر، والمفروض ألا يكون أكثر من 20 مترا. على بعد 3.5 كيلو من الحدود.. والأهداف الحقيقية للسد السروجي، يزيد سعة السد من 11 مليار إلي 74 مليار، ومخاطره أكبر من السد الرئيسي، واحتمال انهيار السد وفقا للجنة الدولية للسدود الكبري ICLOUD أكبر من السد الرئيسي.
كهوف أخطر من التربة في موقع السد
بينما يؤكد الخبير السوداني وعضو اللجنة الدولية لتقييم سد النهضة، المهندس خالد دياب، أنه تم عمل تقرير بالملاحظات لجنة الخبراء ورفع التقرير بالمطلوب عمله الى الشركة المنفذة واهمها ترسيب الصخور والنظافة والحشو في السد الرئيسيmain dam اما «السد السروجي» فقد وجد الاساسات غير ثابتة وصخور هشه يجب ازالتها و بالتالي تصل الى اعماق اكثر من45م ولم توجد صخور ثابتة وفى المنتصف توجد كهوف أخطر من التربة لأنك لا تعرف مداها واختلف الخبراء هل توجد فوالق أم لا لكنهم أكدوا وجود كهوف في موقع السد.
أيضا معاملة إثيوبيا مع أساسات «السد السروجي» بعد الذهاب لأعماق بعيدة، بل استعمل التكنولوجيا لعمل نظام الحقن حتى الارض الثابتة وفى منطقة الكهوف استعمل plastic sheet cutoff wall بالإضافة للحقن..العيب الثاني في السد السروجى لا توجد أبواب سطح لتمرير الفائض بل توجد فتحة بطول أكثر من كلم على الجهة اليمنى، والسهل بدون اي حماية للسد، ويمكن أن يحصل انهيار من الناحية الخلفية .
عدم جدارة الموقع ..
من جانبه أوضح الخبير السوداني في شؤون السدود والمياه، «د. قريش»، أن الأخطاء التي تهدد سلامة السد كثيرة ومنها عدم جدارة الموقع. مشيرا إلى قلة بوابات التحكم السفلي، وعدم الالتزام بتوصيات اللجنة الدولية في إضافات بوابات التحكم السفلى.. وقال: إن الأحمال الواقعة لا يمكن تقديرها بدقة، منها الطمي والزلال.
وأضاف: إن شركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية لم تقم بطرح مشروع السد في مناقصة عالمية، وارتضت نموذج تسليم المفتاح وغياب الرقابة والمهندس الاستشاري وهذه مخالفة لكل المعايير العالمية الخاصة بالعقود.. إن الحرص علي إكمال المشروع في 5 سنوات، مع أنه محطة كهرباء تحتاج ما بين 8- 15 عام، هذا خطأ تخطيطي.
وأشار الخبير السوداني في شؤون السدود والمياه ، إلى إخفاقات سابقة للمقاول الدولي «شركة ساليني» وانهيارات لسدود صغيرة في إثيوبيا نفذتها الشركة نفسها، وتكرار الشركة ذات الخطأ في طاجيكستان، بتشييد سد Rogun، في مكان سبق وأن انهار.
غياب دراسات عن أسباب تدعم احتمال انهيار السد ..
وكشف «د.قريش»، عن غياب دراسة التنبوء بالطمي الواقع علي السد الذي من الممكن أن يتسبب في إنهيار السد، وعدم وجود دراسة فقدان السعة بسبب الطمي وهذا يكشف عن تهديد الطمي للسد، وغياب دراسة النمذجة لموجة الفيضان الكسري الناتج عن احتمال انهيار السد، وغياب دراسة تحليل المخاطر ودراسة احتمال انهيار السد ودراسة أسباب فشل وانهيارات سدود الدول الأخرى، ودراسات تغير المناخ ودراسة العلاقة بين السعة والعائد من إيراد النيل، وعدم وجود دراسات الجريان السطحي ودراسات ثقل الطمي على سلامة السد.
وقدم الخبير الدولي، قراءة لمسرح الحدث الكارثي، والانهيار الهيكلي المحتمل لسد النهضة، وحجم الفيضان الكسري 60 مليون فدان قدم مندفعة من ارتفاع 1300 متر مندفعة من بحيرة تانا، ودراسة حجز الطمي والسماح بالمياه الصافية، أحد أسباب الانهيار، مثال حالة «سد كاريبا»، بين زامبيا وزمبابو، أكبر سد في أفريقيا، المياه الصافية نحرت السد، وهو مهدد بالانهيار، إضافة إلى حالة انهيار سد malpasset وفق ما أورده تقرير اللجنة الفنية، أجمع الخبراء أن موقع السد غير صالح لقيامه، وهذا طبق الأصل لحالة سد النهضة، وهذا تقييم اللجنة الفرنسية لانهيار سد Mallpesst.
وقال «د.قريش»: إن انهيار سد النهضة متوقع بسبب الفيضان الأقصي المحتمل، باعتبار أن الفيضان التصميمي لسد سنار 15 ألف متر مكعب في الثانية، بينما النهضة الأول 38 ألف كيلو متر في الثانية وهذا يعني تخفيض عامل السلامة المحتمل من 3.87% إلى 1.5%، وتخفيض عامل السلامة المحتمل بأكثر من 61%.
وأوضح أن الرسم الكروكي لسد النهضة للمخارج السفلية 565 متر فوق سطح البحر، والمدخل للتوربينات 560 متر وهذا عيب تصميمي خطير.
احتمالية انهيار سد النهضة تتجاوز ال 50%. ..
ومن جانبه، أكد استاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، د. عباس شراقي، أن الخطر الأكبر من سد النهضة الإثيوبي هو الانهيار، وهذا لا مفر منه، لأنه لن يسبب أضرارا فقط، بل سيسبب فناء للسودان، فالأضرار الكبرى والصغرى لسد النهضة موجودة، كما أن نسبة احتمالية انهيار سد النهضة تتجاوز ال 50%، نظرا لأن الطبيعة الإثيوبية بها أكبر فالق على مستوى العالم، وتحتوي على مناطق جبلية، وانحدارات، ونظام مطري أشبه بالفيضانات والسيول، وصخور متشققة ومتحللة، وانجرافات ضخمة جدا.
واستشهد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، بانهيار أحد المشروعات المائية في إثيوبيا، وكانت عبارة عن سدود، بعد افتتاحها ب 10 أيام، وهناك سد آخر في إثيوبيا انهار قبل افتتاحه بأيام، وتوفى فيه 50 شخصا.
صحيفة إيطالية: إثيوبيا أول المتضررين
وحذرت صحيفة «إنتر إيطاليا» من مخاطر جسيمة لسد النهضة الإثيوبي، في مقدمتها موجة تصحر ستتزايد بمرور الوقت حال البدء في ملء خزانات السد، مؤكدة في تقرير لها أن أول المتضررين من تلك الموجة ستكون إثيوبيا نفسها.
وقالت الصحيفة: إن هناك المزيد من الشكوك التي تظهر حول الاستدامة البيئية لسد النهضة فى إثيوبيا، حيث أن العديد من الخبراء يرون أن السد سيغير التنوع البيولوجى للمنطقة بشكل لا رجعة فيه، ويهدد النباتات والحيوانات فى المنطقة.
اختفاء النباتات والغابات..
وأضافت: إن سد النهضة سيترك النظام البيئى مجالا لنظام إيكولوجى مائى، وسيتم حرمان السكان المحليين من الغابات كمصدر للغذاء والنباتات ومواد البناء، وهى عناصر أساسية فى أثيوبيا مهددة من قبل سد النهضة.
وتابعت الصحيفة: إن إثيوبيا ستملأ السد على مدار 7 سنوات، وهى مسلطة الأضواء على الكهرباء وتتجاهل الآثار الجانبية الخطيرة التى ستؤثر على البلد الأفريقى بشكل سريع، ومن أهمها اختفاء النباتات والغابات.
وأكدت الصحيفة الإيطالية، أن الماء هو الحياة فى العالم كله، ولكن الحرب من أجل الحياة لا معنى لها، ومعاداة إثيوبيا لجيرانها ستكلفها الكثير فى الفترات المقبلة خاصة فى ظل زيادة الجوانب السلبية للسد على إثيوبيا نفسها.. ( انتهي )
وبعد كل ما استعرضناه من مخاطر مسببة للسد علي السودان ، هل يوجد هناك من يشكك في ذلك .. والحمد لله أن حكومة الثورة بدأت تستشعر هذا الخطر ، وصارت تجهر بمخاوفها من احتمالات انهيار السد .. فقد ذكر وزير الدولة بالخارجية السودانية ما يلي ..
أكد وزير الدولة بالخارجية السودانية عمر قمر الدين، أن مخاوف السودان من إنشاء "سد النهضة" تطغى على آماله في هذا المشروع، مشيرا إلى أن هناك مخاوف من انهيار السد.
وأشار في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية إلى أن: "هناك دائما خطراً ولو ضئيلا في حصول انهيار بالسد، لأن الإنسان لم يخلق هذا الكون، ولذلك يبقى أي عمل بشري عرضة ولو بنسبة ضئيلة لخطر الانهيار".
ولكن ماذا لو انهار سد النهضة ، ..؟
في تقرير لموقع العربية نت عن هذا الأمر جاء الآتي ..
للإجابة على هذه الفرضية أو الاحتمال، قال مسؤولان مصريان ل"العربية.نت" إن انهيار السد احتمال قائم ولو بنسبة واحد في المئة أو حتى واحد في المليون، وقد يمثل خطورة كبيرة، إذ يمكنه إغراق السودان بالكامل بعد انهيار سدوده المائية.
وبتفاصيل علمية وجيولوجية أكثر كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وخبير الموارد المائية بمعهد البحوث الإفريقية ل" العربية.نت
أذا انهار السد فسوف يكون أشبه بطوفان نوح .. خاصة اذا انهار بعد أن تقوم إثيوبيا بتخزين نحو 18 مليار متر مكعب أو اكتمال بنائه وتخزين 74 مليار متر مكعب ففي هذه الحالة سيكون هناك طوفان أشبه بطوفان نوح، ولن تستطيع إثيوبيا تحمل واستيعاب تلك الآثار المدمرة التي قد تنجم عن تدفق نحو أكثر من 80 مليار متر مكعب من المياه بعد انهيار السدود السودانية، ووقتها ستختفي مدن وقرى بأكملها في السودان وإثيوبيا ، بينما سيكون لمصر الوقت المناسب لفتح مفيض توشكى أو قناطر فارسكور للتخلص واستيعاب المياه الفائضة.
وختم موضحاً أن المسافة بين سد النهضة والسد العالي نحو 2000 كيلو متر ووصول المياه من السد الإثيوبي حتى جنوب مصر قد يستغرق 6 أيام، وهي فترة كافية لوزارة الموارد المائية للتصرف ومواجهة الأزمة سواء بفتح مفيض توشكى أو جميع القناطر في البلاد.
وفي تصريح لوزير الري المصري عن مخاطر انهيار السد علي السودان جاء الآتي ..
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—
قال وزير الري والموارد المائية في مصر، محمد عبد العاطي، إن انهيار سد النهضة في إثيوبيا يعني دمارا كاملا للسودان، ملقيا الضوء على خطر آخر يقلق السودانيين وهو تأثير السد الإثيوبي على السدود في البلاد.
جاء ذلك في مقابلة للوزير المصري على قناة DMC حيث قال: "السودان قلقان جدا على أمان السدود بتاعته وعلى تأثير سد النهضة، تأثير سد النهضة هناك أمران يقلقان السودان الحالة الأولى هي الانهيار، ده يعتبر دمار كامل للسودان، يهم السودان أمان السدود لأن هذا بالنسبة له سيترتب عليه تأثير جسيم جدا سواء هناك انهيار أو مفيش انهيار.."
وأوضح: ماذا يعني هذا؟ دلوقت في أعلى كمية ماء تأتي خلال موسم الفيضان يأتي مليار متر مكعب تقريبا على المحطة السودانية إلي على الحدود بين السودان وإثيوبيا فبالتالي السدود السودانية مصممة أنها تستوعب هذه الكمية، طيب أفرض أن السد الإثيوبي من غير تنسيق طلع مليار ونص (متر مكعب من الماء) في اليوم، هذا سيبدأ يدمر السدود السودانية وهذه الجزئية التي تقلق السودانيين جدا.."
وأضاف: "وحتى التفاوت في كميات المياه، يعني أنا ممكن في يوم أطلع 100 مليون متر مكعب واليوم التالي أطلع 600، ده خطر على السدود السودانية..
ولعل أهم ما كتب حول مخاطر انهيار السد هو تلك الدراسة القيمة التي أنجزها الدكتور محمد الرشيد خبير قوانين ونزاعات المياه الدولية والتي وصف فيها سد النهضة بالكارثة والتي استعرضنا جزءا منها بالاعلي .. ونجد أدناه إضاءة أوردتها صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 12 يوليو 2020 ..
نشر الخبير المتخصص في نزاعات المياه الدولية وقوانين المياه الدكتور محمد الرشيد، دراسة خاصة استعرض فيها العوامل التي تجعل من انهيار سد النهضة أمراً محتملاً، والمخاطر التي قد يتعرض لها السودان بصفة خاصة حال حدوث ذلك الأمر.
وتأتي تلك الدراسة في الوقت الذي أعلنت فيه كل من مصر والسودان عن أنهما لم يطلعا على دراسات الأمان الخاصة بسد النهضة الإثيوبي.
وحصلت "نورث برس" على تفاصيل الدراسة كاملة، والتي تقع على جزئين، تضمن الجزء الأول شرحاً مستفيضاً للأسباب التي تدفع بانهيار السدود، بالتطبيق على نماذج لسدود قديمة، مع مطابقة تلك الأسباب مع حالة سد النهضة.
وفي الجزء التطبيقي، بدأت الدراسة بقراءة مستفيضة لمسرح الحدث (مكان بناء سد النهضة)، الذي وصفته ب"الكارثي" ومتلازماته وعناصر بيئة القرار فيه.
وشددت على أنه "إن كان السد بالنسبة لإثيوبيا مسألة تنمية، ولمصر مسألة حياة (كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي)، فهو للسودان قضية وجود (باعتبار أن السودان مهددة بالغرق حال انهيار السد).
ورصدت الدراسة "أمارات وعلامات" لانهيار السد، تبدأ بالسمة الظرفية التي يشيد فيها، كعدم اليقين، والمخاطر التي تلفه كاختيار الموقع الخاطئ، مروراً بالدراسات الغائبة، والمعلومات غير المكتملة عن الأحمال، والظروف البيئية، وانتهاءً بتقويض سلامة السد، ثم وصولاً للانهيار المحتمل للسد، ومن ثم الفيضان الكسري بطعم /60/ مليون فدان-قدم.
ولم تكشف إثيوبيا من جانبها العوامل المرتبطة بأمان السد، بما يزيد الأمر غموضاً.
فيما ذكرت الدراسة أن الخطر الكارثي للسودان ومصر يتمثل في الانطلاق الفجائي "لفيضان كسري" يحمل في جنباته أكثر من /60/ مليون "فدان- قدم" من المياه.
تصدعات محتملة
وتحدثت الدراسة عن التصدعات المحتملة لجسم سد النهضة بسبب الهبوط المتفاوت في أساس البناء الذي يهدد بانهيارات، من تلك التصدعات: "الحركات التباينية (الرأسية والأفقية) للسد، والتي يمكن أن تؤدي إلى شقوق في جسمه، وهناك أيضاً التغيرات الكيميائية، والشيخوخة وتدهور المواد التي تطال السد بمرور الزمن". إضافة إلى الأساس الطيني الصلصالي الذي يتسم به موقع سد النهضة، والذي يظهر خصائص اللدونة عند امتصاصه الماء، وينكمش عند إزالة الماء عنه، وذلك بسبب مكوناته المعدنية مثل المونتموريلونيت، وهو العنصر الأكثر تمدداً فيها، وإليه تنتمي تربة القطن الأسود المتمددة من الجزيرة إلى الدمازين (مدينة تقع في جنوب شرق السودان على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق على ارتفاع /492/ مترًا فوق سطح البحر وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي /300/ كيلو متر).
وعملية اللدونة هذه وما فيها من "توالي" بين التمدد والانكماش في تربة القطن الأسود ينتج عنها في حالة السد هبوط متفاوت في أساس البناء، طبقاً للدراسة.
وأفردت الدراسة مساحة للحديث عن "الأسباب المرتبطة بموقع بناء السد" المحتمل أن تؤدي إلى انهيار السد، من حيث "جيولوجيا الموقع"، وكذلك مشاكل تصميم الأساس المؤدية إلى الهبوط الانشطاري المفتت لقاعدة البناء.
ووفق الدراسة، فإن "جيولوجية الموقع، وبالتحديد نفاذية الصخور المعنية بسلامة السد، قد تلجم ليس فقط الميجاواتس المنشودة من قبل إثيوبيا، بل قد تنقض حتى مشروعية قيام السد فوقها".
أساس السد..
ذلك على اعتبار أن "الأساس الطمي (المترسب من نهر يحمل في جوفه في السنة المتوسطة /70/ مليون متر مكعب من الطمي، يحظر قيام السدود الركامية الصخرية كسد النهضة السروجي، والأساس الطيني الصلصالي رغم أنه يمنع التسرب إلا أنه فوق ذلك يمنع قيام السدود الجاذبية الخرسانية كسد النهضة الرئيسي والسدود الركامية كسد النهضة السروجي"، طبقاً للدراسة.
وذكرت الدراسة أن العنصر الحاسم في تصميم السدود هو الوصول إلى تقدير موثوق به لحجم الفيضان الذي يمكن أن يصل إلى السد، والذي يجب التحسب له في المفيض، أي الفيضان الذي يستطيع سد النهضة مثلاً تمريره بأمان، عندما يفيض الخزان عند امتلائه، وهو الفيضان الأكثر أهمية لتصميم السد، لأنه يضمن سلامة البناء عند حدوث علو الماء للجسم الخرساني للسد أو لأجنحته، وهو الحدث الذي يمثل وحده أكثر من ربع أسباب انهيار السدود في العالم
وأغلب أسباب انهيار السدود تكون بسبب عدم قدرة المفيض أو قناة التصريف على تمرير فيضان معين، ما يؤدي إلى تدفق المياه من أعلى السد أو خرقه، نظراً لكون المفيض أو قناة التصريف قد صممتا على تقدير للفيضانات غير موثوق به.
تحذيرات سابقة..
وتطرقت الدراسة إلى "عدم جدارة أو كفاية تحقيقات موقع لسد النهضة"، وذكرت أن أثيوبيا، ومن ورائها الشركة المسؤولة عن التنفيذ، لم يكلفا أنفسهما بتحري جدارة الموقع لسد بسعة /74/ مليار متر مكعب، بل وتجاهلتا كل التحذيرات في هذا الشأن وانخرطتا في حالة انكار لكل محددات الموقع الآمن لأي سد، كجيولوجيا الموقع وخواصه الزلزالية وقدرة الهياكل على الوفاء بالمتطلبات الأدائية، وكذا التحسب لعدم التيقن أو الإخفاق الهيكلي.
وتساءلت الدراسة:
"لماذا اختارت إثيوبيا أن تبني سد النهضة في منطقة بني شنقول على حدود السودان وليس عند بحيرة تانا كما كان مقترحاً؟
هل لإبعاد مخاطر انهياره—والمخاطر البيئية، عن إثيوبيا؟
أم ليمنحها "سلاح دمار شامل" تطلقه على السودان متى تشاء أو متى ما يشاء من يريد فناء السودان من جيرانه أو من غيرهم؟
وإلى حين ذلك الأجل المحتوم، تظل هي تتحكم في مياه النيل الأزرق وفي حقوق السودان ومصر المائية (المثبتة باتفاقيات دولية) تمنع وتمنح منها ما تشاء ومن تشاء"، بحسب الدراسة.
ونختم حديثنا عن المخاطر المتوقعة والنتائج الكارثية المحتملة لانهيار السد بما قاله ، الأكاديمي المصري، والباحث في الهندسة النووية بالكلية الملكية في كندا، محمد صلاح حسين، في مقابلة له مع موقع عربي 21 الاخباري .. وهو ..
ما مدى واقعية سيناريوهات انهيار سد النهضة؟ وماذا ستكون آثار ذلك في حدوثه؟
إن أي مشروع مهما صغر أو كبر لابد من عمل دراسات لتحديد وتحليل المخاطر الناجمة عنه مع الأخذ في الاعتبار كافة الاحتمالات، وهذه الدراسات تعتمد بالأساس على معاملات أمان هذا المشروع. فمثلا في مجال المفاعلات النووية فبالرغم من ارتفاع معاملات الأمان لها إلا أنه لابد من الأخذ في الاعتبار كيفية حماية القرى والمدن المحيطة أو القريبة للمفاعل، وتفريغها، ونقل المواطنين، وتسكينهم، وإعاشتهم في سيناريوهات معروفة ومكتوبة، وهناك تدريب على معدل وسرعة تنفيذها وتحديثها.
أما بخصوص السد فنجد أنه بالرغم من أن معاملات أمانه ضعيفة للغاية كمشروع هندسي - كما ذكر العديد من الخبراء وتحفظت إثيوبيا على هذه المعلومات التي تهم بالأساس دولتي المعبر والمصب أكثر من إثيوبيا نفسها - إلا أنه لم يؤخذ في الاعتبار كيف تتصرف مصر والسودان في التعامل مع المخاطر ومعالجتها وتجنبها وتقليل تأثيرها حال انهيار السد باعتبار أنهما الدولتان الأكثر تضررا حال انهياره؛ فلا توجد أي خطة واضحة في هذا الصدد.
وهو الأمر الذي يجعل حياة نحو 150 مليون إنسان من سكان وادي النيل في مصر والسودان، مُهددة بالفناء والغرق.
وفي حال انهيار سد النهضة – لا قدر الله- فإن ذلك قد يكون قادرا على محو مصر والسودان من على الخريطة وإخراجهما من التاريخ للأبد. فلنا أن نتخيل تدفق موجة بارتفاع 155 مترا عن قاعدة السد أو 650م فوق سطح البحر، نحو السودان ومصر فهي قادرة على محو كل أشكال الحياة على طول مجرى النهر، وبفرض أن نصف هذه الكمية فقط من المياه أضيفت إلى بحيرة السد العالي جنوب مصر في معدل دفع هيدروليكي عال وما تحمله من طاقة هيدوميكانيكية، نتيجة لشدة الانحدار نحو الشمال وفي زمن قصير لتضاف إلى أكثر من 150 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة السد فإن السد العالي، وإن استطاع تحمل هذه الزيادة على مدى شهور في موسم الفيضان، فإنه لن يستطيع تحملها إذا وصلت إليه فجأة وفي زمن قصير، الأمر الذي قد *يعرض السد العالي حتما لخطر الانهيار أيضا، ولنا أن نتخيل انسيابا ما قوامه 200 مليار متر مكعب في موجة ارتفاعها حوالي مائة متر من القاعدة و180 مترا من سطح البحر من جنوب أسوان متجهة نحو الشمال نحو القاهرة والدلتا مرورا بصعيد مصر.
هذه الموجة ستكون قادرة على اقتلاع كل المدن والقرى والمراكز والمباني والآثار والحضارة على طول مجرى النهر من أسوان وحتى القاهرة والدلتا، وستغرق حتما مدينة الفيوم بالكامل، نظرا لانخفاضها، وستغرق كل الجزر المأهولة وغير المأهولة بالسكان أو الزراعة، وكذلك كل الأراضي الزراعية، وسيتعرض لخطر للغرق والتشرد وتفشي الأمراض أكثر من 90 مليون مصري هم سكان الوادي.
أي أن انهيار سد النهضة سيعادل ضرره 100 قنبلة نووية من نموذج القنبلة النووية الأمريكية على هيروشيما. هذا التدمير المحتمل لن تستطيع أي دولة تحمله أو تجنبه بعمل تفريغ لوادي النيل خلال فترة لا تتجاوز 10 أيام، وهي فترة تدفق المياه عبر السودان ووصول الموجة المُضافة إلى بحيرة السد العالي، *وهو ما يحتاج إمكانيات ضخمة جدا لنقل وإعاشة 90 مليون إنسان بعيدا عن الوادي الغارق، وهو أمر مستحيل وتعجز أمامه كافة الإمكانيات، وبالتالي فإن أدق وصف لسد النهضة بأنه سد الفناء والدمار بالنسبة لمصر والسودان ..". انتهي
لكل هذا الا يحق لنا المطالبة بوقف المفاوضات العبثية حول فترة ملء السد والتي لن تقلل من مخاطره حتي ولو كانت على مدي ثلاثين عاما ، لأن الأمر انتقل من ملء السد الي خطورة السد ، وهو شئ مرتبط بوجود السد أو عدم وجوده ، واكيد أن إثيوبيا ( رغم علمها بكل مخاطره وحجبها للكثير من المعلومات) فلن ترضي التفاوض والحوار حول التخلي عن فكرة السد ، لأن الحكومة الفدرالية الإثيوبية تعتبره مشروعا قوميا موحدا للاثيوبين المتعددي الأعراق ، لهذا ليس أمام السودان ومصر من حل غير تدميره بالقصف الجوي أو الصاروخي أو تفجيره بالانزال البري .. وهو أمر ليس بالسهل ، إذ من مفارقات القدر أن حكومة الخرطوم السابقة هي من وفرت الحماية له من القصف الجوي ، وذلك بتوسطها لدي تركيا والتي أقامت حوله منظومة دفاع جوي قوية ..
إن تدمير السد له تبعات كبري اقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية كبيرة ، خاصة لاقتصاد يعاني مثل الاقتصاد السوداني ، ولكن الأمر يتطلب التضحية من أجله ..
إن اكمال بناء السد يجعل السودان معتقلا بالكامل ورهينة في أيدي الأحباش ، إن إثيوبيا لا تحترم ابدا القوانين الدولية ، ولديها رئيس براغماتي ذو خلفية أمنية يعمل على وزن قراراته بالمكاسب والخسائر ، ولا مساحة لديه لترهات الاشقاء والأخوة والجوار ..
وسوف تعمل على الاستقواء بالسد خاصة بعد رفضها مشاركتها في التشغيل ومراقبته .. فهي الوحيدة المتحكمة فيه، وبالتالي في مياهه ، وبهذا فهي تستطيع أن تفرض شروطها بالكامل بعد أن تجعل منه سيفا مسلطا علينا والتهديد بإغراقنا ، واتمني أن لا يشك أحد في ذلك ، فقد فعلتها إثيوبيا في الخريف الماضي ، إذ عمدت الي تخزين غير معلن ، لم تكشف عنه أو تعترف به خاصة وأنه خارج البرنامج ، فقط أظهرته صور الأقمار الصناعية ، وبعد فترة قامت بفتح بوابات السد وضخ كميات كبيرة من المياه قاربت المليار متر مكعب في اليوم ، وعزت ذلك الي كثافة الأمطار التي هطلت علي الهضبة الإثيوبية ، وهو أمر يكذبه الواقع، إذ أن خريف العام السابق كان دون المستوي ، مما يؤكد أن الفيضان السابق لم يكن غير تمرين خفيف وفرد عضلات ورسالة تهديد مبطنة بقدرتهم علي الاذية ، وتحكمهم في مجمل الأحداث ..
إن اكمال السد يعني امتلاكهم لاقوي سلاح ضدنا ويعني رجوعهم الي الفشقة وتمددهم في سهول البطانة ومطالبتهم بتجنيس مواطنيهم في السودان ( بين 5=7 مليون) .. وتحقيق حلمهم وادعائتهم الباطلة حول أرض الأجداد .. هذا اذا صدقنا دعاوي أنصار السد المخدوعين وصمد السد ولم ينهار من تلقاء نفسه ...
أي في الحالتين نجد أن السودان خاسر ..
لهذا فإن تدمير السد قبل الملء القادم والذي حددت له إثيوبيا يوليو القادم .. يجب أن يكون في خلال الشهرين القادمين، اي حتي نهاية أبريل علي اقصي فترة ، وبعدها أما أن نفني بالغرق اذا انهار السد أو أن نعيش تحت التهديد الحبشي اذا صمد السد .. وصموده أمر مشكوك فيه .. لهذا فإن معركة السد هي معركة وجود وبقاء وطن ..ويجب توضيح هذه الحقائق للشعب وتمليكها له ، وان يدرك أنه لا يمكن التعايش مع السد ، وان لا خيار غير تدميره وان تدميره يعني حربا شاملة مع الأحباش علي طول الحدود وقد تطال العديد من المدن بما فيها عواصم البلدين ..
ولكن هل يتفهم المجتمع الدولي حربا كهذه ..؟
كلنا نذكر تصريح الرئيس الأمريكي السابق ترامب والذي حمل إذنا مبطنا لمصر بتدمير سد النهضة ، وهو التصريح الذي احتجت عليه إثيوبيا .. والذي قال فيه ..
"إنه وضع خطِر جدا لأن مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة".
وجاء ذلك أثناء حديثه من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، بعد إعلانه اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة السودان التي تخشى أيضا من استنزاف مواردها المائيّة بسبب السد، وأضاف ترامب "سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السد .. قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح: سيُفجرون هذا السد. وعليهم أن يفعلوا شيئا".
وقد علق وزير الري المصري الأسبق محمد نصر الدين العلام، الذي كتب عبر صفحته على "فيسبوك أن تصريحات الرئيس الأميركي هي: "إعلان للضوء الأخضر لمصر للتحرك عسكريا، لمواجهة خطر ملف سد النهضة".
لهذا لا أعتقد أن المجتمع الدولي سوف يلوم مصر والسودان إذ تحركتا صوب سد النهضة وتدميره خاصة بعد التعنت الكبير الذي ابدته إثيوبيا في جميع جولات التفاوض السابقة ..
أيضا يجب أن نضع في اعتبارنا المخاطر الجمة الناتجة عن الوجود الإثيوبي الكبير الغير شرعي وغير مقنن في البلاد .. واختراق الاستخبارات الإثيوبية لهم وعمل العديد منهم لديها ، وما يمكن أن يسببه من مشاكل ، لهذا يجب العمل فوراً علي ضبط هذا الوجود وترحيل كل من دخل البلاد بصورة غير شرعية ..
انك كسوداني لا تستطيع دخول الحبشة الا عن طريق تأشيرة سارية المفعول ( تبلغ رسومها خمسين دولارا) ولا يحق لك أن تبقي ساعة واحدة في إثيوبيا أكثر من المحدد لك في التأشيرة ، واذا تجاوزت هذه المدة فأنت ملزم بدفع غرامة عن كل يوم تأخير تبدأ من 25 دولارا وتتصاعد حتي 75 دولار .. ونحن لا ندعو إلى حرمانهم ولكننا ندعو الي حفظ حقوقنا وإنفاذ قانوننا السيادي ولكن هذا مقارنة بحالنا نحن في هذه البلد السائبة ، فهم يدخلون بلا اوراق هوية أو اسم حقيقي أو كشف طبي ، ويعملون ويتملكون ويحولون ما يزيد عن مائة مليون دولار شهريا ، إضافة إلي شحن وتهريب آلاف الأطنان من الملابس والأجهزة الكهربائية والإلكترونية والمواد التموينية والسلع المستوردة .. كل ذلك بلا رقيب أو حسيب ..
ختاما ...
يجب أن يتوحد السودانيون جميعا خلف حقيقة أنه من الاستحالة عليهم التعايش مع السد ، وان لا يصبح هذا الأمر ساحة للمزايدات أو الاتهامات ، أو السعي عبره لتحقيق مكاسب حزبية أو فئوية أو جهوية ، وان التخلص من تهديده هو الهم الاول لنا جميعا ..
إن سد النهضة هو سد الفناء للسودان ، ويجب إدراك المغزي الحقيقي لتشييده ، وأنه ليس أكثر من سد امني يحمل مشروعا تدميريا ويحوي بين طياته سيفا مهددا لنا بالزوال ، ولسيادتنا بالنقصان ، واكيد أن من خطط له يعرف ماذا يريد ، فهو ليس سدا لإنتاج الكهرباء كما هو معلن وكما اوضحت من مقارباتي اعلاه، ولكنه ذو اهداف لا يدركها الكثيرون .. لهذا أما تدميره اليوم أو الاستعداد لكارثة لم يشهدها العالم من قبل ..
وفي يوليو القادم سوف تقوم إثيوبيا بالبدء في ملء السد كمرحلة أولي بحجم 13 مليار متر مكعب ، وهي كمية تكاد تساوي طاقة سد مروي التخزينية ، وذلك من غير تنسيق مع السودان ومصر ، في احتقار كامل لكل الاعراف والقوانين والمواثيق الدولية ، وفي نكران وجحود لكل افضالنا عليهم ..
تخيل 13 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة السد في عام واحد ، وتأثير ذلك علي وارد النيل الازرق من المياه علي مصر والسودان ، أنه العطش والجفاف ، واكيد أن الكمية التي سوف يتم حجزها لن تقل عن 20 مليار متر مكعب رغم انف الجميع ، وهم قادرون على تزييف كل الحقائق ، خاصة إذا علمنا أن بعض التقارير اشارت إلى أن السعة التخزينية الحقيقية المخفية لبحيرة السد هي 120 مليار متر مكعب وليس 74 مليار متر مكعب من المياه كما تصرح به التقارير الإثيوبية الحالية ... وهذا أحد الأسباب التي جعلت إثيوبيا تتمترس بالسرية في معلومات السد وترفض مشاركتها مع الآخرين ..
واخيرا اقول ..
إلي هؤلاء الذين يشككون في أقوالنا ، بلا تمحيص ، ويردون بأن خطر انهيار السد هو فرية ودعاية مصرية حتي لا نستفيد من حصتنا من مياه النيل بصورة كاملة ، وكأننا سعينا لإستغلالها ومنعنا الآخرون من ذلك ، !!! فإستفادتنا من حصتنا أو عدمها هو قرار سيادي لا دخل للآخرين به ، ولكن الأمر ليس أكثر من عجز منا وسوء تخطيط ...
وحتي ولو وافقنا هؤلاء وقلنا إن الهجوم على السد تحركه المخابرات المصرية ، فماذا نحن فاعلون حيال ما كتبته الصحافة الإثيوبية وما أوردته من تقارير حول الفساد الذي استصحب السد في جميع خطواته ، وماذا نقول عن الاعتقالات التي طالت العشرات من مسؤولي شركة ميتيك العسكرية المنفذة للسد ، وكيف نتعامل مع العشرات من الدراسات العلمية والفنية التي قامت بها مؤسسات علمية عالمية معتبرة وانجزها خبراء ومختصون في مجال انشاء وتشييد السدود وحذرت من انهياره ، وماذا عن التقارير المؤكدة التي أشارت إلي وجود كهوف أسفل السد وان قواعده لن تصمد طويلا أمام ثِقل وضغط تدفق كميات من المياه مثل هذه ...؟
إن عداء الكثيرين لمصر ، ورفضهم المبرر والمشروع للعديد من تصرفاتها الشائنة تجاه السودان ، لا يجب أن تعميهم عن الحقيقة البائنة وعن مخاطر السد ، ولا أن يكون منطلقا لموقفهم منه ، فهذا أمر يجب أن لا نتعامل معه بالحب والكره والعواطف وانما بالحقائق العلمية وان نخضعه لحساب المكاسب والخسائر الآنية والمستقبلية ..
إن اثيوبيا دولة ذات أطماع تاريخية متواصلة وممتدة في السودان ، ويجب أن لا تخدعنا كلمات معسولة ألقاها على اسماعنا سفاحها ابي احمد ، الحائز على جائزة نوبل للسلام ظلما ، والتي اتوقع أن يتم تجريده منها بعد أن تتسرب فظائع حربه الاستئصالية الدموية علي التقراي ، ويعرف العالم ويدرك بشاعة الجرائم التي تشيب لها الرؤوس ، تلك التي ارتكبت في حق النساء والأطفال وكبار السن ، والقتل العشوائي الذي مُورِس بحقهم ، وحجم التطهير العرقي والإبادة والقبور الجماعية السرية التي تغطي ارض التقراي بالكامل ..
واطلب من هؤلاء أن ينظروا للأمور بعين البصيرة وان يزنوها بنور العقل .. وليدركوا حجم الخسائر والدمار عندما تتدفق كميات من المياه تتراوح بين خمسة وسبعين مليار ومائة وعشرين مليار متر مكعب من المياه ، جارفة أمامها كل حياة وعمران ، مميتةََ ومهددة بالغرق ملايين الناس الهانئين علي ضفتي النيلين الازرق والابيض ، مزيلة تماما لكل أثر عمراني وحضاري من الدمازين حتي حلفا ، ولن تسلم منها حتي اهرامات الكوشيين في الشمالية الكبري .. إنه سيناريو يوم القيامة ..
لهذا إما الان أو استعدوا لتحقق نبوءة الشيخ ود تكتوك والتي قال فيها ..
الخرطوم آخر الزمان حرقة وغرقة ...
...
حيدر التوم خليفة
الخرطوم فبراير 2021


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.