البناء لا يكن بيد رجل ٍ واحد؛ بل بتكافل الناس وأتحادهم لصناعة القرار ، وكما نعلم الجهل المجتمعي يختزل الفشل العام في شخوص ٍ ، وهو الخطأ الفادح بأن يصبح الصراع بيننا سلبياً لا ايجابياً، كيف ننهض ونحن بهذا المستوي الضحل ….؟ وايضاً من الغباء جداً يتصّور للبعض بأن الفشل هو يتمثل في الحكومة المدنية وفي الحقيقة لا توجد دولة مدنية اساساً، الدولة الآن دولة مافيا تتحكم في كل شيء ، لذا التحديات امامنا كثيرة ومن اهمها تفكيك الدولة« الراسمالية» التي تحمي النظام البائد وعصاباته، واما الهرج الذي يدعيه المحبطين تجآه التغيير هم خصماً عليه، ولأنّ التغيير هو دالة تشمل الجميع حتي تحقق اهداف ذلك التغيير المطلوب… ولكن يتساءل الناس لماذا فشلت الحكومة الأنتقالية في احداث التغيير …؟؟ ما حدث بعد الثورة هو حرب خفية وخيانة للشعب منذ أن اعتصم امام القيادة العامة وحتي تم تحقيق مطالبه ِ برصاص الغدر وسحل الثوار وحرق الخيم بصورة غير إنسانية ،كان هذا الجزاء للثورة هو فض ّ الأعتصام ورسم لوحة مؤلمة في خاصرة الثورة ، رغم ما حدث في مجزرة الأعتصام، ظلّت التحديات تلاحق الثورة حتي الآن …. ولك أن تنظر للدور الهابط الذي يتغمّسه المجلس العسكري في ظل الثورة، غياب الأمن وترك فراغ امني كبير، به حدثت الكثير من الأحداث المؤسف في دارفور وكسلا والقضارف …..الخ، والسؤال ما هو دور القوات النظامية….؟ هل دورها التملّق والكساد المِهني….؟ هل دورها رمي الفشل علي الطاقم المدني والتقاضي عن دورها الحقيقي…؟ الحدود مفتوحة، والتهريب مستمر، والمخدرات تغذو المجتمع، وتجّار العملة يتلاعبون بالسوق، والتجار يشعلون النار في الاسعار، ويتساءل المواطن أين حمدوك من هذا العبث ….؟ نعم لا خبز ولا غاز ولا وقود…..الخ، هل حمدوك له ملائكة لتغيير كل الشوائب التي خلّفها النظام البائد ….؟ ويتساءل مواطن آخر هذه هي حكومتكم الكافرة، يتنافر الشعب ويسرف من الصراع فيما بينه ِ بين مدافعاً وبين داعماً للثورة، وبينما المجلس العسكري يشاهد ذلك من خلف الغرف المظلمة، لا يعطي الحلول ولا يترك الآخرين لأعطاء الحلول، انها سُنّة الغدر يحاولون فعل شيء كي لا تفارق السلطة عيونهم …. ويتساءل آخر من يحمي الثورة ….؟ من يحقق العدالة ….؟ ربما القوات النظامية المنوط بها حفظ الأمن والأستقرار وحماية الثورة وتحقيق العدالة؛ لازالت الافكار الرجعية والبرمجة الدوغمائية تصور لها بأن الثورة فتاة ٌ فاجرة، ولا يمكن دعمها او الحفاظ عليها، وهو الخطأ العظيم الذي جعلنا ندفع ثمن ذلك، بأن تختل المعادلة وتصبح الثورة مجرد نكبة،…. ويبقي السؤال: ماذا ننتظر من القوات التي كانت تقف في الشوارع ضد اصواتنا …؟ ماذا نفعل غير اننا نقاوم ونرفض المنهج الذي يهدد مسار الثورة ويضع السلطة لقمة صائغة في مرمي الأعداء، ورغم كل الظروف التي حلت بهذا الشعب إلاّ أنه يخفي غضبه صبراً، وهنا لا يمكن البناء في ظل وطن مريض، ولا يمكن اكمال التغيير في ظل ِ الخيانة والغدر، واما الذين يعرّضون علي الثورة فهم قاصرين عن فهم الثورة … يظل اعداء الثورة الذين يصنعون الازمات، ويكيلون المؤامرات ليلاً ونهاراً يقولون لنا انتم فاشلون …ليس هذا غريباً علي الشياطين أن تزرع الضلال وتقل انكم ضآلون ….