نظم "التحالف الدولي للناشرين والمنظمات المدنية" وقفة احتجاجية يوم 19 يناير أمام مقر البرلمان الأوروبي ببروكسال، وذلك للتنديد بالسياسات التركية الخارجية في ملفات عديدة كالملف السوري والعراقي والليبي والفلسطيني، وجاء هذا بعد أن وجهت عشرات المنظمات الحكومية والمدنية في الأسابيع الأخيرة اتهامات عدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب ما وصفته بالسياسات التركية العدوانية لجيرانها في المنطقة. كما نددت منظمات المجتمع المدني في أوروبا بالسياسات التركية الداعمة للتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وجميع التنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت مظلة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمون، حيث تصنف معظم دول الاتحاد الأوروبي حركة حماس كتنظيم إرهابي، وبمقتضى ذلك تحظر هذه الدول نشاط قيادات هذه الحركة فوق أراضيها، ومن المعلوم أن الرئيس التركي أردوغان يعد أحد أبرز الداعمين لحركة حماس. هذا وقد طالب المشاركون بالإحتجاجات المعارضة للرئيس التركي بفرض عقوبات على نظام حزب العدالة والتنمية، كي يتوقف عن دعم الحركات الإرهابية في فلسطينسوريا وليبيا والصومال، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. ونقلا عن تقرير ل "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات"، الذي أكد أن الإدارة الأمريكية السابقة كانت متساهلة لحد كبير مع تحركات أنقرة، فإن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب قد سمح لتركيا بتنفيذ أجندة خارجية ذات توجه توسعي بطابع إستعماري، مما عزز مزاعم تركيا وأطماعها لإحكام سيطرتها على شرق البحر المتوسط، وتوسعها في القرن الأفريقي وغرب ليبيا وكذلك في شمال سوريا والعراق. وهو التقرير الذي أوصى بضرورة تعاون إدارة الرئيس الجديد جو بايدن مع الحلفاء والشركاء الإقليميين في شرق البحر المتوسط خاصة في مجال الطاقة، بجانب العمل مع الإتحاد الأوروبي لوضع عقوبات منسقة ضد انتهاكات تركيا للحدود البحرية لجيرانها في شرق المتوسط كاليونان وقبرص. حقيقة الأمر لم يعد هناك أي فرص لانضمام تركيا للإتحاد الأوروبي كما يحلم أردوغان في ظل دعم نظامه الأصولي للتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، والتي تسلل ذئابها المنفردة الى دول أوروبا لتنفيذ عمليات إرهابية في السنوات الأخيرة. والسؤال الذي يطرح نفسه الأن هل يضحي أردوغان ببعض حلفائه من التنظيمات الإرهابية بالمنطقة من أجل تعزيز موقعه في أوروبا، وعن مشروع إعادة إحياء الخلافة العثمانية في الشرق الأوسط، والطوراني في القوقاز لتلطيف الاجواء مع نظرائه التاريخيين في المنطقة العرب، وخصمه في الجغرافيا روسيا الإتحادية، أم سيستمر في قيادة التنظيمات الإرهابية بالشرق الأوسط حتى بعد رحيل دونالد ترامب الذي أعمى عينه عن كل تصرفات أردوغان الإستفزازية.