والثورة باقيه. لم تسرق كما يدعون. ولن تسرق كما يتمنون. وان سقطت دمعاتي مثل قطرات الندى. على شهداء فقدناهم كانوا ملء العين والبصر. ذهبوا وذهبت أرواحهم سدى. غرق بعضهم واخفي بعضهم قسرا . وما زال النيل حزينا بدمائهم. فاختلط احمره بازرقه وابيضه. ومازالت ام الشهيد ترتدي سوادها. تنادي بالقصاص كل صباح . ومازالت الضواري تدور في المدينه. تقتل من تريد وتنشر الخوف والضغينه. تحرق البيوت والأشجار و تنشر الفتن اللعينه. فيا صباح القرى اليابسة. ويا صباح الوجوه العابسة. ويا صباح الأسعار المشتعلة. ويا صباح الهم والحزن والحاجة. ويا صباح الحروب المتفرقه . ويا صباح الفساد المستشري. ويا صباح الايام المفعمه بضيق ذات اليد، ويا صباح انكسار أحلام الفقراء، ويا صباح الجيوب الفارغة والنائمون في العراء . ويا صباح البؤس الذي يصفع وجوه الملايين، ويا صباح القهر الذي استوطن صدور المساكين. ويا صباح الفشل في وطني الحزين. ويا صباح الطلبات الغير قابلة للتلبية في كل حين، ويا صباح الجوعى الذين يستدينون ثمن الخبز والبنزين. متي ستشرق شمسك يا وطن. متي سنرفع اعلام النصر. فوآسفاه ونحن في أوهن حالاتنا. ووآسفاه وهذه الغيبوبة الأبدية وقد ضاعت آمالنا. ووآسفاه وقد أصبحنا أمة بلا تاريخ. ووآسفاه وقد اصبحنا شعب بلا وطن. فلقد سرقوا كل مواردنا، ونهبوا كل ممتلكاتنا، وهذا هو حالنا أيها الثوار. وقد توهمنا كثيرا اننا مجتمع منبت للأحرار. فوقعنا مرارا ضحايا لمستغلي النفوذ من الأشرار. وان دوت المدافع بعد ديسمبر ابتهاجا بفجر جديد. فطوينا صفحة الماضي وقد ضوت حياتنا كل أنوار العيد. وانتهى التهميش وكانت الحريه. وكان رد الاعتبار وانتصرت الوطنيه. وتوقف نهب ثرواتنا وقد كانت تسرق وتباع في أعالي البحار. وليتهم يعلمون أن دولة العدل والقانون لا تحتاج إلى طبل ولا مزمار. بل إلى إحقاق الحق و إنصاف المظلوم وأخذ حقه من كل متكبر جبار. فاقيموا العدل بالقسط ولا تخسروا الميزان أيها الثوار. وفقط اقيموا دستورا يحكم الديار. و برلمانا للوطن يكون مظله للكبار والصغار . ولتبقي الثورة حية ويسلم شعبي من الأشرار. محمد حسن شوربجي