هل غادر (الشعراء) من متردم، حتى تقول لنا إن الردة مستحيلة؟ هل غادر الإخوان، وتركوا فينا ما إن تمسكنا به لن نثور بعده أبدا؟ هل غادر قوش واستبقى البرهان لحماية العقيدة والوطن؟ هناك محميات كثيرة لم تهب عليها رياح الثورة.. خذ مثلاً صحف الخرطوم فهي في الغالب تصدر تحت التعليمات المباشرة من قيادات الحزب الذي قيلَ أن حكومة الثورة أصدرت قراراً بحله وتفكيك تمكينه. الآن: بعد عام، وعامين، وجيل، تخرج علينا لجنة إزالة التمكين، شاكية باكية من ضغوط تمارسها عليهم (شخصيات لامعة) داخل حكومة الثورة.. ثم يشدد منسوبي اللجنة – مناع ووجدي – على ضرورة اعتبار الحزب الحاكم كيانا إرهابيا..! "يؤكد المنسوبان، أن زمن الغتغتة والدسديس انتهى، مع كوتهما يتفافلان عن عمد، ذكر أسماء الشخصيات اللامعة بدبابيرها…! كيفلا، الشخصيات المشار إليها، في هيئة الكباشي، و، و، و وأصحاب حظوة ومراتب، داخل مجلسي السيادة والوزراء.. من يمارس الضغوط على لجنة إزالة التمكين؟ هل هو حمدوك أم حميدتي، إذ ليست القضارف وحدها من يغفو تحت السُهاد؟ يعلم رئيس الوزراء – الاقتصادي الاشتراكي – أن اخوان نسيبة يسيطرون على كل الأسواق، يتاجرون في معاش الناس ويمتلكون قطاع الطاقة ودواوين العمل، ولو تساءلت عن سر تواجدهم في هذا القطاع الحيوي أو ذاك، قيل لك أن ترِكة ثلاثون عاماً لا يمكن كنسها في شهور.. من غيرنا يحتمل كوارث التأصيل، فهذه شرطة الثورة تحت إمرة رئيس وزراء الثورة، تمارس اضراباً شبه متعمّد، وإن تواجدت في أحد أركان الأزمة، فهي تتفرج من هناك على سيطرة الفاقد الثوري، على مقاليد الأمر في الطرقات! هل تمكن حمدوك، من اخضاع بنك السودان لسلطة مجلس الوزراء، ليجعل بنكنا المركزي تحت رعاية (هبة) بكشخاتها في عالم الموضة؟ هناك كيانات مالية كثيرة- عزيزي حمدوك – لا نعرف لها صرفاً ولا عدلاً.. خذ مثلاً مؤسسة التنمية الاجتماعية التي توصف محاسنها بأوصاف من ذهب.. أنت عليم بأن كل المقدرات الاقتصادية ذات الأثر الباقي، تقع تحت رحمة المكوِّن العسكري، وأن شعبنا لا يحصي حصائداً لصادره من الماشية، ولا يعرف عدد آبار بتروله، ولا عدد العربات الحكومية التي تحلب بترول هِبات الخليج! أنت تعلم بقائمة طويلة يتأبطها الأشرار، تبدأ ولا تنتهي عند قطاع اللحوم، حيةً ومذبوحة، فكيف تطمئن على توريد مدخول فِراءها لوزارة المالية دون تعقُب عوائد أظلافها وقرونها؟؟ هناك الكثير مما (تتمنى) وضع اليد عليه، من شركات الجهاز الذي يمتلك ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. يمتلك – والعُهدة على الشوارع – نوعاً من أساطيل مصفّحة التي تنهب الدروب فلا يُسمع لها رِكزا… من أين تدلف، وأين تستقر ، وما هي فوائدها للاقتصاد القومي؟؟ نحن نسأل رئيس وزراءنا، الغارق في صمته وتأملاته: هل أنت حاكم هذه المدينة بحق الشهداء، أم أنك (دافن دقن)؟ هل ترتجي عوائد الذهب المُهرَّب – المنقول جواً – بالدعاء والتضرع للدفع السريع، ليوفقه الله في السيطرة على الدولار؟ ألا ترى أنك – بهذه الطريقة – تسلم (الأمانة) تسليم مفتاح، للجنة البشير الأمنية مثلما سلمها سلفكم الصالح، لأسد إفريقيا شخصيا؟؟ نقلا عن المواكب