سألت صديق كنت برفقته سؤال عفوي. لماذا الشوارع، و الارصفة مكسرة، و كل شوارع الاسفلت مليئة بالتراب في كل العاصمة، و المدن، حتي شارع المطار واجهة البلد؟ قال : " دي من آثار الثورة ايام التتريس، و الإعتصام، و تقفيل الطرق". نعم كانت هناك ضرورة ملحة لتتريس الشوارع، لأن الحالة في ذلك الزمان كانت اشبه بحالة الحرب، و ما ادراك ما التاتشرات، و الكر، و الفر، و كتائب الظل، و جحافل امن النظام البائد. الكل يدرك ضعف حكومة الثورة، و عجزها في كل مناحي الحياة، فهذا لا يعني عدم مسؤولية المجتمع، بالمشاركة في النظافة، و تحسين بيئة الشوارع، و الميادين، فإن تكفل كل مواطن بتحسين المنظر امام بيته، او محله في الشارع، او السوق بمجهود بسيط ستتلاشى كل المناظر الكئيبة التي نشاهدها. كل الطرق الرئيسية، و الفرعية داخل الاحياء، و الاسواق في كل مدن البلاد منهارة تماماً، و مليئة بالقاذورات، اينما حطت قدمك فإما كوم تراب، او حفرة، او زبالة. مناظر بائسة و كأن هذه المدن تسكنها كائنات اخرى، لا شأن لنا بها، و لا تربطنا بها مصلحة. ما نشاهده الآن من تكسير للأرصفة و تتريس للشوارع لا مبرر له، و يُعتبر عمل مشين للثورة، و لا يمت لها بصلة، حيث لا مبرر لذلك. الإعتصامات في الميادين، و الساحات دون إغلاق الطرق هي وسيلة إحتجاج مدنية راقية، و متحضرة ستوصل الرسالة، و تحقق الاهداف، و الغايات. وصف الثورة بتكسير الطرق، و إغلاقها، و التضييق علي حركة الناس، و تعطيل مصالحهم لا يليق بعظمتها، و بمبادئها السامية، و التغيير الي الافضل. يجب رفع كل المتاريس في الطرق، و فتحها بشكل فوري و تبقى الإعتصامات في الميادين، و الساحات، فإذا تغيّر الحال كما احداث الثورة الاولى، فلكل حدث حديث. الثورة مسؤولية، و ادب، و اخلاق، فيجب ان نتمسك بمبادئها، و قيّمها، و ان لا نترك مبرر للفوضى، و ضعاف النفوس ليستغلوا الظرف لأهداف غير التي خرج الناس لأجلها. فلنقتدي بإعتصام القيادة الذي ارسى ادباً ثورياً ابهر العالم في التضامن، و روح الإيخاء، و المحبة، و كيف كانت مدينتا الفاضلة حيث قيّم، و اخلاق الشعب السوداني الاصيلة، و النبيلة. نحتاج الي ثورة حقيقية لإستنهاض المجتمع ليقوم بدوره في البناء. المناظر البائسة، و الميادين الكالحة، و الجرداء لها اثر سلبي في حياة الناس، حيث الطاقة السلبية التي تؤثر علي العقل الجمعي، و لها تأثير مباشر في نمط حياتنا الي الاسوأ. بناء المدن، و نظافتها و تزيين الطرق، و الميادين بالاشجار، و الخضرة اصبحت ادوات تسهم في التنمية البشرية من الناحية النفسية، و المعنوية. نظف امام بيتك، و متجرك، و الشارع الذي تسكنه إذن انت ثوري تنشد التغيير. النظافة شطر الإيمان. (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)