ما تزال صورة الاطفال الصغار وفي وجوههم آثار النوم وهم ممسكين بأيديهم الصغيرة (كيسا) فارغا تداعبه رياح الصباح، وبالبيد الاخرى يفركون اعينهم تدعو للدهشه، فأصبح حرصهم على الوقوف امام المخابز صباحا لتوفير خبز إلى اهلهم، اكثر من همهم اللحاق بطابور الصباح، لكن من المسؤول ؟ . بدأ العام الدراسي؛ (السوداني) اجرت استطلاعا وسط اولياء الامور والمهتمين بأمر التعليم حول هل يمكن أن يتم تمديد العام الدراسي بعد البداية المتعثرة التي واجهته ؟ لكنهم اجابوا بسؤال آخر وهو هل يمكن أن يستمر العام الدراسي في ظل التحديات التي تواجهه الآن ؟ وقالوا " همنا أن يكتمل فالحديث عن التمديد لا مكان له الآن لأن سنينا ضاعت من عمر الاطفال " . التلاميذ والمخابز : مدارس شبه خالية من الطلاب والمعلمين، بعض التلاميذ الصغار يخرجون إلى المدرسة في الصباح ويعودون إلى منازلهم منتصف النهار دون أن يتناولوا وجبة الفطور، هذا الامر جعل بعضهم يتسرب من المدرسة، فيما رفض آخروين الذهاب إلى المدرسة بعد أن عجزت اسرهم عن الحصول على قطعة خبز تُسكت معدتهم الصغيرة من الجوع في هذا الشتاء . اولياء امور اشاروا في حديثهم ل(السوداني) إلى أن الطلاب يقضون وقتا طويلا أمام الافران، وعندما يرجعون إلى المنزل لا يرغبون في الحديث عن المدرسة، فمنارة العلم اصبحت في ذاكرتهم عبارة عن مكان ل(الجوع) وأن الوصول اليها امر صعب لانه يحتاج لمبلغ كبير من المال يصعب توفيره، وتخوفوا من انه اذا استمر الحال فهذا معنى مُبطن للتسرب من الدراسي . ولعل هذا ما حذر منه وزير التربية والتعليم بروفسير محمد الامين التوم في تصريح سابق ل(السوداني) معتبرا أن تعذر الطلاب من الذهاب إلى المدارس بسبب كورونا او غيرها من الاسباب سيؤدي إلى تسربهم من المدرسة وبالتالي حدوث مشاكل كبيرة في السودان، مشيرا إلى أن كثيرا من الطلاب لجأوا إلى العمل بالسوق ومن الصعوبة ارجاعهم إلى المدرسة، وقال "يمكن أن تزيد نسبة الامية وسط الاطفال وستتجاوز نسبة ال30 %". دون هزات خبراء تربويون يعتبرون أن وزارة التربية والتعليم من اهم الوزارات، لكنهم اشاروا إلى انها طول الفترة الماضية كانت وزارة للترضيات، ولم تجد اهتماما من الحكومات السابقة والحالية . آخرون رأوا عكس ذلك وقالوا إن الحكومة الحالية اعطتها اهتماما كبيرا، معتبرين أن استثناءها من التشكيل الوزاري الجديد يؤكد أن رئيس الوزراء يريد أن يحسم النزاع حولها، ويبعدها من المحاصصات، لتقوم بدورها . رئيس لجنة المعلمين بالانابة قمرية عمر، اعربت عن قلقها من التحديات الماثلة والتي يمكن أن تؤدي إلى عدم استقرار العام الدراسي، وتمنت أن ينتهي حسب التقويم دون هزات، واضافت : "شايفة انو الاوضاع ما ماشه عديل" . قمرية اشارت في تصريح ل(السوداني) إلى أن الدولة تنادي بمجانية التعليم، لكن في الواقع لا يوجد التزام بهذا الشعار، وقالت إن الدولة غير ملتزمة بدفع المبالغ المخصصة للمدارس، والتسيير يكون من اولياء امور . فوضي التعليم : حتى اللحظة لا يستطيع احد الاجابة على هل يمكن أن يتم تمديد العام الدراسي ؟ ولماذا؟ فوزير التربية والتعليم الحالي نفسه لا يعرف هل سيظل في موقعه ام سيغادر، ورأى مسؤولين بوزارة التربية والتعليم في تصريحهم ل(السوداني) أن الاجابة حتي الآن في رحم الغيب، خاصة في ظل الاوضاع السيئة باغلب المدارس. وتشير (السوداني) إلى أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك التقى بلجنة المعلمين، بهدف ابعاد الوزارة من المحاصصات السياسية في التشكيل الحكومي الجديد، وطالبت اللجنة بالابقاء على برف محمد الامين في موقعة، الامر الذي لم يُحسم بعد . الخبير التربيوي د.محمد عبد الله في تصريح ل(السوداني) قال إن الرؤية حول العام الدراسي غير واضحة، مشيرا إلى عدم توفر وجبة لإفطار والكمامات بالمدارس وعدم معرفه بماذا يُدرس الاساس هل بالمنهج القديم ام الجديد وغيرها من الاسباب تجعل استمرار العام الدراسي امر صعبا ناهيك عن تمديده . ووصف عبدالله مايحدث في التعليم الظظىن ب(الفوضي)، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم تريد أن تُنهي العام الدراسي بأي شكل، ولم تكلف نفسها الوقوف على المشاكل الموجودة بالمدارس، مشيرا إلى أن الحديث خحول توفير وجبة الفطور بالمدارس كان شعارات واستهلاكا اعلاميا، مؤكدا انه لم يتم الالتزام بتوفيرها، مشيرا إلى أن الوزارة لم تلتزم بمجانية التعليم، كما انها حاربت المدارس الخاصة وجعلتها كأنها خصم للتعليم .