اهتمت اسرائيل بالقارة الافريقية اذ سعت لتطبيع علاقاتها مع الدول الافريقية منذ عام 1948 لما تتسم به من أهمية استراتيجية وسياسية وإقليمية. وشهدت العلاقات تطورا ملحوظا تجسدت في زيارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والتي اعلن خلالها " اسرائيل تعود لأفريقيا وأفريقيا تعود الى إسرائيل حيث شارك نتنياهو في القمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) في ليبيريا عام 2017، واستؤنفت العلاقات الدبلوماسية مع غينيا وتشاد، وافتتحت تنزانيا سفارة لها في اسرائيل العام 2018، وأصبح لإسرائيل 11 بعثة دبلوماسية في افريقيا اخرها سفارتها في روندا 2019. الدوافع الاسرائيلية في افريقيا 1-تسعى اسرائيل لتأمين شرعيتها عبر اعتراف الدول الأفريقية بها, والخروج من عزلتها والظهور بمظهر الدولة غير العنصرية وغير المنتهكة لحقوق الانسان, في المقابل ترى الدول الافريقية في اسرائيل وجهة للاستفادة من الخبرات والتقنيات الاسرائيلية في مجالات الامن والتكنولوجيا والتطوير الزراعي ومدخلا لتحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة . 2- الدافع الأمني : تسعى اسرائيل لتطوير النظرية او العقدة الأمنية التي لا تراها تقف عند حدود الدولة, انما تمدد الى خارجها, فتهدف لتطويق الامن العربي عبر عمقه الاسرتاتيجي في افريقيا, وخلق وجود عسكري قوي في البحر الاحمر ووادي النيل, ولقد شكلت صادرات اسرائيل العسكرية الى افريقيا 5% من صادراتها . 2- الدافع السياسي : تعتبر الدول الافريقية اكبر تكتل في الأممالمتحدة, وتمتلك عضويات في منظمة عدم الانحياز, والاتحاد الافريقي, ومنظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية, وبالتالي التعاون معها وفتح مجال العلاقلت يحقق الشرعية لإسرائيل بالاضافة لاحتوائها في المحافل الدولية بما يدعم مقولة نتنياهو بأن الوصل لسلام يكون عبر اكبر عدد من الاصدقاء في اسيا وأفريقيا . 3- الدافع الاقتصادي : تعتمد اسرائيل في نشاطها الاقتصادي على الدول النامية في اسيا وأفريقيا وتعد افريقيا سوقا ضخمة للمنتجات والصادرات الاسرائيلية, ففي العام 2017 بلغت قيمة الصادرات الاسرائيلية الى افريقيا 938 مليون دولار أميركي, وتوجد 800 شركة اسرائيلية تعمل في أثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا . 4- الدافع الاستراتيجي : يزيد المجال الحيوي لإسرائيل ويضمن أمنها الاقليمي . 5- الدور الوظيفي : لإسرائيل دور اساسي في خدمة الاستراتيجية والهيمنة الأمريكية في أفريقيا حيث قامت اسرائيل بمحاربة الانظمة الاشتراكية والشيوعية في افريقيا لإسقاطها خدمة للمصالح الامريكية, ولمحاربة النفوذ الايراني . وبالنسبة للسودان فقد استثمرت اسرائيل النزاع بين السودان ودولة جنوب السودان فاشعلت حربا قبلية وعرقية وقامت بدعم الحركات المسلحة المتمردة عسكريا واستخباراتيا بهدف زعزعة استقرار السودان . وبعد انفصال الجنوب في 9 تموز 2011 تطورت العلاقات مع اسرائيل لعلاقات رسمية دبلوماسية حيث تم افتتاح سفارة لجنوب السودان في تل ابيب, والتقى سيلفا كير ببنيامين نتنياهو وليبرمان وعبر سيلفا كير بقوله "وقفتم الى جانبنا على طول الطريق ولولا هذا الدعم لما قامت لنا قائمة . ان تطور العلاقات بين اسرائيل والدول الافريقية يشكل تهديدا واختراق للنظم الامنية والإقليمية في القرن الافريقي التي تعد ظهيرا استراتيجيا لبعض الدول الافريقية ويمكن اسرائيل من السيطرة على البحر الأحمر ومن ثم التحكم بالأمن في المنطقة والهجوم على العرب مباشرة من باب المندب والوصول الى مناطق في الشرق والغرب وتوسيع الوجود العسكري الاسرائيلي وترسيخه وتأمين مصالحها .وتهدف اسرائيل لتطويق الأمن المصري, والحصول على حصة من مياه نهر النيل وتحول الحصول عليه عبر دولة جنوب السودان عبر استخدامها ورقة ضغط على مصر والسودان . وهذا يشكل خطرا كبير لانه يمكن اسرائيل من زعزعة انظمة وامن الدول الافريقية ويشعل النياران فيها ناعيك عن اختراق ما تبقى من النظام الاقليمي الغربي والتغلغل في البحر الاحمر والتخلص من عمق افريقي للقضية الفلسطينية هذا والله من وراء القصد . https://drive.google.com/file/d/11f1anzR0-AmrJVwruBE1lG96z91_tQP8/view?usp=drivesdk