من يدعو إلى الكراهية والحقد والبغض هو شخص مريض، يعاني مركبات نقص في بنية شخصيته، فهو يوظف الدين لممارسة نقائصه واحباطاته وفشله! يخلق لنفسه "بطلاً من ورق"، سلاحه مشاعر وعواطف البسطاء والتائهون في الحياة بلا هدف! الذين لا يفقهون من الدين سوى "المبايعة على المنشط والمكره"، وارهاب الناس بالتكبير والتهليل، عوض أن يطمئنوا بها قلوب أعدائهم قبل رفاقهم (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)! اقرأ كلام الله كما لو انه عليك نزل، بلا واسطة سوى فؤداك ولبابك ودماغك وبحثك وفكرك، فالله لم يكلفك إلا بعد أن "أعدك" وهيأ لك"ملكة" التفكر! إذا اعتقدت في نفسك الهُدى، فرسالتك نشر الوعي والفضيلة بين أعدائك وليس قتلهم! (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)! فلا يغرنك سُباب الشيخ وغضبه المرضي، وادعائه زوراً وبهتاناً أنه يغضب لله "هي لله"، فالغضب في كل الاحوال مذموم "قولاً واحداً" (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)! (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر)! كلام نبوة المسيح، بلا شك يخرج من ذات المشكاة! على نبينا وعليه الصلاة والسلام! إنه فعلٌ صعب جداً، فإن عجزت عنه، فكن شجاعاً وروِّض نفسك عليه، ولكن إياك أن تجعل من عجزك وهوانك "فضيلة"! دع عنك وهم "الايغو"، من كرامة وعزة نفس وكبرياء وأنِفَة! دع عنك وهم "شرف السلالة"، فأنت لست حصان أو بقرة حلوب، انت انسان مكلف تحمل كل مقومات التكليف في "عقلك ورحك"، فلا تخلد إلى الأرض وانطلق عروجاً في سماوات القرب من الله تعالى، وتلك هي وظيفتك التي من أجلها خلقت!