حمّلت جمعية صيانة الجسور ودرء الكوارث بالجزيرة أبا، وزارة الري مسؤولية ما حدث من انهيار في الجسر، نتيجة فيضان النيل مع اشتداد موجة الرياح. وأوضحت الجمعية في تصريح ل (مداميك) أنها قامت منذ فترة بعمل صيانة في الجسر الترابي داخل الجزيرة أبا بعلم من وزارة الري، وبالآليات؛ التي استأجرها وكيل الوزارة نفسه من شركات خاصة. وبحسب خطة الصيانة كان من المفترض أن تتم عمليات الصيانة للمرحلة الثانية بالردميات عبر القلابات لتأمين الجسر تأميناً كاملاً، ولكن حدث تجاهل من الوزارة وإدارة الخزانات، على حد وصف الجمعية. ورجّح مراقبون أن أسباب الفيضان ترجع إلى الإغلاق المبكر لخزان جبل أولياء، بجانب اندفاع موجة الرياح الشمالية الغربية. وقال إدريس عمر إدريس من وزارة الري والموارد البشرية الاتحادية، رداً على اتهامات الجمعية: "إن الوزارة تسعى إلى إنشاء مكتب للجسور بالجزيرة أبا وتزويده بجميع الآليات للتدخل عند حدوث أي طارئ، كما يمكن الاستفادة من الآليات في ردم الطرق الرئيسية". وأشار في مجمل حديثه إلى أن وزارة الري بالفعل يقع على مسؤوليتها قفل الخزان في فترة الملي، بينما أوضح أن الرياح الشمالية الغربية هي التي أثرت بشكل كبير في كل المناطق التي تقع على الشريط النيلي، بما في ذلك الجزيرة أبا، مؤكداً أن الموضوع ليس بتلك الخطورة وستتم السيطرة عليه. وتشهد ولاية النيل الأبيض هذه الأيام مع اشتداد موجة الرياح فيضاناً للنيل، إذ تأثرت عدد من القرى الواقعة على الشريط النيلي. وهدد الفيضان مساكن المواطنين ومصالحهم بعدد من المحليات والقرى مثل (طيبة) التي تقع أقصى جنوب الجزيرة أبا و(شيكان) و(الدبيبات) الصغيرة الواقعتين بمحاذاة النيل شمال شرق (أبا). وأدت موجة الرياح الشمالية الغربية إلى اندفاع المياه نحو جسر الجزيرة أبا (الجاسر) ما تسبب في انهيار أجزاء منه. وهب أهالي (أبا) عبر مجموعاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي لتدارك مخاطر فيضان النيل الذي تقع (أبا) في قلبه خاصة بعد أن انهارت أجزاء من الجسر الترابي (الجاسر) الوحيد الذي يربطها بما حولها من مدن. ووسط تذمر الأهالي من غياب السلطات، شهد الوضع غياباً تاماً للجهات المسؤولة ولائية كانت أو اتحادية، واستطاع خيرون من أبناء الجزيرة أبا استئجار معدات وآليات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة وأن بعض المناطق داخل (أبا) وخارجها، تأثرت بالفيضان مثل منطقة (طيبة) التي انقطع الطريق المؤدي إليها بسبب اندفاع المياه ومنطقة أم جلالة جنوب النيل، كما دخلت محلية (قلي) على الشاطئ الغربي للنيل دائرة الفيضان. وتجدر الإشارة إلى أن جمعية صيانة الجسور ودرء الكوارث بالجزيرة أبا، تأسست كجمعية تطوعية أهلية عقب السحب المفاجئ لوحدة الري والجسور لآلياتها من الجزيرة أبا إبان حكم النظام المباد. وكان من المتوقع أن تُرجِع وزارة الري، الوحدة التي تم سحبها في السابق إلى الجزيرة أبا بكامل آلياتها ومعداتها منعاً لحدوث مثل هذه الكارثة، خاصة وأن هذا الفيضان ليس الأول، إذ ظلت الجزيرة أبا تعاني من الفيضانات باستمرار وطُرحت العديد من الحلول في السابق، إلا أن الدولة لم تلجأ إليها.