على خطى سيغموند فرويد، حقق العلماء تقدما جديدا يضاف إلى الوصول إلى القمر وقطبي الأرض والغوص في المحيطات العميقة، وهو اكتشاف حدود أخرى للأحلام الواعية والاتصال المباشر مع النائم. بداية، الحلم الواعي أو الجلي هو المرحلة التي تصل بين حالة الوعي والنوم حيث يكون الشخص على وعي بأنه يحلم ويكون قادرا على التحكم بالأحداث داخل الحلم. ولذلك، عمد فريق دولي من الباحثين والعلماء إلى إجراء حوارات مع أشخاص في خضم النوم الواعي في الوقت الفعلي، ويطلق على هذه الظاهرة اسم "الحلم التفاعلي"، وفقا لدراسة نشرت يوم الخميس 18 فبراير 2020 في الجريدة العلمية Current Biology. كان المشاركون في الدراسة قادرين على التفاعل والرد بشكل صحيح على الأسئلة، مثل المسائل الحسابية البسيطة، في غمرة نوم حركة العين السريعة. ويكشف البحث عن وجود "قناة اتصال غير مستكشفة نسبيا" يمكن أن تتيح "استراتيجية جديدة للاستكشاف التجريبي للأحلام"، وفقا لتقارير الدراسة. وقالت كارين كونكولي، طالبة الدكتوراه في جامعة نورث وسترن والمؤلفة الأولى للورقة البحثية: "هناك دراسات عن حالمين واعيين يتواصلون بدافع الأحلام ويتذكرون القيام ببعض المهام كذلك، ولكن يوجد عدد محدود من الأبحاث التي تطرقت إلى موضوع المنبهات التي تدخل في الأحلام الواعية". قامت كونكولي وزملاؤها بالتعاون مع 36 متطوع للنوع في مختبرات في الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا بهدف الدخول في حالة وعي يدرك فيها الشخص أنه يحلم. الحلم الواعي تحقق الباحثون من أن المشاركين في هذه التجربة قد دخلوا في نوم عميق عن طريق وضع أقطاب كهربائية بجوار أعينهم وفروة رأسهم وعلى ذقونهم. ومن خلال قياس النشاط عبر الموجات الدماغية وحركات مقلة العين، يمكن للخبراء معرفة ما إن كان الشخص قد دخل في حالة النوم بعمق. وطلِب من بعضهم تأكيد بدايتهم في احلم باستجابة بصرية مرتبة مسبقا يحركون فيها أعينهم من اليسار إلى اليمين. علاوة على ذلك، كان العديد من المشاركين قادرين على تذكر التفاعلات التي قام بها مع الباحثين بعد استيقاظهم، حيث قالوا إن أحاديثهم بدت مثل الراوي الصوتي أو المتحدث الإذاعي الذي جاء صوته من خارج حلمهم. ويخطط الفريق إجراء المزيد من التجارب التي قد ينتج عنها إمكانيات التواصل ثنائي الاتجاه، أي بين الحالمين الواعين.