مدير الإدارة العامة للمرور يوجه باستمرار تفويج البصات السفرية يومياً للحد من الحوادث المرورية    لحظة فارقة    «غوغل» توقف تطبيق بودكاستس 23 يونيو    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    حزب الأمة القومي: يجب الإسراع في تنفيذ ما اتفق عليه بين كباشي والحلو    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    الفنانة نانسي عجاج صاحبة المبادئ سقطت في تناقض أخلاقي فظيع    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    جبريل ومناوي واردول في القاهرة    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجربتي مع الاعتقال
نشر في الراكوبة يوم 08 - 03 - 2021

– شهر سبتمبر 1995 تم اعتقال أعضاء مكتب الطلبة الشيوعيين بالجامعات والمعاهد العليا من داخل اجتماع مشترك .
– في تلك الفترة كان النظام يردد في أجهزة الاعلام بانه لا يوجد هناك معتقلين سياسين في السجون السودانية .
– وفي ذات الشهر كانت هناك زيارة من زيارات كاسبر بيرو مبعوث الامم المتحدة لحقوق الانسان .
– قررنا نحن طلاب الجبهة الديمقراطية بجامعة النيلين ان نحاول مقابلة المبعوث الدولي ونسلمه قائمة بالمعتقلين من رفاقنا الطلاب .
– اوأقلاه الخروج في مظاهرة للفت الانظار لوجود معتقلين ومطالب للحركة الطلابية .
– منذ العام 1992 الذي شهد انتفاضة طلابية بالجامعات السودانية بالخرطوم وحتى سبتمبر 1995 لم تكن هناك احتجاجات موسعة لمناهضة النظام في قلب الخرطوم .
– نستطيع القول أن إنتقاضة سبتمبر 1995 كانت من اقوى التظاهرات ضد النظام في حقبة التسعينات وقد استمرت لثلاثة ايام بنفس القوة بالرغم من ان تلك الفترة كانت فترة امتحانات في عدد من الجامعات.
– كما شهدت الفترة التي سبقت الانتفاضة معركة انتخابات اتحاد طلاب جامعة النيلين وقد كانت بحق ملحمة سطرت فيها الحركة الطلابية ملحمة نضالية في التصويت لقوائم التحالف المعارض و التنظيم والمبيت لأيام متصلة لحراسة الصناديق والمخاطبات السياسية مما ساهم في مواصلة المد الثوري في الجامعة.
– والحديث عن معارك الانتخابات فترة التسعينات يحتاج ايضا لبوست منفرد وتوثيق خاص.
– كانت الخرطوم في تلك الفترة اضيق من سم الخياط على الطلاب السياسين بشكل عام وعضوية الجبهة الديمقراطية بشكل خاص.
– فمجرد الدخول والخروج من الجامعة يحتاج لجهد وتخطيط وحماية للفكاك من عضوية تنظيم جهاز الامن بالجامعة ومراقبتها اللصيقة وتحرشها اليومي
– فكنا نخرج في شكل جماعات حتى مواقف المواصلات حتى لا ينفردوا باحدنا وما اكثر ما فعلوا ذلك واوسعوا زملائنا ضربا واختطافا واعتقالات.
– الخروج الجماعي لتوصيل كل زميل او زميلة لموقف المواصلات الخاص بسكنه
– بلغ تحرش امنجية الجامعة في أحد الايام ومراقبتهم اللصيقة احسسنا بنية اعتقال فقام الزميل عصام محمد فرح شوربجي بتحذيرهم بالابتعاد او سننظم مخاطبة في قلب السوق العربي بالقرب من مكتبة القبة الخضراء ( برج الواحة حاليا ) وبالفعل بدأنا في المخاطبة وفضحهم امام المارة بأن هؤلاء كلاب في جهاز الامن ونحن طلاب ويودوا اعتقالانا فسرعان ما انزووا وتوارو عن الانظار وشققنا طريقنا نحو مواقف المواصلات.
– هذه الحادثة تعتبر بمثابة أول مخاطبات للتنظيمات السياسية الطلابية منها وغير الطلابية في الشوارع اذا استثنينا مخاطبات انصار السنة الدعوية والاخوان الجمهوريين قبلها
– لماذا التوثيق لهذه الحادثة وان كانت محدودة بظرفها ومكانها باعتبارها الاولى ؛ ذلك لاطلاعي على احد البوستات بالفيس بوك من الاخوة في مؤتمر الطلاب المستقلين / المؤتمر السوداني بانهم هم من استنوا تلك السنة النضالية بالمخاطبات السياسية المباشرة في مواقف المواصلات والتجمعات. وشهد مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بعض اللايفات لمثل هذا النوع من المخاطبات في سنوات الانقاذ الاخيرة بينما ما نتحدث عنه فترة لم يكن يتوفر فيها الاجهزة الذكية او الانترنت كما لم يكن التوثيق من الاولوليات.
– عودة لتظاهرة سبتمبر، والاجواء ملبدة بالترقب ومشحونة بالانفعال وبدأت ترد بعض الاخبار عن الرفاق المعتلقين واسمائهم بالكامل من مختلف الجامعات وطريقة اقتحام الاجتماع البشعة والعنف الذي مارسه الجهاز لحظة الاعتقال فتفاكرنا عدد من زملاء الجبهة الديمقراطية الذين كانوا على قيد الحرية وقتها وحضورا بحوش الجامعة عقب ضربة مكتب الطلبة فقررنا الخروج
– أشير لشيئ ظل جهاز أمن الحركة الطلابية يفعله معي ومع زملاء اخرين أكثر من مرة فما ان تم حادثة المداهمة حتى أتاني الامين العام للحركة الاسلامية في الجامعة (عبد اللطيف فضيل معتمد محلية أمبدة لاحقا ) قائلا بأن مناديبكم رجال ليسوا هم من قاموا بالتبليغ عن زملائهم ( يقصد لينين الطيب ومعتز اب شرو ممثلي فرع الحزب بالجامعة في ذلك الاجتماع )
– الحادثة الثانية والتي كانت قبل فترة بسيطة من هذا الحدث هو في اليوم الثاني لانعقاد مؤتمر الجبهة الديمقراطية بالجامعة حضرت الى الكلية كالمعتاد فارسلوا لي احد صبية الحركة الاسلامية يحمل بطاقة قدمها لي وكان مكتوبا عليها الحركة الاسلامية ( أو تنظيم الاسلاميين الوطنيين أظن ) بالجامعة يهنئون الجبهة الديمقراطية بانعقاد مؤتمرها وبعض كلمات الامنيات، هنا ادركت ان جهاز الامن لديه غواصة حاضرللمؤتمر علما بان حضور المؤتمر لم يتجاوز العشرون او بضع وعشرون زميل وزميلة من اعضاء الجبهةالديمقراطية
– بعدها ايضا بأيام اصدروا صحيفة حائطية بها معلومات عن مؤتمر الجبهة الديمقراطية كل من اطلع عليها من حاضرين المؤتمر ايقنوا بأن المؤتمر مخترق وان ما ورد من معلومات في الصحيفة الحائطية وقد كان اسمها ( الحقيقة على ما اذكر ) معلومات صحيحة .
– كل هذه الاحداث كانت متتابعة ؛معركة انتخابات الاتحاد ، مؤتمر الجبهة الديمقراطية ، اعتقال مكتب الطلاب المركزي للحزب الشيوعي .
– ذهبنا ذات مساء انا والزميل مجدي حسن سعيد ( مجدي ديسكو ) لجامعة الخرطوم للتفاكر مع الزملاء هناك بضرورة الخروج وبتنا ليلتنا تلك مع الزملاء في الداخليات وعدنا صباحا الى جامعة النيلين مباشرة .
– وذهب زملاء اخرين لجامعة السودان لنفس الهدف .
– وبالفعل اتفقنا على ساعة الصفر ان تخرج جامعة السودان اولا وتمر بجامعة النيلين لنخرج في مسيرة موحدة نحو السوق العربي . وان تخرج في نفس الاتجاه والوقت جامعة الخرطوم
– ظللنا نحشد الطلاب من كلية الاداب والقانون بشكل سري وشخصي للتوجه لكلية العلوم والتجارة والانتظار هناك لحدث ضحم سيحدث بعد قليل الى ان تمكنا من حشد عدد معقول من الطلاب ونظمت الجبهة الديمقراطية مخاطبة سياسية قصيرة دعت الطلاب للخروج في تظاهرة واثناء المخاطبة بالفعل وصل موكب جامعة السودان وخرج مئات الطلاب
– هنا لابد ان اذكر في تلك الفترة كان في صفوف الجبهة الديمقراطية غواصة لجهاز الامن ( النور الشهير بالنور كوف والخال ) لم يتم اكتشافه بعد فكان ضد الخروج في التظاهرة بدواعي اننا غير مسلحين واننا نعرض الطلاب للقتل ومن المهم الاستعداد الكافي قبل الخروج في مظاهرة كل تلك الاسباب والدواعي ظاهرها الرحمة بالطلاب والمنطق وضرورة الحرص على حمايتهم بينما باطنها تثبيط الهمم وتنفيذ مخطط جهاز الامن بعدم خروج اي تظاهرة للحركة الطلابية خارج اسوار الجامعة .
– لاحقا تم كشف هذا العميل بعد عدد كبير من البلاغات ( المواقف) ضده وتم تطهير صفوف الحزب والجبهة الديمقراطية منه وكشفه بعد سلسلة مضنية من التحليلات والتحقيقات والفحص للعضوية .
– كما كان توقيت كشفه صبيحة يوم عقد زواجه (وهو الطالب وقتها) فافردت الجبهة الديمقراطية عدد من صحيفة الشرارة لاعلان فصله من التنظيم للطلاب .
– مر اليوم الاول للتظاهرة من الظهر حتى اول الليل في كر وفر في شوارع السوق العربي بهتافات داوية من نوع يا خرطوم ثوري ثوري ضد الحكم الدكتاتوري .
– في مساء نفس اليوم تلقيت اتصال على الهاتف الارضي تهديد من جهاز الامن بانهم سيقوموا باعتقالي اذا حضرت للجامعة وانهم الان اعتقلوا الزميل والصديق فيصل فضل – رددت على الاتصال باني لست محمد بل اخوه وانهيت المكالمة.
– في اليوم التالي ذهبت لحضور الامتحان وقد كان موعده الثانية بعد الظهر ،صبيحة يوم الاعتقال قبل ان انجه للكلية توجهت الي كفتريا الصخور وهو الوصف الذي كنا نطلقه علي بائعات الشاي والطعام امام كلية القانون حيث كنا نجلس علي الحجارة وعديت علي الخالة اسيا
كان الجو ملغم بالامنجية ما ان سلمت عليها حتي قالت لي قبل قليل جو رفعوا شوال السكر
هنا ادركت باعتقال احد الزملا وقمت فورا متجها لكلية التجارة
الخالة اسيا مرأة عظيمة مكافحة امتدت علاقتنا بها بالزيارة الي منزلها كانت نعم الام الروؤم تحضر مبكرا من اقاصي امدرمان (مرزوق)
نضع عندها الامانات والوصايا للاصدقاء وتبلغهم بها في الوقت الذي لم يكن هناك موبايلات
قررت الخروج منتصف الزمن واول ما يسمح للطالب بالخروج لاتوارى عن الانظار بالفعل سلمت كراسة الاجابة وخرجت كان حوش الجامعة خاليا من الطلاب فالجميع داخل قاعات الامتحانات وجدت ضابط جهاز الامن ( نميري ) وجها لوجه أمام المدرج فادركت انه تقرر اعتقالي
– حاولت الرجوع الى قاعة الامتحان طلبت من المراقب ان اعود لاكمال الامتحان فاعتذر بان ذلك ممنوع هنا ادرك زملائي بالمدرح بان شيئا غير طبيعيا يحدث ، خرجت مجددا وتوجهت لمدرج مواجه للقاعة وبلغت المراقبين ايضا بان هذا ضابط في الامن ويريد اعتقالي من داخل حرم الجامعة وعليكم ان تفعلوا شيئا وهنا ايضا تنبه الطلاب في القاعة الاخرى وهم زملاؤنا ايضا في الدفعة
– كل ذلك وانا احاول كسب زمن حتى يخرج عدد من الطلاب من قاعة الامتحانات .
– هنا بوضوح ذكر لي المدعو نميري بأنه مكلف باحضاري في وقت محدد واني اليوم معتقل لا محالة وان كل ساعة تاخير هو سيحاسب عليها وبالمقابل سيحاسبني عليها في تهديد مبطن وبلغة هادئة وصوت منخفض اقرب للوشوشة ومن الافضل ان تخرج معنا دون شوشرة
– هنا بدء حوش الجامعة بالازدحام بالطلاب الخارجين من الامتحان وقام الزملاء وحدثت مشادات بين الطلاب بما فيها الرفاق من الجبهة الديمقراطية وبين جهاز الامن ممثلا في تيم الاعتقالات ومن بينهم :
– معاوية – الشهير بمعاوية السمين قصير القامة من مدني
– كمال جون – من اصول جنوبية يسكن الرياض
– حسبو الشهير بحسبو الطويل يسكن الكلاكلة القلعة فيما بعد كان من الحرس الخاص بنافع على نافع
– ونميري ويبدو انه قائد عملية الاعتقال ( له سن دهب ، احوص العين يلبس نظارات طبية )
– هنا لابد ان اشيد بزملائي في الجبهة الديمقراطية وزملائي في الكلية وعموم طلاب كلية التجارة الذين تفاعلوا مع لحظات الاعتقال فقد جهز لي بعض الاصدقاء سيارة بسائق متأهبة للانطلاق من امام باب الكلية واحاطوا بي احاطة السوار بالمعصم لاستطيع العبور من باب الكلية الى باب السيارة وما ان نحاول ذلك الا وتيم الاعتقال وله ايضا سيارة بوكس بنفس متأهبة للانطلاق
– عدة محاولات شد وجذب بين الطرفين
– هنا تفاوض الطرفان واتفقوا على ان اذهب مع تيم الاعتقال وبالفعل
– ما ان تحركت السيارة حتى اعصبوا عيني
– شاهد كل ذلك الموقف الاستاذ ابراهيم محمد ابراهيم احد اقاربي وقد حضر للجامعة لأخذ ابنته زميلتي بالكلية الاخت العزيرة غادة فقام بمتابعة سيارة الجهاز ويبدوا انهم منعوه من ذلك فقام بالاتصال بوالدي بالهاتف واخبرهم بما حدث .
– اول محطة الاعتقال كانت في جمعية القران الكريم ومقرها بالمقرن منذ الدخول من البوابة الى العبور الى غرفة التعذيب كنت معصوب العينين واتلقى اللكمات والركلات من كل جانب
– فتحوا عيني داخل احدى الغرف وجدت تيم الاعتقالات في الجامعة يحيطين في دائرة وبدأت اولى حفلات التعذيب ركلا ولكما وباسلاك الكهرباء بعد نزع الجلد من حولها
– بعد قرابة الساعتين قال احدهم للاخرين بصيغ اشبه بالخوف من شيئ ما تأخرنا على الموعد وقاموا بحملي وتوصيلي ايضا معصوب العينين داخل سيارة بعد ان توقفت وجدت نفسي داخل الجزء الخاص بجهاز الامن من قسم الشرطة الشمالي في قلب الخرطوم
– هنا بدأت تحقيق معي احد الضباط قصير القامة نسبيا وكبير في العمر و يرتدي جلباب ابيض
– هنا ادركت ان مرحلة الامن الطلابي انتهت وبدأت مرحلة مع الجهاز نفسه
– امتد التحقيق الى قبيل منتصف الليل وكل محاور الاسئلة عن تنظيم الجبهة الديمقراطية وعلاقتي بهذا او ذاك
– الطريف في الامر انهم ذكروا لي لماذا خصصت لي الجبهة الديمقراطية الزميل عماد يحي حارسا شخصيا لي
– الزميل الرائع عماد تعرفت عليه في السنة الثانية من الجامعة داخل مكتبة الكلية حيث كنا نذاكر في طاولة واحدة ونخرج احيانا للونسة وبعد التعارف ادركت انه يبحث عن الجبهة الديمقراطية في الجامعة وانه لا يعرف احدا وقمت بتوصيله والتحق نظاميا بالجبهة الديمقراطية واصبحنا اصدقاء فعلا وعوامل واهتمامات مشتركة كثيرة بيينا و لا نفترق حتى بالمبيت كثيرا ما كان يحضر معي الى المنزل او نبيت سويا عند اقاربه بمنزل العزيز جدا مختار ابو ( ابو نزار ) بحي مرزوق في امدرمان
لاحقا عرفت من والدي انه في نفس الليلة حضر الي منزلنا عدد من اعضاء جهاز الامن يسالو عن عماد يحى والذي عاد بالفعل من الجامعة الي منزلنا حيث كنا نعسكر للامتحانات واستطاعت اختنا ان تجعله يخرج من باب اخر بينما كان والدي يتحدث معهم وقد طلبوا من والدي تسليمه ليفرجوا عني!
– اذكر انني داخل المعتقل وفي ذهني ان جهاز الامن يعرف كل كبيرة وصغيرة عن المؤتمر الاخير الذي ذكرته اعلاه كنت في التحقيقات لا اخشى من كشف أسرار ما بعد اطلاعي على صحيفة الحقيقة الناطقة باسم جهاز الامن
– على كل بعد منتصف الليل حملوني ايضا بسيارة الى مقر الجهاز داخل او بالقرب من القيادة العامة ظللت واقفا قبالة حائط لفترة بعدها تم فتح ملف واخذوا بيانات اولية من شاكلة الاسم والسكن والعمر …الخ
– بعد منتصف الليل توجهوا بي الى منزل قريب من تلك المنطقة جوار سيتي بانك القديم به حوش صغير ومكتب جواره شجرة كبيرة على يسار الباب الذي يتسع لادخال سيارة وبالفعل فتحوا عيني داخل هذا الحوش ادخلت بعدها الى زنزانة اشبه بمساحة برندة متوسطة الحجم وبها قرابة العشرون معتقلا اذكر من بينهم الاستاذ كمال الجزولي المحامي وعدد من اساتذة الجامعات وبعض الطلاب من جامعات اخرى اذكر من بينهم ابن المعلق الرياضي علي الريح وقد كان وقتها يدرس بالجامعة الاهلية .
– من ضمن من وجدتهم في هذه الزنزانة معتقل يبدو انه ينتمي لتنظيم اسلامي متشدد حيث كان سبب اعتقاله انه كفر الترابي في احد الندوات في مسجد بالكلاكلة على ما اذكر فاعتقلوه وهذا الرجل ذو لكنة مصرية بعض الشيئ في حديثه وهو من اقارب الفنان الموصلي حسب ما ذكر لنا وكان في هذا المكان من شهور طويلة فاصبح الحراس يكنون له الاحترام ويعطيهم المال ليشتروا لنا السجاير والصابون والشاي وبعض الاغراض من الخارج
– المكان به حمام ضيق واحد يفتح على باب البرندة نفسها والبرندة بها بعض النوافذ المطلة علي حوش صغير وليس بها أسرة للنوم كنا نلتحف بلاط الارضية ونسبة لاكتظاظه بالمعتقلين لا يتسع للحركة او حتى عند النوم المساحة بين المعتقل والاخر بضعة سنتمرات
من ضمن من وجدتهم مهندس بالهيئة القومية للكهرباء يسكن الحربف غرب ذكر لي انه كل ما تحدث مظاهرات او احداث يعتلقوه تحفظيا وسبق ان تقابلنا عدة مرات بعد الافراج عنا
– حضر بعدي الى هذا المكان الزميل الاخ هاشم ابو الرجال عضو الجبهة الديمقراطية وقتها وقد انعقد المؤتمر بمنزله في ضاحية الثورة
– نسبيا كنت والاخ هاشم اصغر المعتقلين فكنا ننظف ارضية المكان واحيانا يأمروننا الحراس بنظافة حتى حوش المنزل
– مكثت في هذا المكان لستة أيام خلالها تم استدعائي ثلاث مرات الى مقر الجهاز بعضها عصرا وجدت فيه عدد كبير من الطلاب من مختلف الجامعات واوسعونا ضربا واعادوني الى نفس المكان بينما لا اعرف الى اين اقتادوا من وجدتهم هناك
– في احدى المرات حضر فرد الامن ونده على اسمي حوالي المغرب هنا قال لي الاستاذ كمال الجزولي بانه من خبرته يحس انه افراج وقام باعطائي مبلغ خمسة جنيهات لاركب تاكسي واغادر الى منزلي واسدى الي بعض الموجهات النابعة من خبرته مثل في حال عدم وجود تاكسي ان انام مع الحراس الذين ينامون امام محلاتهم في السوق العربي او اي وكالة المهم ان لا اتجول ليلا حيث يمكن ان تعتقلني جهات اخرى.. كان يتوقع ان يطلقوا سراحي بعد منتصف الليل كما قدم لي الخطة الثالثة في حال فشلت في العثور على تاكسي او حملوني الى منطقة بعيدة من السوق العربي ان اذهب الى احد اصدقائه واصفا لي سكنه في المقرن وان ابلغه اني من طرف كمال الجزولي .
– ادخلوني على ضابط قام فورا من وراء مكتبه فارع الطول اخضر اللون يرتدي جلباب على ما اذكر قام بمباغتتي بلكمة على اذني اليسرى وضربة في منتصف الرأس بخرطوش الماء الاسود السميك
– في هذه اللحظة بالذات تلقى اتصال وقام بعده بمغادرة المكان فورا طالبا من العساكر ان لا يعيدوني الى البرندة الى ان يعود ، كما قال ايضا لهم ان الابيض ولعت وانه استدعوه للطوارئ الى هناك – هنا من الواضح ان الابيض مقصود بها كود لمنطقة داخل الخرطوم وليس الابيض المدينة فقد كانت بعض المظاهرات الليلة تجوب انحاء الخرطوم.
يركز الامنجية عند الضرب علي الاذنين والرأس والكلى
– خاب ظن كمال حيث اعادوني الى نفس المكان بعد منتصف الليل ، كانوا حملوني الى زنازنة ضيقة مظلمة وجدت فيها ثلاثة اشخاص احدهم تاجر عملة ولم اتبين ملامحهم فلا نور في تلك الزنزانة المعتمة التي يفوح منها رائحة العرق من اجسادنا المتعبة ،
– ناديت على احد الحراس طالبا الذهاب الى الحمام وبالفعل رافقني وانتظر بالخارج وعند العودة طلبت منه ان ابقى في الهواء الطلق قليلا حيث داخل الزنازنة لا كهرباء ولا هواء فاستجاب وطلبت منه ( سفة ) فاحضر لي سفة وقتها كنت اتعاطى التمباك .
– اثناء وقوفي خارج الزنزانة حضر احد المهووسيين من الحراس يرغي ويزبد اين الطلاب العاملين المظاهرات احنا نقاتل ونموت في الجنوب وهم عاوزين يسقطوا الحكومة فقام بلكمي بطرق هستيرية ادت الى ابتلاعي للسفة هنا تدخل الحارس الاخر وادخلني الزنزانة مع رفاقي
– ثم اعادوني الى البرندة مرة اخرى وضحك كمال واحتفظت بالخمسة جنيهات
– احضروا لنا رجل وقور احد الاساتذة في جامعة جوبا لا اذكر اسمه وكنا عندها نمسح او ننظف الارضية انا والصديق هاشم فطلب الحراس منه هو ان يمسح الارض وان نتوقف نحن في اشارة الى اهانته البالغة
– احيانا كان الحراس يخرجونا من الزنزانة الضيقة الى الحوش ويديروا معنا حوارات هي للونسة اقرب ويمسكوا بنا زمن
– الاستاذ كمال الجزولي كان حاسما مع الحراس وامرهم بفتح الباب يوميا ليمارس رياضته الصباحية وكانوا يفعلوا تهيبا منه
– في احد الايام احضروا لنا طالبا من جامعة امدرمان الاهلية اسمه شهاب على يوسف متهم بتمزيق المصحف في الجامعة بينما احضروه لنا ممزق الثياب يتأوه من الالم ومن اشد من صادفتهم داخل المعتقل تعذيبا
– اذكر انهم قالوا لها بعد يوم او يومين خلاص يا شهاب افراج قوم اطلع رفض ان يخرج من المعتقل قائلا لقد نشرتوا صوري في الصحف والتلفزيون واذا صادفني مهووس في الشارع وقتلني بحجة انني مزقت المصحف لذا لن اخرج ما لم تنشروا برائتي اوشيئا من هذا القبيل وبالفعل كان مازال بالمعتلق عند الافراج عني.
اذكر ايضا ان احد الحراس سالني هل تعرف رئيس اتحاد الطلاب قلت نعم اعرفه.. لماذا السؤال قال لانه حضر هنا وسال عنك
قلت له نحن طلاب ولدينا امتحانات نريد ان لا تفوت علينا وعدونا بعمل شيئ لكن مضى اليوم وفوت كل منا امتحان او امتحانين
اذكر بعد الافراج ذهبت لادارة الكلية وسردت لهم ما حصل وانه تم اعتقالي من داخل الحرم الجامعي .. وكان ردهم ليس باستطاعتهم فعل شيء ما عدا اتاحة الفرصة لامتحان المادة كملحق وقد كان
وبعد صدور النتجية علي البورد ايضا ذهبت وطلبت افادة بالنتيجة من الادارة كنت اشك ان الكيزان ممكن ان يتلاعبو بالنتايج مما يجعلني اعيد العام ولكن ايضا رفضوا وجاءت نتيجة الملحق بالنجاح وانتقلت الي السنة الرابعة
– يوم الافراج تم كالعادة مناداة الحارس بالشباك
على اسمي اجهز طالبنك في الجهاز واقتادوني بعد الظهر الى مباني الجهاز وجدت هناك الزميل مجدي حسن سعيد
– أدخلت في غرفة بها ثلاث او اربعة مكاتب وبها حوالي 4 اشخاص طلبوا مني ان اعمل معهم في الجهاز وانه سيخصصوا لي راتبا وحسابا في البنك ووظيفة مضمونة في مجالي بعد التخرج وغيرها من المغريات
– كما طلبوا مني ان اذكر لهم اصدقائي من عضوية الجبهة الديمقراطية وتعهدوا لي بانهم لن يتم اعتقالهم كونهم اصدقائي
– وكل ماهو مطلوب مني ان سيدربوني على تحقيقه وهو عدم خروج الجبهة الديمقراطية في مظاهرات / عدم نزول الجبهة الديمقراطية لاي انتخابات لاتحاد الطلاب بحجة انها ستكون مزورة سلفا او بأي اسباب ووضحوا لي كما ذكرت بانهم سيدربوني على تحقيق ذلك
– وطلبوا شيئا ثالثا لا اذكره الان
– كما نوهوا لانهم سيجعلون مني بطلا ثوريا في الجامعة يتحدث عنه كل الطلاب وسيوضحون لي كيف سيحققوا ذلك
– على كل امضيت على التعهد الروتيني وطلبوا مني ان التقيهم ثاني يوم جوار مبني سودانير بالرياض
وقاموا ببعض الحركات العجيبة بشكل هستيري ودرامي في نفس الوقت اطفئوا النور وولعوه عدة مرات (كان المكتب معتم وهناك ستائر معلقة علي النوافذ والوقت قبل المغرب بقليل) وقفذوا علي طاولات المكاتب ثم قتلوا نحن الاشباح الان تخرج وستقول انك كنت في بيوت الاشباح بينما كل ما حدث لك هو شوية ضرب بالخراطيش واللكمات اين التعذيب الذين تقولون عنه في جامعاتكم وكلام من هذا النوع( يقصدون ان ما يحدث في المعتقلات لا يرقى لوصفه بالتعذيب..)
قال احدهم والان علي ان اخرج من المكتب لحضور شخص لا يريدونني ان اراه هنا علي ان احني ظهري واغمض عيني وهم وقوفا بجانبي يضغطوا على الظهر
– هنا عبر احد الاشخاص استطعت مشاهدة جزء من البنطلون والحذاء الذي يرتديه بالفعل عبر المكان
– تم ايقافي في الفناء لبعض الوقت واستدعوني مرة اخرى
– هنا وجدت الشخص الذي لم يريدونيي ان اراه في غباء عجيب وجدته شخصا اعرفه من الشجرة وهو ماهر عبد الحي احد قدامي الاسلاميين وضباط الامن (لاحقا تم طرده من الجهاز اعتقد لعد مفاصلة الاسلاميين 1999م)
– تحدث معي معتذرا! بشكل درامي بانه يعمل في الامن الاقتصادي ولم يكن يعرف باعتقالي ولماذا لم اطلب من الامنجية ان يبلغوه ليتدخل وكلام من هذا القبيل
– بعدها ذكر لي بانهم افرجوا عني وهو يريد توصيلي الى المنزل
– بالفعل قام بتوصيلي انا والاخ مجدي دسكو الى الرياض
– بعدها توجهنا الى منزل البروفسور دكتور مهندس عبد المنعم عطية وبتنا ما تبقى من ليلتنا تلك عندهم
– اذكر هنا ان اعتقالي الثاني في سبتمبر من العام 1996 وقد وجدت فيه البروف في المعتقل
– تلاحقت الاحداث ايضا في العام 1996 وقررنا احياءً لذكرى انتفاضة 1995 ان نخرج في تظاهرة سبتمبر ايضا والذي كان يشهد تصاعدا مضطردا في الاحداث السياسية داخل وخارج الجامعة.
– مضى اليوم الاول على ما يرام قضيناه بين كر وفر في ازقة وشوارع قلب الخرطوم . الطريف في الامر وجدت احد الجيران يعمل بالمعهد العالي للسلك القضائي ما أن رأى المظاهرة حتى دخل وشارك فيها اقتربت منه وطلبت منه ان يبلغ اسرتي باني اليوم سأبيت خارج المنزل
– توجهت الى امدرمان مساءً وقضيت الليلة مع الصديق عماد ايضا.
– بعد ظهر اليوم التالي كنت والزملاء الشفيع خلف الله ومجاهد جاكات واخرين في طريقنا من الجامعة الى مواقف المواصلات وخلفنا سيارة هايلوكس تسير ببطء من خلفنا بها تيم الاعتقالات المعروف من طلاب الحركة الاسلامية بالجامعة بينما السيارة الاخرى التي تسير ايضا خلفنا بها ضابط (اعتقد انه نفس الضابط الذي حضر بقواته لتغطية ليلة فرز اصوات انتخابات الاتحاد وادعى وقتها انه محايد وانه هنا لسلامة الجميع) وعساكر شرطة .
– بعد تجاوزنا لبنك النيلين بقليل ترجل تيم الاعتقال عن السيارة واشروا علينا فقام عساكر الشركة وضابطهم باعتقالنا وحملونا على سيارة الشرطة المكشوفة .
– مهم ان اذكر انهم اثناء اعتقال العساكر لنا كانوا يصرخون فينا باننا تجار عملة ونخرب الاقتصاد السوداني فلم يتعاطف المارة معنا بل تجاهلوا امرنا .
– اقتادونا الى مبنى إدارة النظام العام في المقرن كانت هناك زنزانتان متسختان في فناء المبنى اخلوا احداها وادخلونا كالمجرمين بعدها بقليل اقتادونا الى الى احد المكاتب قاموا بتفتيشنا واخذ احزمة البناطلين وكل ما بطرفنا من شنط او بطاقات او غيرها .
– بعدها تم اقتيادي بسيارة كورلا مظللة الى مبنى جهاز الامن ببحري موقف شندي
– أجلسوني في منتصف المقاعد الخلفية معصوب العين وعن يميني ويساري عساكر من الامن ينهالوا باللكمات على الرأس بعد ان اجبروني على وضعية جلوس كان الرأس بين الفخذين
– منذ اللحظة التي وصلنا فيها المبنى بدأ الركل والضرب بكل اتجاه من عدد من الافراد الى ان صعدت الى الطابق الثالث او الرابع لا اذكر وهناك ايضا بدأت حفلة من التعذيب المستمر الى منتصف الليل.
– الضرب بالسياط والاجبار على القيام والجلوس لمئات المرات بشكل مستمر دون توقف
– كنت استمع الى ما يحدث في مكتب مجاور مع البروفسور عبد المنعم عطية كان الضابط يطلب منه ان يغادر السودان الى المانيا( درس هناك وتزوج الخالة الالمانية الرائعة دكتورة سابينا) او اي دولة يريدها المهم ان يغادر السودان كما هددوه باغتيال ابنه وابنته في حادث سيارة وهنا صاح فيهم البروف بانهم اذا ارادوا اغتيال ان يقتلوه هو لا ابناءه المهم هذا الحوار سمعته
– لاحقا عند خروجنا والتقائنا حكى لنا البروفسور عبد المنعم عطية انه رأءنا معصوبي العين ورأى ما تعرضنا له من كل اشكال التعذيب وقام بعمل مذكرة من حوالي 5 صفحات اجبر بها زميلنا وابنه احمد على تسليمها لمقر جهاز الامن واستقبال القصر الجمهوري والنائب العام وجهات عدلية عديدة وقام باعطائنا نسخ منها .
– قليلا اوقفوا التعذيب واقتادوني الى بلكونة صغيرة بها عدد من الاغراض وبالكاد تتسع للجلوس واغلقوا الباب جلست فيها فترة من الوقت
– دخلت لجلسة تحقيق مع احد الضباط الذي ادعى انهم يعرفون كل شيئ ليس عن الجبهة الديمقراطية بل عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وانه من الافضل ان اعمل معهم لأن الكثير من زملاء الجبهة الديمقراطية والحزب يعملون متعاونيين مع جهاز الامن وسألني ماهي خطط الجبهة الديمقراطية القادمة وغيرها من اسئلة
– بعدها دخل محقق اخر وغادر هذا المكان بدأ يسأل عن رأيي في ثورة التعليم العالي وان ثورة الانقاذ وفرت لمئات الالاف فرص جامعية وان الثورة فعلت وفعلت ولماذا نعارضها
– قلت له نعم وفرت الكمية على حساب النوعية فلا اساتذة بالقدر الكافي ولا مراجع متوفرة في مكتبة الجامعة ولا بيئة صالحة للدراسة للعديد من الجامعات هنا ارغى وازبد وقال كل من اسئلة يجيب بنفس الاجابات
– المهم بعدها كان الليل على وشك ان ينتصف احضروا باقي عشائهم يبدو او فول من الامس ورغيف اقرب الى الخشب او الطوب وطلبوا ان اتعشى ليطلقوا سراحي ولم يقبلوا رفضي لتناول الطعام تنعاولته علي مضض
سالوني عندهاهل تعرف اين انت اجبت بالنفي
وبالفعل لم اكن اعرف وقتها اننا في عمارة مرقف شندي
عندها اقتادوني الي الاسفل الي بوابة المبنى
يبدو انهم قرروا بعدها توصيلي جاءت عربة هايلوكس أشرت لها وتوقف واوصلني الي مكان قريب جدا من المنزل الذي وصلته وكل الجسد يئن من الالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.