إقليم دارفور كان مسرح حرب أهلية دامية منذ 2003 خلفت نحو 300 ألف قتيل. بالرغم من الثورة السودانية وتوقيع اتفاق السلام في جوبا، المعطيات لم تتغير في هذا الاقليم ومازال يعتبر منطقة غير آمنة. آخر الاخبار الامنية من ولاية شمال دارفور أشارت إلى وفاة عشرة أشخاص وإصابة أخرين، إثر اشتباكات قبلية في محلة "سرف عمرة"، حيث تحدثت الصحف السودانية، عن أن المنطقة تعيش توترات أمنية حادة بعد رفض منتمين لقبيلة "الفور" إقامة مراسم احتفالية بتنصيب سلطان قبيلة "التأما" في البلدة. بينما في ولاية جنوب دارفور، تحديدا في قريضة جنوبنيالا، اعتصم مواطنون وطالبوا بوقف مجازر إبادة شعب قريضة من قبل مليشيات مدعومة لحكومة الفترة الانتقالية، وتحدثوا عن قتل ممنهج واضطهاد وتميز عرقي يسود جنوب دارفور. الرئيس السوداني السابق عمر البشير، متهم بارتكاب جرائم حرب في دارفور من طرف محكمة الجنايات الدولية، وبالرغم من سجنه في الخرطوم ووجود حكومة انتقالية في دارفور إلا أن المنطقة مازال غير امنة وعادت إليها مشاهد الحرب الدموية التي خلفت مئات الاف القتلى قبل ثماني سنوات. أين هو اتفاق السلام الذي وُقع في جوبا؟ بعد 13 عاما من تشكيلها لحفظ الأمن في إقليم دارفور، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره، بإنهاء مهام بعثة "اليوناميد " التي يبلغ قوامها نحو 15 ألف فرد وتعويضها بقوات "مينواتس الأممية" التي لا تملك أسلحة، حيث نص اتفاق السلام الموقع في جوبا عاصمة جنوب السودان بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، التي تضم عدد من الحركاتالدارفورية المسلحة، على تشكيل قوة مشتركة قوامها 12 ألف فردا من القوات النظامية والحركات المسلحة لحفظ الأمنفي دارفور. بالنسبة للمراقبين، اتفاق السلام بجوبا، وقع مع الجماعات المسلحة الأقل تأثيرا والتي لا تسيطر على مناطق واسعة وبالتالي بمجرد رحيل القوات الأممية سيعود الوضع إلى ماكان عليه في 2003 سيما أن الحكومة الانتقالية باتت تنتهج نفس نهج عمر البشير، وهو التواطؤ مع ميليشيات مسلحة لإخلاء معسكرات النازحين، حيث تتهم بعض الجمعيات الحكومة الانتقالية، بمحاولة إخفاء أدلة الجرائم التي ارتكبها نظام البشير. مع اعتماد التقسيم الفيدرالي في السودان، أصبحت مسألة تولي مني أركو مناوي رئيس حركة وجيش تحرير السودان، رئاسة إقليم دارفور مسألة وقت، لكن هناك أخبار أخرى يمكن أن تهدد مستقبل دارفور وتغذي الصراع القبلي في المنطقة وهي وعود السلطة الانتقالية السودانية بالإفراج عن زعيم الجنجويد السابق موسى هلال وأبنائه الأربعة ومناصريه بعد نحو ثلاث سنوات من الاعتقال إثر خلافات بينه وبين قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو .