مصاب جلل أصاب الجالية السودانية بالامارات إبتلاها في الفترة الاخيرة التي التي تميزت بتساقط أوراقها وفقدانها أعمدتها شيبا وشبابا ، وبعد فقدان الناشطة المجتمعية الشابة (لنا عوض تبيدي) التي تعد من أوائل الناشرين للثقافة والتراث السوداني في الخارج عندما كانت تقوم امها رائدة التراث بالامارات ، الاستاذة (ليلي تبيدي) بتمثيلها واخوتها الصغار في طقوس العرس ، وسجل تاريخ الجالية لأسرتها بصمة أول أسرة ساهمت في تجسيد مظاهر الحياة السودانية بواسطة اطفالها الذين يقومون بكل أدوار طقوس الزواج من خطوات وفنون وأدوار مساعدة جذبت الجنسيات الأخري وتثقفت أطفال المهجر ، وفي بدايات شبابها شاركت في تكوين رابطة مشجعي الهلال في النادي السوداني بدبي الذي ضربت الرقم القياسي في مشاركاتها في مختلف انشطته وتمثيلها ركنا هاما من اركانه الشبابية بجانب أنشاطتها المتعددة مع مختلف الجنسيات خاصة الاماراتيين في ماسباتهم العامة ، ومساهماتها الخيرية التي تجاوزت عمرها بكثير وقبل ان تفوق الجالية من صدمة فقدان( لنا ) ، فجعت بفقدان العبقري المجتمعي الذي طبقت انجازاته ونشاطه الآفاق (ابوالناس) والد الفنانه شروق ابوالناس ناول بطلة لمسرحية كاملة للأطفال عنوانها (ليلي والذئب) ، كتبها واخرجها المبدع الراحل محمد شهوان ، وهي المسرحية السودانية الوحيدة التي انتجتها وعرضتها جالية الأمارات عبر تاريخها الطويل وتوالت الاحزان برحيل الرشيد الأمين الذي شارك في تأسيس محاكم دبي وتدريب معظم كوادرها ،وشارك في انشاء النادي السوداني بدبي ،وظل امينا عاما للعديد من مجالس ادارته المتعاقبة ، وختم حياته مأذونا شرعيا بالقنصلية العامة وقد بنت العديد من بيوت الجالية شرعيتها بتوقيعه ومباركته ،وتميز عن الآخرين باعتداله واتفاق الجميع حول شخصه ، وكتب الله له قبول الكل وابتسامة لاتفارق شفتيه لحظة تستقبل الصغير والكبير، وروح مرحة دائمة المداعبة المهذبة التي تعتز بالنادي والجالية والهلال وفداسي ورابطة نادي الهلال الذي ترأس كل دوراته تقريبا ، ووجوده كعضو أساسي في كل لجان المصالحة الرسمية والخاصة للجالية ، ومشاركته في تاسيس مجلس الجالية ومحاولاته المستميتة في إصلاح أعطابه المتعددة التي أفرزتها معظم إداراته التي اتسمت بعدم كفاءتها في استقطاب الجالية للأندية لتتحول رسميا إلى مجلس الأندية لا الجالية . الرحيل المرّ سبقته إليه ام الجالية سليلة الكرام معنى ومجازا ، (الحاجة التومة) التي شكلت نموذجا فريدا يستحق أن يكون مادة لكتّاب القصص والشعراء ، ومنهجا جامعيا ورسالات ماجستير ودكتوراة ، فالراحلة التي اوقدت شعلة أنشطة العنصر النسائي بمختلف فئاته ، وتخرجت على يديها مختلف أجيال النادي منذ بنائه وحتى رحيل جسدها عن دنيانا الفانية ، بروحها الأمومية المرحة التي احتضنت مختلف لجان وأنشطة النساء والأطفال ونسجت عقد الأمومة نول محبة لها في كل القلوب بلا استثناء. وكثيرون من أعلام وإهرامات الجالية السودانية لحقوا بأب الجالية الدكتور تاج السر الذي لازالت العين تبكيه وقد ترأس ناديها وساهم في بنائه الحسي والمعنوي حتى آخر لحظات الرحيل ،هذا غير الوفيات التي اضحت شبه يومية في الفترة الأخيرة لمختلف أبناء الجالية . وبعيدا عن راحلينا الذين نأمل في كيانات الجالية الناشطة تأبينهم وتخليد ذكراهم بمختلف الصور وفاءا لماقدموه ، كاقتراح تسمية قاعات الأندية والسفارة والقنصلية والملحقية الإقتصادية وحتى قروبات الناشطين المجتمعيين بأسمائهم ، أو أي صورة من الصور التي تتناسب مع ما تركوه من بصمات ، فإن معاناة الجالية في موضوع تجديد جوازاتها قد شغلها وأدخل عددا كبيرا من أفرادها في مخالفات قانونية لاذنب لهم فيها ، وأصاب الباقين الذين اقتربت فترة الستة أشهر على انتهاء جوازاتهم بقلق كبير ، وحسنا فعلت القنصلية السودانية باستجابتها لمقترحات سابقة لحل المشكلة بواسطة أندية الجاليات رغم عللها، ولكن تلك الإستجابة جاءت متأخرة ولن تتمكن من جبر ضرر الكثيرين الذين يحق لهم وفق قانون ما بعد الإطاحة بالنظام السابق ، مطالبتها بجبر الضرر الذي تسببت فيه ، لأن وزارة الداخلية المسؤولة مسؤولية مباشرة عن الجوازات ، هي من تعمّد التّعنت في تلافي المشكلة ، وتعمّد وضع الشروط التعجيزية لحلها بمطالبة القنصلية التكفل بسكن وإعاشة وبعض التزامات الفريق الذي طالبت القنصلية بمقدمه مع أجهزته لحل المشكلة مثلما فعلها في فترة استخراج الجواز الجديد والهوية عند تبديل الجواز ، بحسب ماقاله مسؤوليها ، وهي تعلم أن القنصلية أخوى من فؤاد أم موسى عندما ردّه الله إليها ، وأنها اعتادت الأخذ دون عطاء . وبجانب جائحة تجديد الجوازات بقنصلية دبي التي أصابت موظفيها مرتين بالكورونا وتم إغلاقها مرتين وتواريها عن مواجهة المشكلة ، فإن إحباطا عارما اجتاج الجالية بما تمت تسميته بحوافز المغتربين رغم حماسها ومشاركتها النشطة في إنجاح مشروع التعويم الذي ورطت البلاد به تلك الخلطة المتناقضة التي احتوتها حكومة الأمر الواقع بالبلاد ، فتحويل القنصلية لمفوضية لايمكن أن يكون عنوان حوافزه هذا المسخ المشوه المستنسخ بوجه جديد من سياسات الجبايات ونظرية البقرة الحلوب ، والشجرة المثمرة التي يجني البستاني ثمارها غير عابيء بحمايتها من الشمس والرياح والأمطار وكافة الظروف الطبيعية وغير الطبيعية ، ولكنه يهتم بإراقة الأسمدة والمخلفات عليها ، بينما رئيس مجلس سيادتها بدلا عن أن يفتح الله عليه بكلمة ولو تطمينية تمنحهم أملا وتطيب خاطرهم ، يهتم بفتح البلاغات ضد مواطنيه بتوكيل مهره بملكية كامل مجلس السيادة الذي أصلا ليس له صفة سيادة ، لأنه تغير بعد ذلك التفويض وتم إضافة أعضاء جدد له وتمت هيكلته ولو إسمييا بعد التفويض ، ولم يفتح الله على مجلس السيادة القديم ، خاصة الشق المدني منه ، والذي يجب أن يكون هيئة دفاع لا اتهام للمدنيين ، أن يؤكد أو ينفي موافقته على التفويض . مشاكل المغتربين أيها المدنيون والعسكريون ليست هامشية ، ولاتقل أهمية عن مشاكل السلام والخبز والدواء والوقود ، ويكفي أن المغترب والمهاجر وفّرا وظائف يستحقانها ، ولم تشملهما معظم حقوق المواطنة ، ورغم ذلك ظلوا لعقود يدفعون باستمرار جبايات الخدمات والتعليم والصحة والزكاة وغيرها من المسميات المتعددة حتى الوصول لجباية التلفزيون !! ولم يقدم لهم جهاز شئونهم المتحوّل ، سوى المزيد من الإحتقار والإذلال بشعارات الخدمات المتطورة . ماقدمه المغتربون والمهاجرون من دعم لخيار التعويم أمر كافي للفت النظر لحل إشكالياتهم من مجلس سيادة الدولة وحكومتها المدنية وكتلها السياسية والعسكرية المختلفة ، فهم يتكفلون بمعمظم من يجب عليهم التكفّل به ، بدلا عن صرف الأنظار ببلاغات لاتليق براعي رعية أوجب عليه منصبه أن يتحلى بالحكمة والصبر واحتمال الأذى ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ، أعظم البشر ، شتموه وسبّوه وحاولوا تسميمه واغتياله ، ولكنه لم يتقدم إلى قاضي ليشكو رعيته المؤمنة أو المفترض أن تؤمن ، وفي حياة الرسول عبر . وقد بلغت