العنوان البارز والمستفز هذه الايام هو (سودان العنصريه) فلا حديث للناس الا عن الظلم الذي كان. والتهميش الذي كان. وإلاقصاء الآخر الذي كان. والظلم الذي كان. وتقسيم الثروة الذي كان. وقد علت في الشارع نبرات غريبة ( الناس دي جايه من وين). (وديل تشاديين ما سودانيين). (والخرطوم ما حقت زول). (ونحن جايين مروي). (وما ينوم ما ينوم). فما اخطرها مثل هذه الاصوات القبيحة والتي تدعمها اسلحه فتاكة بدأنا نراها من شبابيك بيوتنا . فكم اخشي اخوتي أن تصيب بلادي مصيبة كتلك أصابت بلدانا أفريقية كثيرة. وكلنا على علم بما حدث في جنوب افريقيا من فصل عنصري بغيض والكثير من دول أفريقيا الصومال و رواندا وما حدث ما بين الهوتو والتوستي. ومازالت تلكم الممارسات البشعة ماثلة في الذاكرة وان كانت تنم عن تخلف حضاري وغياب الوعي الوطني بين مواطني تلك الدول. وأدعو الله أن لا ينجر السودان لمثل تلك الممارسات الخطيرة. وان يتقدم كل الصفوف عقلاء البلاد. فالوطن اخوتي للجميع. ولا يحق لأحد أن يحتكر الوطن أو جزءا من هذا الوطن له أو لأبنائه، و من له مثل تلك الميولات العنصرية في نفسه فليختر وطنا آخر غير السودان. ولعن الله من ارتكبوا حماقات سابقة في الوطن ضد مناطق اخري ومن غيرهم (الكيزان) وقد كانوا سببا لكل تلك الحروب و النعرات القبلية والعنصرية دعما لقبائل عربية في غربنا الحبيب ضد قبائل اخرى. والسؤال هل حقا الشماليون عنصرين كما يتهمهم بعض أهلنا في الغرب الحبيب ؟ أقول لا والله، فهي فقط سلوكيات عنصرية فردية و غير واعية من أناس فقدوا الثقة في أنفسهم و ابتعدوا عن قيم التسامح و التصالح و المواطنة الحقة ووحدهم الكيزان هم من أشعلوا نارها. لذا فلا داعي لكل تلك الظواهر المسلحه في الخرطوم و مسلحي الحركات وقد يخيل لهم انهم يستبيحون الخرطوم . وما جدوى كل هذا أيها السودانيون؟ فالمصير الأسود سيكون تقطيع أوصال السودان. وهذا ما يتمناه الاعداء. وما أسهل تطبيقه وكل حدودنا مستباحه. فمع مصر نراها مخترقه و مع ارتيريا مخترقه و مع إثيوبيا مخترقه و مع أفريقيا الوسطي مخترقه ومع تشاد مخترقه ومع ليبيا مخترقه وحتى مع جنوب السودان مفتوحه على البحري. وما أضعف جيوشنا وقد استأنست المقام في الخرطوم. وفي الاخر يخرج علينا من يقول ان بلادنا محروسة بجيشها القوى. محروسة وين يا حبيبي فالتهريب شغال مع الجنوب دقيق ومواد بتروليه والسلاح و مع ارتيريا دقيق ومواد بتروليه وسلاح ومع تشاد ومع أفريقيا الوسطى. و مع مصر ماشيه وادويه وعدة مطبخ وغيره والان يقولون ان جهات ما تجمع آلاف التشاديين في حدودنا الغربيه. فلتخرج كل جيوشنا من العاصمة إلى حدود البلاد. فلن يفيدنا ضربها للاطفال الصغار والنساء في شوارع الخرطوم. و لن تفيدنا خطابات الكباشي وعبد الرحيم دقلو ومناوي وجبريل واستعراض القوة على المدنيين المساكين. فالمخطط الامريكي القديم الذي خطه برنارد لويس مستشار الرئيس الأمريكي بوش الأب قد يسهل تطبيقه ونحن في هذا الحال. فقد يتم تقسيم السودان لأربعة أقسام "دولة النوبة عاصمتها أسوان، دولة السودان في الوسط، دولة دارفور، ودولة جنوب السودان". ناقوس خطر ندقه قبل فوات الأوان.