نشرت صحيفة "الانتباهة" – اليوم الثلاثاء 23/ مارس الجاري، خبر جاء تحت عنوان " ضبط "خلية" لداعش في الخرطوم"، ورغم ان الخبر قد حوي علي (102) كلمة، الا انه خلأ تمامآ من ابسط المعلومات التي كان يجب ان تتوفر في الخبر قبل نشره!!، لم تكن هناك اي اشارة الي: (أ)- من هم هؤلاء "الدواعش" في الخرطوم؟!! (ب)- هل هم سودانيين قح (100%)؟!! (ج)- هل هم اجانب؟!!، ومن اي بلد؟!! (د)- هل هم خليط من سودانيين واجانب؟!! (ه)- واذا كانوا اجانب، هل هم من المقيمين في السودان؟!! (و)- هل هم من اللاجئين السوريين المقيمين في السودان؟!! (ز)- هل هم من بقايا تنظيم "داعش"، الذين تمركزوا في ليبيا منذ اكثر من سبعة اعوام مضت، وقرروا اخيرآ الرحيل الي السودان بعد التغييرات السياسية الجديدة في ليبيا، وعزم الحكومة الليبية الجديدة طرد كل المنظمات المسلحة؟!! (ح)- هل هم الطلاب القدامي الذين درسوا في جامعة الدكتور/ مامون حميدة، وسافروا الي تركيا، ومن هناك دخلوا الي سوريا والتحقوا بالتنظيم الارهابي، وعملوا كاطباء في المواقع القتالية، وبعضهم قتل هناك في ظروف غامضة؟!! 2- خبر صحيفة "الانتباهة" حول ضبط "خلية" داعش في الخرطوم، كان مبهم وغامض، لم يحوي اي معلومة عن عدد الذين تم اعتقالهم؟!!، ومتي؟!! واين تم ضبطهم؟!!، لم يجي في الخبر من هي هذه "الجهة المطلعة" التي كشفت عن توقيف العناصر "الداعشية"؟!!، هل هي مصادر أمنية تابعة للاستخبارات السودانية؟!!، هل هي جهة اعلامية تتمتع باحترام وثقة القراء ؟!!، هل هي جهة اجنبية مدت صحيفة "الانتباهة" بالخبر الناقص؟!! 3- حتي الان، لم تصدر الجهات الامنية تاكيد او نفي حول خبر صحيفة "الانتباهة" الذي نشر اليوم الثلاثاء 23/ مارس الحالي، وبالطبع لن استغرب ان مر هذا الخبر مرور الكرام بدون تصريح او بيان من وزير الاعلام، او من الناطق الرسمي باسم الحكومة، او من جهاز المخابرات الوطني!!، فمنذ زمن طويل تعودنا ان تقوم كثير من الجهات الرسمية علي انتهاج اسلوب التعتيم المبالغ فيه، وعدم القيام بتوضيحات، او اصدار بيانات للرأي العام حول كثير القضايا التي تشغل بال ملايين المواطنين!! 4- في عام 2015، عندما ظهرت اولي خلايا تنظيم "داعش" في جامعة مامون حميدة، حاول النظام وقتها في زمن الرئيس المخلوع، ان تقلل من قيمة المصيبة، حاولت بشتي الطرق ان تخفي حقيقة وجود خلية داخل كلية العلوم الطبية، وان تنفي وجود خلية تعمل على استقطاب الطلاب لصالح "داعش" وتسفيرهم بالتنسيق مع جهات داخل مطار الخرطوم، ولما تكشفت الحقائق وخرجت للعلن ونشرتها كالات الانباء وكبريات الصحف العالمية، اضطرت الحكومة الي توجيه اتهام مباشر ضد المنسّق العام لتيار "الأمة الواحدة" محمد علي الجزولي، بتأييد تنظيم "داعش"، وانه وراء انتقال (12) طالباً إلى سورية والعراق للانضمام إلى التنظيم!!، وسبق ان عمد الجزولي إلى إلقاء محاضرات داخل كلية العلوم الطبية، والتي سمحت بالنشاط السلفي في الجامعة ومنعت النشاط السياسي!! 5- دخل نظام البشير في احراج شديد بعد ان عمت الاخبار كل مكان حول وجود "دواعش السودان"، وسارعت الحكومة الي تحركات واتصالات مع تركيا وبريطانيا لمنع وصول طلابها إلى تلك المناطق والانخراط في صفوف التنظيم، لكن مساعيها لم تنجح وفشلت فشل ذريع في حد هجرة الطلاب، ويعود سبب الفشل الي ان الجهود التي بذلت لم تكن بالقدر الكافي من الجدية والحزم في وقت الهجرات!! 6- اليوم، وبعد ستة اعوام من ظهور دواعش" السودان" عام 2015، جاء خبر "الانتباهة" ليفتح من جديد جراحات قديمة، فهل يا تري تكون جهود الحكومة الانتقالية في الخرطوم مثل جهود المسؤولين السابقين في نظام البشير عدم اهتمام وجدية؟!!… ام تدارك الامر قبل وقوع الفاس في الرأس؟!! 7- قمت باجراء اتصال مع صديق صحفي في الخرطوم، وسالته عن حقيقة خبر صحيفة "الانتباهة" حول ضبط "خلية " لداعش في الخرطوم؟!!"، فاجاب : "رغم ان السودان قد اصبح بلد متوقع فيه حدوث كل شيء، الا انني لا اميل الي تصديق الخبر، فالمعروف عن التظيمات الارهابية انها تنشط في الدول التي عندها وزن وثقل حتي يكون نشاطها الارهابي محل اهتمام عالمي ، والسودان بوضعه الحالي ابعد ما يكون محل اهتمام التنظيم، ولكن نامل من السلطات الامنية الا تتجاهل خبر الصحيفة فلربما هناك نار تحت الرماد؟!!". 8- يا تري، هل خبر صحيفة "الانتباهة" صحيح (100%)؟!!…ام هي واحدة من الاعيب "الذباب الالكتروني"، الذي لم يهدأ من بث الاكاذيب والاخبار الزائفة بغرض اثارة الفوضي والبلبلة؟!! 9- نامل ان نسمع من جهاز الامن الوطني تاكيد او نفي لخبر الصحيفة حتي تطمئن القلوب. 10- مرفقات لها علاقة بالمقال: (أ)- ضبط بحوزتهم 2 مليون دولار.. القبض على خلية لداعش بالخرطوم ( "النورس نيوز"- 23 مارس، 2021:-ألقت السلطات الأمنية القبض على 5 من عناصر تنظيم داعش في الخرطوم. ونقلت صحيفة (الانتباهة) الصادرة اليوم الثلاثاء عن مصادر مطلعة أن توقيف العناصر تم على أثر معلومات ومتابعات دقيقة لدخولهم العاصمة قبل أيام. ونبهت المصادر إلى أن العناصر أخفت نفسها بمناطق مختلفة في المدينة. وبالتزامن مع الخطوة ضبطت السلطات عناصر داعش مبلغ 2 مليون دولار حسبما تردد من مصادر أخرى، فيما رجحت مصادر متطابقة أن تكون تلك المبالغ لتوفير الدعم لتنفيذ عمليات إرهابية بالخرطوم. وأكدت المصادر ان العناصر التي تم توقيفها جميعا بعد عملية أمنية دقيقة كللت بوصول الأجهزة الأمنية لكل العناصر والقبض عليها وأشادت المصادر بالقبض علي العناصر في الوقت المناسب قبل تنفيذ أي عملية.). (ب)- مخاطر تمدُّد تنظيم "داعش" في السودان https://epc.ae/ar/brief/the-risks-of-islamic-state-expansion-into-sudan (ج)- داعش في الخرطوم رسائل لمستقبل مجهول http://almshaheer-sd.com/31879/ بكري الصائغ [email protected]