ليس مفاجئا في بلادنا التي يتم تهريب اطنان من الذهب عبر مطاراتها تحت سمع وبصر رجال الأمن وكبار المسؤولين، ليس مفاجئا ان تسمع من مرضى يكابدون آلام السرطان في اجسادهم الهزيلة المنهكة يقولون لك يائسين بأنهم اتو من فيافي الأقاليم البعيدة لأخذ جرعات من علاج السرطان فيقول لهم احد العاملين بمستشفى الذرة بأن الحكومة لم تستطع توفير العلاج المطلوب ولكن يمكنهم شراؤه من السوق الأسود وبأسعار خرافية تصل قرابة المائة ألف جنيه (مية مليون بالقديم) ❗، هل هذا معقول يا وزير صحة الثورة؟ حسب علمنا، ونحن لسنا أطباء، بأن أدوية علاج السرطان لا يمكن أن يكون متوفرا الا داخل أقسام علاج السرطان بمستشفيات متخصصة في علاج هذا الداء العضال وهي بالتحديد مستشفيات الذرة في الخرطوم ومدني ومروي على ما اعتقد. لان هذه الأدوية لا يسمح بتداولها خارج قنوات المستشفيات في كل بلاد العالم ولا يمكن لتاجر شنطة مثلا ان يتحصل عليها ابدا الا من الإمدادات الطبية أو من مستشفى الذرة وبالتالي لا بد من وجود شخص فاسد في الإمدادات الطبية أو في مستشفى الذرة يسرب هذه الأدوية ليتكسب من وراء بيعها. في كل بلاد الدنيا هناك قائمة محدودة جدا للأدوية التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية over the counter منها مثلا الأسبرين والفيتامينات، ولكن مثل أدوية علاج السرطان والمضادات الحيوية وأدوية ضبط فشل القلب لا يمكن الحصول عليها الا في المستشفيات وإشراف الأطباء المختصين. لابد يا سيادة الوزير من التحقيق في كيف خرجت أدوية علاج السرطان من القنوات الرسمية الصارمة الي الشارع ليباع مثله مثل الفياغرا وحبوب منع الحمل.
