بعد ان تحركت الرمال تحت أقدامهم وتهاوي عرشهم بفعل هدير ديسمبر المجيد وبسالة الشعب، وبعد ان رأو قادتهم واولياء نعمتهم من قادة الحزب المحلول يساقون الى كوبر مكبلين بالاصفاد، وبعد ان هرب من هرب واختفى من اختفى، عاد الكيزان للسوشال ميديا على استحياء ومستغلين الازمات المعيشيه الطارئه وصفوف المواطنين امام محال التموينات ومحطات الوقود – وللمفارقه فإن الازمات الحالية هي نتاج حكمهم التي إمتد لثلاثة عقود ولم تترك مشروعا واحدا ناجحا للوطن حين سقوطهم – هكذا دون ان نعفي حكومة حمدوك في بطئها وفي عدم اقتحامها وضربها لاوكار الفلول منذ البدايه، مما سمح للمتلاعبين وفاقدي الضمير للتحكم في اغلب الاحتياجات المعيشيه للمواطن. عاد الكيزان بأن اطلقوا على كافة تيارات الشعب التي شاركت في الثوره واسموهم ب "القحاطه" واجتهدوا لتكون المفرده مرادفا ومدلولا لمعاني الفشل والخيانه وطبعا مرادفا لليسار والشيوعيين والصعاليك، وهكذا يسيرون في منهاج بليد وناكر لأبسط الحقائق وكأنهم يحاكون النعامه التي تدفن رأسها في الرمال إنكارا للحقيقه .. الحقيقه الناصعه التي تقول ان كل فئات وتيارات الشعب ساهمت في الثورة وقاومت البطش والرصاص باستثناء الكيزان، وبالتالي لا يمكن تنميط شعب بأكمله في كلمة واحده "قحاطه" وتكيل عليه كل المسبات فقط لأنه خرج ثائرا وأسقط النظام الشمولي الدموي المنافق الذي كنت تؤيده . ومن مظاهر التنميط البليد كذلك وتشتيت الكرة لغير محلها اذكر مفرده "إنتقاميه"، الكلمة التي أتت سهوا على لسان وزيرة المالية السابقه والتي إلتقطها فلول الكيزان وأصبحوا يلوكونها ليل نهار، يا سلام يا كيزان يا سادة التسامح، يا اصحاب بيوت الاشباح ويا حفاري المقابر الجماعيه يا أبها المختصين في الاغتصاب ويا جماعة أكسح امسح وكل فار يخش جحرو !! نعم انها انتقاميه يا كيزان، ليست للتشفي ولكن طلبا للعداله والقصاص، إذ لا جدوى من أي دعوة لمصالحة قبل تحقيق عدالة كاملة غير منقوصه، فلا بيت في ربوع السودان من بورسودان الى الجنينه ومن حلفا الى حدود الجنوب وإلا نجد فيه شهيدا او مفقودا أو معاقا او مشردا منفيا يكابد الحياة في شرق العالم وغربها نتيجة لكل ما فعلتموه بالوطن وبالانسان السوداني من موبقات وجرائم . فهل تتوهمون أن نرفع لكم لافتات التسامح والورود وأن نقيم لكم حفلات التكريم مكافأة لإجرامكم؟ المسألة تنظيف وعلاج لجراح غائره في جسد الوطن وليست خصومه بين شخصين ونعديها بجملة مثل "باركوها يا جماعه" .