مصطلح الدولة الفاشلة مصطلح قديم متجدد بيد انه طفي للسطح بقوة مجددا اواخر التسعينيات من القرن الماضي في مقالة مشتركة كتبها كل من الباحث جيرالد هيرلمان واستيفن رفلين وصفا فيها الدولة الفاشلة بانها الدولة التي تفشل عن توفير ابسط حاجيات المواطن ونشرا المقالة في فصيلة الشؤون السياسية الامريكية ومن المضحكات المبكيات ان اسم السودان تصدر وقتذاك قائمة تضم كل من الصومال وبورندي والكنغو ويوغسلافيا. الدولة الفاشلة هي الدولة التي تديرها مليشيات او تدار بواسطة عناصر موغلة في الفساد والجريمة او تشرعن له بشكل او باخر. مؤشرات الدولة الفاشة هي العجز عن توفير السلع الاساسية المتمثلة في الخبز والكهرباء والوقود، واجتماعيا هي الدولة التي يعجز نظامها في ضبط سلطة وتطبيق القانون ومحاربة الفساد. وامنيا هي الاريحية التي تجدها العصابات والمليشيات في تنفيذ جرائمهم بتنسيق مع الفاسدين داخل المنظومة الشرطية او العسكرية او اي جهة امنية اخري. اما بالنسبة للسودان فهو لا ينطبق عليه مفهوم الدولة الفاشلة، بل ينطبق عليه الدولة المنهارة او التي في طريقها للانهيار الكامل. حيث عجزت مؤسسة الجيش للان مثلا في اطفاء حريق الجنينة الذي اسفر عن مقتل اكثر من مئة شخص وما زال مندلعا. انه للمؤسف حقا ان تتم معاقبة الشعب السوداني واهانته من قبل الفترة الانتقامية بهذه الطريقة الحقيرة والمذلة، ليس في قطوعات الكهرباء التي ستستمر في شهر رمضان وكمية الدعوات التي سيفرغها الصائمين علي حمودك والبرهان وجبريل ابراهيم وكل من تسبب في عذابهم، بل المؤسف حقا هو عدم وضع الحقائق وتوضيح ماذا يحدث في هذه البلاد من قبل المعنيين، لقد خذلت الفترة الانتقامية الشعب والشهدء والعقاب قادم، لا محالة.