اندلعت في العاصمة التشادية نجامينا، الثلاثاء، احتجاجات عنيفة للمطالبة بالعودة إلى الحكم المدني، بعد سيطرة الجيش على السلطة، إثر وفاة الرئيس إدريس ديبي متأثراً بإصابته على جبهة القتال الأسبوع الماضي. وبعد مقتل ديبي، تولى المجلس العسكري السلطة في 19 من الشهر الجاري، إذ اعتبر بعض السياسيين المعارضين تولي الجيش للسلطة "انقلاباً"، وطلبوا من أنصارهم تنظيم احتجاجات، على رغم تعيين الجيش، الاثنين، ألبرت باهيمي باداك وهو سياسي مدني، رئيساً لحكومة انتقالية. وقالت وكالة رويترز، إن الشرطة ردت على الاحتجاجات بإطلاق غاز مسيل للدموع، بينما أحرق المحتجون إطارات في عدة أحياء بالعاصمة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، في حين شوهدت شاحنات تقل جنوداً تجوب الشوارع في محيط وسط العاصمة نجامينا. وقال المجلس العسكري في بيان، الاثنين، معلناً حظر الاحتجاجات، إنه "لن يسماح بأي احتجاجات قد تؤدي لاضطرابات، بينما لا تزال البلاد في حالة حداد"، وسبق أن قال المجلس برئاسة محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس الراحل والذي أُعلن رئيساً للبلاد، إنه سيشرف على مرحلة انتقالية مدتها 18 شهراً لحين إجراء انتخابات. وتلقي الاحتجاجات الضوء على الأجواء المشحونة في تشاد بعد وفاة ديبي، إذ يجد الانتقال العسكري صعوبة في كسب التأييد، وفق رويترز. "ضغوط عالمية" ويواجه المجلس العسكري ضغوطاً عالمية لتسليم السلطة إلى مدنيين في أقرب وقت، إذ عبّر الاتحاد الأفريقي عن "قلقه البالغ"، إزاء تولي الجيش السلطة، في حين تسعى فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، وبعض البلدان المجاورة لتشاد إلى التوصل لحل مدني-عسكري. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إن تعيين رئيس وزراء مدني "قد تكون خطوة أولى إيجابية في استعادة الحكم المدني"، وأضافت أن واشنطن تواصل مراقبة الوضع عن كثب. وقال روبرت جوديك القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لمكتب الشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية للصحافيين: "ندعو لاغتنام هذه اللحظة لدفع البلاد إلى الأمام في اتجاه ديمقراطي، وأن يكون للشعب فرصة حقيقية لديمقراطية وحكومة تمثيلية".