قبل أن يغادر البلاد مرغماً إلى ألمانيا إثر خروجه من أحد بيوت الأشباح- سيئة الصيت كان صلاح سليمان بخيت اسماً مميزاً في الوسط الفني وسوح العمل العام، عبر نشاطه في كليةالفنون الجميلة ومبادراته العديدة التي إتسمت بأفكار مبتكرة وغاية في البساطة نحو العمل الجماعي، بين زميلاته وزملائه بمقدرة إبداعية وحس إنساني فريد يعضدّه عملياً بالإلتزام والمسؤولية تجاه قضايا الإبداع والعمل العام- حدّ المجابهة. أسّس مع عدد من زميلاته وزملائه ورشة العمل التشكيلي وكانت ذات أثر موّثق؛ وأضاف بصماتٍ خاصة آناء عمله في مطبعة دار النشر جامعة الخرطوم إثر تخرّجه في كلية الفنون التي سبقه إليها الطاهر بشرى مراد ، سيف الدين اللعوتة وعماد عبدالله؛ ظهرت أولى مساهماته وقتها في بورتريه غلاف كتاب المبدع يحيى فضل الله العوض حكايات وأحاديث لم تثمر وتواصلت بعدها من خلال عمله ضمن فريق معرض الكتاب الدولي وكان تظاهرة ثقافية نادرة خواتيم الديموقراطية الثالثة ومطلع إنقلاب الإسلام السياسي وكذلك عمله ضمن الفريق الفنّي مع هيئة تحرير مجلة حروف المؤودة- التي كانت تصدر عن دار النشر جامعة الخرطوم- بصحبة: بشير سهل جمعة ، شرف ياسين ، محمد محجوب وقاسم عثمان. ظلّ صلاح سليمان بخيت وفيّاً لمشروعه الإبداعي والإنساني وملتزماً بقضايا شعبه العادلة مناضلاً شرساً وفناناً أصيلاً؛ لم يتوقف يوماً- طيلة حياته في المهاجر المختلفة التي إرتادها عن العمل الدؤوب والإسهام الخلاّق في العمل العام، على مختلف المستويات؛ نذكر منها مجهوداته في العمل ضمن فريق تجمّع التشكيليين السودانيين الذي لعب دوراً مؤثّراً في عمل تجمّع المهنيين السودانيين إبان ثورة ديسمبر المجيدة بالإضافة إلى تصدّيه لتصميم البوسترات لفعاليات ومناشط لا تحصى لمنظمات العمل المدني الإنساني الطوعي وتحالفات القوى السياسية في المهاجر وكذلك إسهاماته في تصميم أغلفة إصدارات مهمة صدرت في السنوات الماضية في بريطانيا لعدد من الكتاب؛ وظلّ هذا دأبه حتى رحيله الفاجع فجر الخميس 29 أبريل 2021م في مدينة كاردف البريطانية؛ يدين له منبر الصحفيين في المملكة المتحدة (ماس) بتبرعه لتصميم شعار المنبر- وقت تأسيسه. ينعي ماس المبدع الأصيل صلاح سليمان بخيت وهو فقد كبير للساحة الفنية والثقافية وسوح العمل العام في الداخل والخارج ولأسرته الصغيرة والكبيرة ولكل عارفي فضله.