مَرَّة، وفي انتظار زغرودة انطلاقة احدى مواكب الثورة ، والزمانُ شُرُم بُرُم، كُنَّا قاعدين في أتنيه، مجموعة من الشفَّاتة مافي معانا أيِّ كنداكة، وأخيراً جات صديقة من الليبراليات وانضمَّت لينا. وكانت ما شاءَ الله تبارك الله، سكرانة واقفة شبط. فكانت هناك لحظة صمت قصيرة قطعتها هِيَ : – ياخوانا يا جماعة، أنا أوَّل ما أسكر بكون دايرة ات..ش ، ده من شنو يا جماعة ?! . ف ردَّيت عليها أنا، قلتَ ليها : ده ما من السكر :( . سألت سؤالها ده، لا عن هذيان ولا عن لا وعي ولا عن سذاجة بل ببساطة تامَّة، وأنا اتوفَّقتَ في الرد عليها بذات البساطة . من يعرفُني يعرف أنَّ صفوة أصدقائي والصديقات وخلصائي ، هم من المجانين والسكارى والشعراء والجوعى والمعتوهين والدراويش والمعذبين في الأرض، ولكم كانَ يسعدني أيَّما سعادة لو أني قضيتُ ما تبقى من عمر في مراقبة أطفال يلعبون من حيث لا يرونني ولا يشعرون بوجودي. وجُزْءٌ من السِرِّ في هذا، أنَّني باكِراً أدركتُ وبالميلاد، وأكَّدت التجربة لاحِقاً أنَّ هذا الإنسان وبسبب تعدُّد وتضارُب رغائبِه وغرائزِه لا تُطابِق أفعالُه أقوالَه، ولا يستوى ظاهِرُهُ والباطِن إلا في حالة الجنون والسُكر والعَتَه والدروشة والعُزْلة والمرض والنوم والموت، وإلا حينَ يَمَسُّه طائِفٌ من شيطان الشعر أو الإبداع عموماً، وإلا إذ لا يَزالُ طفلاً. أنا هُنا لأقول: ليسَ هناك شِعْرٌ جليل، ولا إبداع حقيقي ولا حقيقة، وبكَلِمة , لا فلسفة ولا حكمة تُنْتَظَر إلا من شخصٍ استوى ظاهِرُه مع باطِنِه، وطابقت أقوالُه أفعالَه، ومِنْ ثَمَّ استغرقَهُ بالكامِل مهام التخلُّص من زِيفِ نفسِه عن الانشغال بزيف الأشياء والأشخاص من حوله. ف دي ، تقريباً وسريعاً، .. شذرة مانعة من عيون الحكمة، بمناسبة الجُمعة اليتيمة الجامعة والكلمة السامعة .. بذَلْناها عفواً، فخُذُوها هنيئاً. ولا تنسُونا من صالِحِ الدَّعوات.