يصل المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان ورئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي اليوم الأحد إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارتين منفصلتين لإجراء محادثات بشأن أزمة سد النهضة عقب جولتيهما في القاهرةوالخرطوم. واستبقت إثيوبيا الزيارتين بإعلانها أمس أنها عازمة على إنجاز المرحلة الثانية من عملية ملء سد النهضة -الذي تبنيه على النيل الأزرق- في الموعد المقرر، حتى إن لم يتم توقيع اتفاق مع دولتي مصب النيل السودان ومصر بشأن هذه العملية. سد النهضة.. ما خيارات مصر والسودان؟ وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن "بلاده قدمت كل المعلومات للسودان بشأن سد النهضة، إلا أن الخرطوم تحاول إثارة الإرباك عبر استمرار شكواها". وأضاف مفتي أن بلاده ملتزمة بالقواعد واللوائح التي تحكم الأنهار العابرة للحدود، ومنها عدم إلحاق الضرر بدول المصب، داعيا -في مؤتمر صحفي- كلا من مصر والسودان لاستكمال المفاوضات عبر آلية الاتحاد الأفريقي، لأن في ذلك مكسبا للجميع، حسب تعبيره. وأشار مدير مكتب الجزيرة في أديس أبابا محمد طه توكل إلى أن الخارجية الإثيوبية دعت المراسلين الأجانب إلى هذا المؤتمر الصحفي أمس، سعيا لتأكيد موقفها قبل وصول الزائرين الأميركي والأفريقي. وتصر أديس أبابا على إنجاز المرحلة الثانية لتعبئة سد النهضة خلال موسم الأمطار في يوليو/تموز وأغسطس المقبلين حتى لو لم تتوصل لاتفاق، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية. وتتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحفظ منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي. مباحثات في القاهرةوالخرطوم وقد بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس في القاهرة ملف سد النهضة مع رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي. وقال السيسي إن بلاده لن تقبل المساس بأمنها المائي، داعيا إلى التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن السد وتجنيب المنطقة مزيدا من التوتر وعدم الاستقرار، وفقا لما جاء في بيان للرئاسة المصرية. وفي وقت سابق، بحث تشيسيكيدي في العاصمة السودانية الخرطوم أزمة سد النهضة مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وكانت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي أعلنت أمس السبت أن رئيس الكونغو الديمقراطية تقدم بمبادرة لحل أزمة سد النهضة بصفته رئيسا للدورة الحالية للاتحاد الأفريقي. وأضافت أن المبادرة قيد البحث من الجهات المختصة، من دون الكشف عن مضامينها. من جهة أخرى، التقى المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان رئيس مجلس السيادة السوداني أمس في الخرطوم حيث بحث الجانبان مسألة سد النهضة والوضع الحدودي بين السودان وإثيوبيا. وأكد البرهان خلال اللقاء ضرورة التوصل إلى اتفاق بين بلاده وكل من إثيوبيا ومصر بشأن قضايا ملء وتشغيل سد النهضة. وأضاف أن السودان مستعد للتعاون مع إثيوبيا لحل قضاياها الداخلية، كما دعا الولاياتالمتحدة إلى مساندة الحكومة السودانية في مواجهة تحديات الفترة الانتقالية.