_ كل شيء يبدوا مرتب بعناية ومكر فائق وخبث مغيت فلا صدفة يمكن أن تصنع الأحداث بل التخطيط الممنهج وماعادت أسئلة الحيرة تفسرها الدهشة وتقود لنفس الدروب المغلقة في نهاية النفق وتبصم على مجهول وحصايد الرصاص تزهق الأنفس والدماء تزكي وتزيد فواجع الأسر. _ أصبح ليس الهاجس من زخ الرصاص ولا الموت المتربص من كل صوب بل من من يأمر ومن ينفذ ومن يلفه السكات وأصبحت الحكاية مكررة حتي صارت عادة ادمنها السفلة وشعار يستظل به الخونة ووسيلة يتكسب بها المنحطين وتجارة رائجة لمنافقي الثورات للتربح واعتلا المناصب. _ الثورة انتهت لحظة المحاصصة وتقسيم الغنيمة وتوزيع الأدوار وسقطت لحظة انتهاك العدالة والصمت عن مجازر السلطة والتغييب القصري وغض الطرف عن المظالم والظلم وتصفيق البلهاء لمسرحيات اللهو والاستغفال وتقزمت وباتت ذكرى توجع ثوارها وتفزع من نال نصيب في سلطتها. _كل قبض ثمن صمته وزيادة وتناسوا حقوق الشعب وشهداء الوطن واعمت بصيرتهم المغانم والاستوزار وصموا آذانهم عن سماع النايحات وعويل المفجوعات لقد راح هدر وضاع في غياهب اللجان الدم. وبانت أقنعة الزيف فلا لجنة تفضي بحق ولاعدل سيناله صاحب دم لقد صنعت فزاعة الخوف لترهب أصحاب المطالب وفصل الظلم لينتهك به ثوب كل ثائر. وخزة لا أمل يرتجي ولا حق ينال من يرضى الظلم لغيره لن يسلم من تجرعه. فالثورات تصنع لتقيم العدل وتبطش بالظالم لكننا صمننا اذاننا عن الحق وغضينا طرفنا عن الظلم فنتهك العدل. خالص التعازي لشهداء الوطن