مَنْ لِأبْنَاءِ الكَلْب؟! شريفة شرف الدين و سقط شهيد آخر .. و الفَعَلةُ لقطاء أرضعتهم الإنقاذ من ثديها الخبيث فشبوا لا يحسنون غير النباح و القتل غدرا .. و من يقتلون؟ طلاب علم تنتظرهم أمهاتهم و آباهم قرة عين و أن يرفعوا عنهم قسوة الحياة .. لماذا قتلوهم؟ فقط لأنهم قالوا للظلم لا .. فقط لأنهم قالوا الحق في وجه الباطل .. لكن القتلة لا يدركون أن القبور لا تضم صيحات الثوار و لا الموت يعجزه إسدال ستار الثورة .. هنيئا أيها القتلى و بئيس مصيركم أيها القتلة .. لم يجف بَعْدُ مداد ما توافقتكم عليه من حوار .. لا يزال صدى جعير رئيسكم يصم الآذان بوعود نعلم أنها من رئيس جمع آيات المنافق الثلاث و عليها زاد .. فقد حدَّثَ و كذب .. و وعد و أخلف .. و أؤتمن و خان و زاد عليها إسرافا في القتل و تعطيلا للعدالة و إيواء و حماية للفاسدين .. و قبل أن يؤوب الأجراءُ ممن وافق و صفق ببلاهة رعناء .. أطلق البشير كلابه تنهش في أجساد فتيان هم الثروة لبلادي، فأي حوار و أي هراء و أي توافق و أي وعد برخاء؟ يريدنا البشيريون ضأنا يُساق .. يُسْقَى و يُعْلف لأجل الذبح و الاحتلاب.. يريدنا البشيريون بشرا بلا إرادة .. يريدوننا بلا أحلام بلا آمال .. يريدوننا مصفقين مهللين قانعين بذل! لكن اسمعوا يا أبناء الكلب و للكلب اعتذاري .. ليس من ليل سرمدي و لا من ظلم أبدي فثمة فجر آت و ثمة صيحة تشق ثياب الظلم .. ثمة إرادة تذيب الأصفاد و تدك حصون المحابس و السجون .. بِكُمْ بعد الله استنصر رجال بلادي .. فالقتلى ليسوا نُكراء .. إنهم من أرحام و أصلاب سودانية .. القتلى هم من تكلموا عنكم حين صمتم .. القتلى هم من جهروا بظلم السلطان حين همستم .. و السلطان و كلابه لا يزالون طلقاء ينبحون و يعملون عضا و نهشا .. الرصاص عندهم لم ينفد و الصيد عندهم كل يوم يحصد. لأي شئ نعيش؟ ألنأكل و نشرب؟ أليست تلك فعلة الدواب؟ من أنت و قد دِيْسَتْ كرامتُك و صُودرت حريتُك؟ أسد أنت حين يتأخر الغداء .. ثائر حين بالخطأ يدوسك أحدهم بنعله .. تغلي فيك الدماء لإهدار ضربة جزاء .. لكنك حَمَلَ وديع حين ترى بأم عينيك و هم يهدمون بلادك .. يقتلعون زرعك .. يصادرون حريتك .. يعبثون بثروتك .. يتاجرون بسمعتك .. يسيمونك الهوان .. يسبونك .. يشتمونك .. أتنتظر تتقدمك النساء؟ ليت ساعدي يقوى على رمي حجر .. ليت صوتي يقدر على ترعيد آذان الطغاة. حسبت أنني لمثل هذا اليوم أنجبتك .. اعتقدت أنني لمثل هذا اليوم ارتضيتك زوجا يحميني و عيالي و بلادي. الرجولة ليست شاربا و لحية .. المروءة ليست عمائم بالأمتار .. البطولة ليست تمنيا أمام شاشة تلفاز .. إنها المواجهة و الصمود .. إنها الأفعال التي تصنع الرجال. ليت لي قوة ساعدك.