ظل نائب رئيس المجلس السيادي حميدتي يحذر مراراً من الخلافات بين شركاء الحكومة الانتقالية ، وكيل الشركاء الكيد لبعضهم البعض والذي وصفه ب(الحفر) مشدداً بأنه إذا لم يتم التوافق بين مكونات الحكومة الانتقالية فهذا يعنى أن السودان سيستمر يرزح تحت وطأة البوس والعوز والفقر. يظهر ذلك في الخلاف الذي إشتد أواره بين وزارة المالية والخارجية بسبب تجاوز وزير المالية لقرارات رئيس مجلس الوزراء بعدم لقاء السفير الأثيوبي ما أثار حفيظة وزيرة الخارجية د.مريم الصادق ومطالبتها لوزير المالية د.جبريل ابراهيم الامتثال لقرار حمدوك وعدم تجاوز الخارجية ليرد بدوره معلقاً بأن هذا من حقه ولن لم يمنعه منه أحد وأن هناك من يعقد الصفقات المالية مع الدول دون علم وزارة المالية أيضاً. وفي المقابل تظل العديد من التساؤلات ترفع عقيرتها في شأن العلاقة بين الجيش والدعم السريع خاصة بعد التصريح الذي نشره نائب رئيس الحركة الشعبية شمال ياسر عرمان على صفحته ب(الفيس بوك) والذي كشف من خلاله أن جماعة المؤتمر الوطني المحلول التي لا تزال في دهاليز مؤسسات السلطة تسعى للوقيعة بين القوات المسلحة والدعم السريع، وهي قضية تمس كل سودانية وسوداني مهتم بمستقبل السودان. وحذر عرمان بقوله :"علينا جميعا أن نعمل لكي لا يحدث ذلك، فجماعة المؤتمر الوطني همها كله في السلطة، ومن قبل فضلت السلطة على وحدة السودان، والآن لا ترى في الصعود إلى السلطة إلا عبر الوقيعة". وقال عرمان : "بلادنا بحاجة إلى قوات مسلحة واحدة ومهنية وغير مسيسة وبعقيدة عسكرية جديدة تعكس التنوع الاثني والجغرافي والنوع، وكل ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بتطبيق اتفاق الترتيبات الأمنية وبمعالجة المخاوف المشروعة عند البعض ورفض الأطماع غير المشروعة لدى البعض". وأضاف دون إصلاح القطاع 7العسكري والأمني لن نصل إلى دولة مدنية وديمقراطية قائمة على المواطنة، والمواطنة هنا قضية جوهرية وليست ملحق. تزامن تصريح عرمان مع خطوة قبول المجلس السيادي الذي ترأسه حميدتي في غياب البرهان لاستقالة النائب العام الحبر واقالة رئيسة القضاء نعمات ، ليترك السيادي الاستفهام بأنه لماذا لم يقبل البرهان استقالة الحبر وظلت حبيسة أدراجه اسابيع ، في وقت رشحت فيه شائعات بأن دول المحور طالبت حميدتي بدمج قواته في الجيش وحتى المشاركين في عاصفة الحزم يرشحوا عبره وضمن قواته ، ويتزامن ذلك مع تقارير تتحدث عن أن قوات الدعم السريع لا تفيد الانتقال كثيراً ، واتهام مباشر من منظمة أسر الشهداء في الذكرى الثانية لمجزرة فض الاعتصام بأن (حميدتي أخوان) هم المسؤولين عن المجزرة. وعلى ذات المنوال يعود مناوي والترتيبات الأمنية محلك سر وقوات الحركات إن أبعدت من وسط العاصمة فهي متواجدة في تخومها فيما تتأهب الحكومة لجولة المفاوضات القادمة مع عبدالعزيز الحلو (الحركة الشعبية). في المقابل يستمر التصدع داخل قوى الحرية والتغيير لتشهد (قحت) هجوماً غير مسبوق من أبرز مكوناتها (تجمع القوى المدنية) الذي بدا متحفظاً على اداءها ليعلن موقفه منها بعد استقالة ممثلته في السيادي عائشة موسى ، فيما فشلت مبادرة العودة الى منصة التأسيس بعد الشروط القاسية التي طالب بها الشيوعي للعودة ل(قحت) ليختار طريق المقاومة السلمية لاسقاط الحكومة ..يحدث كل ذلك والاوضاع الاقتصادية ليست على مايرام فالغلاء ما زال طاحناً والكهرباء هي الأخرى عادت الى البرمجة وووو الخ. ومع ذلك هناك ومضات مشعة بدأت تلوح في الأفق وهاهو حمدوك يعود ومعه البشريات باعفاء الديون ونيل ثقة المستثمرين ..أما آن الآوان للإصطفاف من أجل الوطن وترك الخلافات جانباً . *********** الجريدة