سلمى الحسن كنت في مقال سابق أطلقت عنوان (العنجهية العسكرية) كوصف بسيط لما يمارسه الجيش السوداني وظل يمارسه في حق المواطن السوداني الأعزل وما أحداث القيادة وفض الاعتصام وقتل الأبرياء و الاصابات التي لا حصر لها ببعيد! لقد ظل الجيش يمارس كل أنواع العنف والقمع والقسوة التي لا يمكن أن تأتي من (عدو) ناهيك عن (الحارس مالنا ودمنا) أو كما هو مفترض!! وأنا هنا اليوم لكي أضيف وصفاً جديداً وهو (السبهللية) والتي كانت أول كلمة تواردت لذهني عندما قرأت بيان الجيش السوداني عن حادثة مقتل شابين في مقتبل العمر برصاص الغدر والحقد والقسوة التي لم أجد شبيهاً يضاهيها ووجدتها (قمة القسوة ) والظلم التي عرفت في حياتي! * نص البيان الذي أوردته العربية عن الجيش السوداني أنه لم يعط تعليمات بإطلاق الرصاص!! جميل جداً لو صدق هذا البيان فنحن هنا أمام احتمالين لا ثالث لهما: * الأول: أطلق الرصاص (متفلتون) لم ينفذوا الأوامر التي (تمنع) استخدام الرصاص وفي هذه الحالة ، نحن لا نعفي المنظومة العسكرية من المسؤلية ومحاسبة منظوميها (المتفلتين) الذين لا ينفذوا الأوامر ولا يلتزموا بالتعليمات!! * الثاني: أطلق الرصاص (قناصون) قصدوا بكل وعي واصرار وترصد قتل العُزل وفي هذه الحالة أيضاً ، نحن لا نعفي المنظومة العسكرية من المسؤلية ومحاسبة منظوميها و (مندسيها) وتقديمهم لمحاكم عاجلة والقصاص منهم بأسرع وقت ممكن!! * أعلم أنها (السبهللية) والفوضى في أوجها وأنه لن تتم لا محاسبة ولا معاقبة ولا قصاص وسيمضي الأمر كما مرت قبله أحداث القيادة وفض الاعتصام ، الذي لا يوجد طائر يطير بجناحيه ولا زاحفٌ يزحف على بطنه ، ولا كلبٌ يعوي في شارعه الا و يعلم تمام العلم من هم القتلة السفاحين الذين قتلوا، واغتصبوا، ووثقواً جرائمهم بكل فخر وسرور ، (وحدث ما حدث) ، ثم هاهم الآن بيننا يمشون هانئين مطمئنين ولم يحاسبهم أحد فكيف لا تتجدد الجرائم ويستمر الألم والوجع! * لو أضافت لجنة التحقيق في فض الاعتصام مواطنين عاديين بدلاً عن (السادة المختصين) وطالبت ب (تحقيق مفتوح) بدلاً عن (الغتغتة والدسديس) الذي تقوم به ، وجعلت الأمر بيد الشعب لحُسم الأمر بكل بساطة ولما أخذ الأمر كل هذه المدة الطويلة مع وجود كل هذه الفيديوهات والشهادات التي رواها شهود العيان ! ضع كل هذا جانباً واستمع واعد الاستماع عزيزي لاعتراف موثق يقول (و حدث ما حدث)!! اليس هذا بذاته دليل إدانة عند أهل القانون؟! * لن يتقدم السودان ولن يتحسن مالم نبدأ البناء (على نضافة) فنحن لن نستطيع البناء قبل التخلص من القاذورات والمخلفات التي تركتها الدولة العميقة ، من غبن وفتن وأحقاد ، ونزاعات قبلية ودينية وكراهية تعمدت زرعها في النفوس حتى يطيب ليها المقام أطول وأطول من باب سياسة (فرِّق تسد)!! والتي ان تنتهي الا بالوعي والمعرفة والبدأ من جديد على أمل زرع المحبة والوحدة عند الأجيال القادمة فقد تشربنا حتى ارتوينا نحن وربما كان هناك أمل في الأجيال القادمة!! أخيراً: رسالة للسيد عبدالله حمدوك رئيس الوزراء : قال شاعر: ولن يبلغ البنيانُ يوماً تمامَه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ وقال آخر: فلو ألف بانٍ خلفهم هادمٌ كفى فكيفَ ببانٍ خلفه ألف هادم واللبيبُ بالإشارة يفهم!! المواكب